لم يتعرض الفن فى مصر لهجمات شرسة مثل تلك الحرب الضارية التى أشعلتها ضده حكومة الإخوان الإرهابية واعتبرت أن كل من يعمل بالفن إما شارد أو فاسق.. أو عديم الأخلاق .. وقد أدى هذا المناخ بالكثيرين إلى انصراف أو توقف العديد من الفنانين والفنانات عن «الوسط» الذى لا يجدون فيه سوى أنفسهم وأنفسهم فقط وعندما سقط هذا الحكم المتطرف انطلق كل إلى حال سبيله بكل حرية ودون قيود.
>>>
لكن إذا كان الشيء بالشيء يذكر ما علاقة الفن بالحرية؟ يعنى هل إذا وقف القانون أو تصدت العادات والقيم والتقاليد ضد تجاوز الأداءوالقيم أو السلوك هل يدخل ذلك فى إطار تقليص مساحة الأغنية أو لى ذراع الحوار السينمائى أو الحيلولة دون سيناريو الدراما لكى تظهر ما تشاء بصرف النظر عما تتطلبه قيم المجتمع أو ترفضه أسس بناء الإنسان التى تحرص الجمهورية الجديدة على أن تغلفها وتحوطها الإيجابيات بكل ما تحمله الكلمة من معني..
ثم.. ثم.. ما الذى يمكن أن ينضوى تحت لواء الفن وما الذى يستحيل أن ينتمى إليه شكلا وموضوعاً؟
وبوضوح أكثر.. هل أغانى الشوارع والحارات التى انتشرت فى الآونة الأخيرة انتشاراً مزرياً تتساوى مع شعر إبراهيم ناجى وأحمد شوقى وحافظ إبراهيم بل وحتى أوبريتات فريد الأطرش ومحمد عبدالوهاب ومحمد فوزى وغيرهم وغيرهم؟!
>>>
على أى حال ما دفعنى لكتابة هذا المقال وحرصى على أن يضم معلومات ومقارنات وحقائق هذه الضجة المثارة الآن حول طلب الإحاطة الذى أعلنت مى إسماعيل عضو مجلس النواب أنها ستقدمه فور انعقاد دورة المجلس الجديدة مطالبة بإغلاق أول أكاديمية لتعليم الرقص الشرقى فى مصر؟!
لقد قال من قال إن تقديم الطلب يحمل فى طياته شبهة العدوان على حرية الفن وإن كان هذا السؤال يعقبه على الفور سؤال آخر:
هل الرقص يدخل فى نطاق الفن؟!
ليس هذا فحسب بل إن وجود مدرسة للرقص إنما يصيب جدران القيم والأخلاق فى مقتل وطبعا لا أحد يعرف أى من الفريقين الذى يمكن أن ينتصر على الآخر»الرقص وهز الوسط» أم التنشئة الاجتماعية السليمة لأجيال مصرية من طراز جديد ومتجدد تماما؟!
>>>
و.. و.. شكراً