مشاكل «النحاس» والجمهور عوامل ضغط .. يمكن حلها
تتجه انظار عشاق الساحرة المستديرة صوب ستاد القاهرة الدولى فى تمام الساعة الثامنة مساء اليوم لمتابعة مباراة القمة المباراة الاهم فى مسابقة الدورى الممتاز والتى يستضيف فيها الاهلى نظيره وغريمه التقليدى والابدى نادى الزمالك فى ختام مباريات الجولة التاسعة من مسابقة الدوري.
الكل ينتظر ويتابع، يريد ان يشاهد قطبى الكرة المصرية وان كان هناك العديد من الامور التى تحيط بهذا اللقاء وتؤثر عليه بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.. وان اتفقت جميع هذه الامور على شيء فسيكون انها جميعا سببا واضحا لزيادة الاثارة والمتعة بين القطبين.
عوامل تؤثر بشكل مباشر
لا يختلف اثنان ان كرة القدم لا تعترف بالارقام او حتى بالمقاييس والمعايير التى يرسمها اداء الفرق.. ولكن الفارق دائما يكون داخل ارض الملعب وخلال الـ 90 دقيقة.. فبمجرد صافرة بداية المباراة نرى فريقين يتنافسان بشكل خاص وكأنها مباراة بطولة تحسم عند صافرة النهاية.. هذه هى عادة مباريات القمة فى اى مكان بالعالم.
ولكن على الرغم من اتفاق الجميع على هذا المبدأ.. هناك عوامل تؤثر بشكل أو بآخر على مجريات اللقاءات.. وفى هذه المباراة نجد ان العوامل التى تؤثر بشكل مباشر هي..
1- منذ فترة كبيرة لم نشهد مباراة للقمة يكون فيها الزمالك متفوقا فى ترتيب جدول المسابقة.. حيث نجد ان الزمالك يدخل هذه المباراة على قمة الترتيب بعد ان جمع 17 نقطة من 8 مباريات، حيث حقق الفوز فى 5 مباريات وتعادل مرتين وخسر مرة واحدة، واحرز 12 هدفا ودخل مرماه 4 اهداف.. اما الاهلى فيحتل المركز الـ 8 وهو مركز غريب على الاهلى منذ فترة، خاصة وانه حامل لقب المسابقة، جمع حتى الآن 12 نقطة من 7 مباريات بعد ان حقق 3 انتصارات وتعادل مثلها وخسر مرة واحدة، وسجل 11 هدفا ودخل مرماه 8 اهداف.
وعلى الرغم من الفارق فى جدول المسابقة.. الاهلى قادم من فوز على حرس الحدود فى الجولة الماضية بنتيجة 2/3 .. اما الزمالك فقادم من تعادل مخيب امام الجونة بهدف لكل فريق.
2- الاهلى يدخل مباراة الليلة بمدير فنى مؤقت هو عماد النحاس ولديه الكثير من المشاكل الفنية والازمات فى مراكز مختلفة.. على النقيض فان الزمالك يدخل باستقرار فنى كبير مع مدربه البلجيكى يانيك فيريرا الذى يقود الفريق منذ بداية الموسم ويقدم معه مستويات جيدة الى حد كبير.
3- الدفاع الزملكاوى يعتبر الافضل فى الدورى حتى الان، حيث استقبل 4 أهداف مناصفة مع بيراميدز الذى لعب مباراة اقل عن الزمالك.. فى حين ان الاهلى يعتبر واحداً من اسوأ الدفاعات فى الدورى الممتاز بعد ان استقبل 8 اهداف فى 7 مباريات فقط ..وهو ما يعكس الحالة السيئة لخط دفاع الاهلى وحراسة المرمي.
4- الزمالك جمع فى مبارياته الخمس الاخيرة 10 نقاط من اصل 15 نقطة.. فى المقابل جمع الاهلى 8 نقاط فقط من اخر خمس مباريات من اصل 15 نقطة ايضا.
فاذا نظرت الى الارقام الاخيرة والعوامل التى تؤثر بشكل مباشر فستجد ان الفوارق ليست ضخمة وكبيرة مثلما تعكس الحالة داخل الشارع الكروى او ما بين الجمهورين.. وعلى الرغم من حالة التفوق او الارتياح التى يعيشها جمهور الزمالك الا انه على ارض الواقع الفوارق ليست كبيرة.
فنجد ان الزمالك سجل اكثر من الاهلى بهدف وحيد مع لعب مباراة ازيد.. كما ان فارق النقاط بين الفريقين هو خمس نقاط فقط وهو لا يعكس المسافة والبعد الموجود فى جدول الترتيب بين المركز الاول والثامن، وهو ان دل فانه يدل على قوة الدورى هذا الموسم اكثر منه ان يدل على ضعف الاهلي او قوة الزمالك.
