بث الاعلانات بكافة اشكالها وانواعها يطاردك فى كل مكان فى البيت فى العمل فى الشارع وعلى المحمول والتليفزيون والراديو واصبح شيئاً مستفزاً فهناك منها ما هو عقارات ومنها ما هو اغذية واعشاب وملابس واجهزة وغيرها ومنها ما هو صالح وغير صالح فكلنا اصبحنا ضحايا هذه الاعلانات اينما تكون فنجد الاعلان عن سلعة ما دام منتجها يستطيع ان يدفع اكثر بغض النظر عن الفائدة التى يمكن ان تعود على المستهلك أو انها جيدة أو رديئة حقا لذا نجد ان زيادة وكثافة الاعلانات ينتج عنها المزيد من المبيعات والاطفال هم اكثر فئات المجتمع استهدافا وايضا اكثر تاثيرا بهذه الاعلانات لانها تشكل ثقافة وسلوكيات وذوق الطفل والذى هو اكثر ايذاءا وضررا من هذه الاعلانات المضللة.
المثير للجدل ان يدخل فى صراع الاعلانات بعض الاطباء الذين يقومون بانفسهم ببث اعلاناتهم على السوشيال ميديا عن منتجات صحية واعشاب يقومون بتحضيرها باصواتهم وصورهم ويبالغون فى حجم الفوائد الناتجة عنها على غير الواقع والحقيقة وهوما يمثل تضليل للمواطنين.
لا شك ان صراع الاعلانات سواء مضللة أو غير مضللة لها اثار سلبية المجتمع لما فيه من خداع وعدم مصداقية ويتسبب فى اضرار جسيمة على المجتمع وما يحدث حاليا على الساحة وما نشاهده من تسابق القنوات الفضائية لبث مثل هذه الاعلانات للحصول على الاموال دون الاهتمام بالمخاطر والاضرار التى يمكن ان تسبب فيها هذه الاعلانات وهو يمثل شيئاً خطيراً.
فنجد هناك اعلانات عن سلعة ومنتجات غير جيدة ويقبل عليها المواطنون بثقة طالما تم الاعلان عنها وبثها واذاعتها فى اكثر من قناة فى ان واحد وترتب على ذلك ان هناك ضحايا يدفعون الثمن غاليا نتيجة شرائهم هذه المنتجات والتى يمكن ان تكلفهم حياتهم كذلك الاعلانات على مواقع التواصل الاجتماعى للفن الهابط الخادش للحياء فى مجتمعنا والتى اصبحت منتشرة الآن من مقاطع افلام يتم الاعلان عنها دون المستوى لنسمع مصطلحات ومسميات والفاظاً من خارج القاموس اللغوى واصبح يرددها الاطفال وصغار الشباب نتيجة هذه الاعلانات والدعاية الصاخبة فى مواقع التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية التى اقتحمت علينا البيوت والمنازل.
من الواضح ان بعض القنوات الفضائية تحت بير السلم تلهث وراء اى ماديات للحصول على الاموال اللازمة لتمويل المرتبات لموظفيها والتى قفزت الى ارقام فلكية لهذه الاعلانات فالسيطرة على القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعى اصبحت صعبة لمنع مثل هذه الاعلانات المضللة التى تخدش الذوق العام والحياء على كافة القنوات دون مراعاة لما يمكن ان تسببه هذه الاعلانات من اضرار وتدمير لاجيال من الاطفال والشباب لانها تشجعهم على السلوك الخاطئ والتقليد الاعمى كاسلوب فى حياتهم فلابد من الرقابة الصارمة على اى اعلانات تتم بثها أو نشرها من الجهات المعنية سواء كانت سلعاً أو منتجات أو اشياء فنية قبل ان يتم بثها ونشرها للتاكد من جودتها ومنع الرديئة والسيئة للحفاظ على المجتمع من اى مخاطر فى هذه الاعلانات المضللة خاصة ان العائد المادى منها كبير وبصراحة ووضوح نحتاج تدخلاً تشريعياً ووضع قوانين تمنع تدخل السافر فى الحياة الشخصية أو اعطاء الحق لاى مواطن ان يبلغ عما يزعجه بمثل هذه الاعلانات والاتصالات لقد حان الوقت لتصحيح الاوضاع الخاطئة فى بث ونشر اى اعلانات للحفاظ المجتمع وحمايته من الاضرار التى تترتب عليها فالدول المتقدمة مثل اوروبا والولايات المتحدة الامريكية لا تسمح ببث أو اذاعة أى اعلانات أو دعاية عن سلع أو منتجات أو مقاطع لافلام اغنية قبل الحصول على موافقة موافقات جهات عديدة مثل وزارة الثقافة والصحة والصناعة والرقابة على الصادرات واردات والرقابة المصنفات الفنية والافلام الى جانب اتخاذ اجراءات اخرى مشددة قبل بثها أو اذاعتها فالانسان له قيمة ثمن فى هذه الدول التى تعمل على توفير الحماية الكاملة لمواطنيها وفقا لقاعدة الوقاية خير من العلاج لذا فان الامر يتطلب ان تكون لدينا رقابة صارمة وقوية على كافة الاعلانات التى يتم بثها أو نشرها فى وسائل الاعلام .