الاسبوع الماضى حدث الكثير من الأحداث التى ربما اراها انها تعطى بارقة أمل بالنسبة للقضية الفلسطينية وايضا لوقف الحرب فى غزة.. حيث كانت البداية داخل أروقة الأمم المتحدة فأصبح هناك الآن أكثر من 150 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية وبالتالى فهى خطوة تاريخية وكان أبرزها فرنسا وبريطانيا وكندا واسبانيا والبرتغال والنرويج وايرلندا والسويدى والبرازيل والصين وروسيا وبلجيكا ولوكسمبورج ومالطا واندورا ، وبالتالى فإن هذه الاعترافات العديدة والمتتالية يؤكد أن موقف دول العالم مع القضية الفلسطينية وايضا عرفوا جيدا الوجه الحقيقى لاسرائيل والولايات المتحدة، وبناء على ذلك فإن المجتمع الدولى وجه ضربة قوية لمن يحاول عرقلة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولمن يتعنت ويحاول الاستمرار فى الحرب على غزة ، وبالتالى فإن المجتمع الدولى أعلن الخروج عن صمته وكان خير دليل على ذلك أيضا الكلمات الحاسمة والواضحة من قبل القادة وممثلى الدول فى الجمعية العامة للأمم المتحدة والتى لا تقبل القسمة على اثنين بشأن القضية الفلسطينية ، وبالفعل لقد حان الوقت من أجل أن نقول إن المجتمع الدولى أصبح قادرا لمواجهة من يعبث باستقرار الأمن الدولى والإقليمي، فقد حانت اللحظة للتعبير عن مواقفه الجادة تجاه القضايا العالمية.
اجتماع القمة الذى عقد فى نيويورك بين المجموعة العربية الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية يمكن البناء عليه والذى جاء فى أجواء ايجابية، من خلال تكثيف الجهود المشتركة من أجل وقف نزيف الدماء ومنع محاولات تهجير الفلسطينيين.
ما ترتكبه إسرائيل من ممارسات غير شرعية وإبادة جماعية ممنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، يُمثل تحدياً سافراً لكل القيم الإنسانية، الأمر الذى يضع مصداقية النظام الدولى بأسره على المحك، فهناك معاناة كبيرة للشعب الفلسطينى من سياسات القتل الإسرائيلية، والمجاعة، والنزوح القسرى لخدمة مخططات التهجير، والتدمير الكامل للبنية التحتية فى القطاع، وبالتالى فقد أصبح هناك ضرورة من أجل إظهار قوة المجتمع الدولى وهو ما شاهدناه من تصريحات لمسئولين ومنها بعض الدول التى أعلنت صراحة عدم رغبتها فى زيارة مسئولين إسرائيليين لها ومنها من ألغى اتفاقيات سلاح مع اسرائيل وبالتالى فقد كان هناك تغير واضح من العالم تجاه «تل أبيب» وهو ما يؤكد ان العالم يتغير وهو ما أصبح الآن يمثل ضغطا ليس على اسرائيل وحدها فقط ولكن أيضا على الولايات المتحدة من أجل أن يقولوا لهم جملة واحدة « كفى ما تم ارتكابه فى غزة من عدوان وإبادة جماعية وقتل وتدمير ومجاعة.
مصر ترفض كل محاولات التهجير التى تمارس بحق الشعب الفلسطينى تحت أى مسمي، وتدينها باعتبارها انتهاكا صارخا للقانون الدولى الإنساني، فالاعترافات بالدولة الفلسطينية جاءت فى لحظة مفصلية وتاريخية فى مسار الإنسانية، وهو ما يشكل دليلاً على أن الأمل قائم فى نيل الشعب الفلسطينى حقه المشروع فى أرضه، وبالتالى فقد آن الأوان من اجل اتخاذ خطوات عملية تقود إلى إقامة دولة فلسطينية، على خطوط ٤ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
« القاهرة» سوف تستمر فى جهودها، للتوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، بما يتيح إغاثة الشعب الفلسطينى وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود عبر الآليات الأممية.. فمصر أعلنت اعتزامها الدعوة لمؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار، والبدء الفورى فى تنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار القطاع فور وقف إطلاق النار ، بما يضمن بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه.
القضية الفلسطينية من أولويات السياسة الخارجية المصرية، حيث أعلنت مصر رفضها لمخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية منذ بداية الأزمة فى السابع من اكتوبر 2023، فجهود مصر لم تتوقف منذ عام 1948 للعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتدعمها بقوة فى كل المحافل الدولية، وهى التى سعت من أجل إنهاء الحرب فى غزة، وهى الدولة الوحيدة التى قدمت أكثر من 70 ٪ من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.