عوامل تؤثر بشكل غير مباشر
اتفقنا على الذى ذكرناه من قبل وهو ان مباريات القمة داخل المستطيل الاخضر وخلال 90 دقيقة، ولكن هناك ايضا عوامل تؤثر على مجريات مثل هذه المباريات وهذه المرة بشكل غير مباشر..
1 – نتائج بيراميدز..
بيراميدز وان لم يكن مشاركا فى هذه القمة فهو ليس احد طرفيها، الا انه يؤثر بشكل غير مباشر على مباراة القمة.. فنتيجة هذه المباراة اين كانت ستنعكس فى مصلحة الفريق السماوي.. كما ان ما يقدمه بيراميدز فى الفترة الاخيرة وفوز على اوكلاند سيتى النيوزيلندى ثم اهلى جدة السعودى فى قلب جدة والعودة بلقب كأس نصف الارض أو الكأس الاحمر ثم الفوز على طلائع الجيش فى الدوري، كل هذه الامور عكست قوة الضلع الثالث لمثلث القوى فى الكرة المصرية، وهو ما ارسل تحذيرا واضحا ليعلم كل فريق من القطبين ان السقوط فى فخ الهزيمة لن يكون فى مصلحة منافسه التقليدى فقط بل ايضا سيكون فى مصلحة بيراميدز الساعى للانقضاض على الالقاب والبطولات.
2 – أزمة الرواتب داخل الزمالك..
على الرغم من ان الزمالك احد قطبى الكرة المصرية او احد اضلاع القوى الثلاث فى الدورى المصرى الا انه يعانى ماليا منذ فترة طويلة.. على الرغم من الانطلاقة القوية لهذا الموسم الا ان الفريق يعانى بسبب الازمات المالية وتأخر صرف الرواتب.. الامر وان لم يشتك اللاعبون بشكل كبير مثلما كان يحدث من قبل داخل نادى الزمالك إلا أنه يؤثر بشكل أو بآخر على اللاعبين خاصة أنهم منذ فترة من دون ان يحصلوا على مستحقاتهم.
3- المشاكل الادارية فى الاهلي..
التخبط الذى يحيط الاهلى من جانب الادارة والقرارات التى تخرج ثم يتم العودة فيها وغيرها من الامور لها تأثير .. كان الاهلى من انجح المؤسسات الرياضية التى كانت قادرة على الفصل ما بين الادارة وفريق الكرة وعدم انعكاس ما يحدث فى الادارة على الفرق الكروية، فى الفترة الاخيرة انعكس الامر بشكل أو بآخر وأثر على الفريق وعلى اللاعبين ولعل أزمة امام عاشور الاخيرة والتصريحات التى نسبت الى وليد صلاح الدين مدير الكرة حول تجديد اللاعب وغيره من الامور التى قد يكون لها شكل معين من التأثير على الفريق بشكل عام.
4 – المعنويات لدى الجمهورين..
لا شك أن الجمهور من العوامل المؤثرة حتى وان لم تكن بشكل مباشر.. ولكن حالة النشوة والتصدر والقوة التى يعيشها جمهور الزمالك سينعكس بشكل أو بآخر على الفريق سواء بتشجيع جمهوره او بنقل الاحساس والشعور لدى الجماهير بأفضلية فريقهم.. فى المقابل فان جمهور الاهلى يعلم تماما بأن فريقه لم يتعاف رغم اخر انتصارين غير مقنعين تماما، ولكنه يريد أن يقدم المساندة بشكل أو بآخر من أجل أن يساند فريقه لتحقيق انتصار سيمثل عنق الزجاجة فى حال تحقيقه لعودة الفريق مرة أخرى للمنافسة بشكل اكبر على لقب المسابقة التى يحملها اما الخسارة فيعلم جمهور الاهلى جيدا انها ستكون اول خطوة لابتعاد الفريق عن لقب المسابقة المحببة له.
كفه متزنة لأول مرة
ولاول مرة منذ سنوات يدخل الاهلى والزمالك وكفتيهما متعادلة فى اخر خمس مواجهات بينهما، حيث حقق كل فريق منهما انتصاراً وتعادلا ثلاث مرات.. وان كان فوز الزمالك الوحيد فى المباريات الخمس الاخيرة جاء نتيجة لقرار خاطئ وسيئ من ادارة الاهلى بالانسحاب ليفوز الزمالك بثلاثية نظيفة الا انها كتبت فى التاريخ انتصارا كبيرا للزمالك.
هل تحتاج مباريات القمة الى الخبرة؟
وعلى الرغم من القوة والافضلية التى يراها الجميع فى فريق الزمالك.. هناك سؤال يطرح نفسه بشدة، هل عناصر الزمالك تمتلك الخبرة المناسبة لخوض مثل هذه اللقاءات الجماهيرية الكبرى أم لا؟
سؤال صعب للغاية خاصة انك ترى فريق الزمالك يقدم مباريات جيدة بنسبة تصل الى 85 ٪ من الاداء والنتائج فى حين ان فريق الاهلى يقدم مباريات اقل قوة وجودة بنسبة تصل الى ما يقرب من 65 ٪.
ولكن الغريب فى الامر ان فريق الزمالك بعناصر لا تمتلك الخبرات فى مثل هذه المباريات الكبرى خاصة فى مثل هذه الاجواء على عكس الاهلى الذى يمتلك لاعبين خاضوا كثيرا مباريات القمة وفازوا بها ايضا وتشعر ان هناك ثقلاً من الخبرات داخل تشكيل الاهلي.. فهل ستكون للخبرة دور فى حسم نتيجة القمة؟!!
نجوم الاهلى
الاهلى يمتلك ترسانة من اللاعبين وان كان بعضهم فى غير مستواه الحقيقي.. وعماد النحاس المدير الفنى المؤقت لديه قائمة طويلة من اللاعبين القادرين على احداث الفارق.. لعل من ابرز الاسماء التى يمتلكها النحاس كل من، التونسى محمد على بن رمضان ومحمود تريزيجيه ومحمد هانى ومحمد شريف ومحمد الشناوى والمالى أليو ديانج واحمد بيكهام والمغربى اشرف بن شرقى وكريم فؤاد واحمد كوكا وطاهر محمد طاهر وجراديشار ومصطفى شوبير وياسر ابراهيم ومروان عطية وياسين مرعى ومصطفى العش وغيرهم من الاسماء المميزة.
نجوم الزمالك
الزمالك لديه مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين يعيش اغلبهم افضل الفترات هذا الموسم.. حيث يمتلك البلجيكى فيريرا قائمة طويلة من اللاعبين المميزين والذين سيكون على عاتقهم تحقيق الفارق وفى مقدمة هذه الاسماء.. حسام عبدالمجيد ومحمد صبحى وعمر جابر وعبدالله السعيد وناصر ماهر ومحمود بن تايك والبرازيلى خوان الفينا بزييرا ومحمود حمدى الونش ونبيل عماد دونجا والفلسطينى عدى الدباغ ومواطنه ادم كايد والانجولى شيكو بانزا وناصر منسى ومحمد اسماعيل وسيف فاروق جعفر واحمد فتوح وغيرهم من الاسماء.
قراءة فى فكر النحاس
عماد النحاس المدير الفنى المؤقت للاهلى يعلم جيدا حجم الضغوطات الموضوعة عليه وان الاهلى لا يقدم مستويات كبيرة ويشعر بالحالة السيئة لعدد من نجوم الفريق الكبار.. كل هذه الامور تجعل النحاس امام مهمة شاقة حيث عليه ان يختار التشكيلة المناسبة وطريقة اللعب التى تتناسب امام الغريم التقليدى فى مباراة كبيرة.
النحاس لديه اكثر من مشكلة لابد من علاجها باختياراته لهذه المباراة ولعل المشكلة الابرز هى الظهير الايسر الذى يواجه اللاعب الافضل فى الزمالك وهو البرازيلى خوان الفينا .. بجانب مشاكل الخط الدفاع التى لا تنتهى سواء بتمركزات سيئة او خروج غير جيد بالكرة وبناء الهجمات كما ان الفريق يعانى ايضا على مستوى الهجوم حيث هناك حالة من الفردية تصيب عدداً من النجوم لتفقده اهم طابع هجومى وهو اللعب بشكل جماعي.
قراءة فى فكر فيريرا
البلجيكى يانيك فيريرا المدير الفنى للزمالك يعيش أجواء جيدة رغم التعادل الاخير للفريق أمام الجونة بخطأ ساذج من لاعبيه.. إلا أنه بشكل عام يقدم مستوى جيداً وعلى الرغم من الفوز فى البدايات إلا أن الجميع لم يكن مقتنعا بشكل كامل بما يقدمه المدرب ولكن سرعان ما بدأت تظهر لمسته ورؤيته التكتيكية مع الفريق والتى بدأت تقنع الجميع نقاداً وجماهير ومتابعين وإدارة.. هذا لا ينفى أن الفريق يقع فى بعض الاخطاء وبعضها يكلف الفريق نقاطاً من.
الليلة سيكون أمام مهمة كبيرة حيث يريد ان يثبت قدراته الفنية والتكتيكية امام غريمه التقليدى حيث نجح فى مواجهة كبرى هذا الموسم امام المنافس الاول له على صدارة الدورى وهو المصرى البورسعيدى وتحقيق الفوز بثلاثية فانه يريد فى اختباره الثانى القوى بأن يحقق الانتصار ويواصل المشوار لينعش الامل فى استعادة لقب غال وستكون بداية طريقه عبر لقاء الليلة.