الأحد, سبتمبر 28, 2025
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفي

جريدة الجمهورية

رئيس التحرير

أحمد أيوب

  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
جريدة الجمهورية
لا توجد نتائج
كل النتائج
الرئيسية فن و ثقافة

رفعت السعيد المواجهة الفكرية الفاضحة للإرهاب الإخوانى

بقلم ماهر عباس
27 سبتمبر، 2025
في فن و ثقافة
رفعت السعيد المواجهة الفكرية الفاضحة للإرهاب الإخوانى
3
مشاهدات
شارك على فيسبوكواتس اب

المهم فى مسيرته كشفه للإخوان وإرهابهم باسم الدين وكيف تاجروا مع مرشدهم حسن البنا منذ نهاية العشرينيات باسم الدين واستقوائهم بالخارج.

هكذا فضح د. رفعت السعيد الجماعة الإرهابية، السعيد قد عشق التاريخ وفلسفته وجعله منهج حياة وجنح مع التاريخ لليسار وليس للتطرف بل انحاز تماما للطبقة الكادحة.. ووسط إيمانه بأيديولوجيته اليسارية ومؤسساً للحركات اليسارية بوعى ودهاء يسارى نادر.. ونظرا لدراسته للتاريخ الذى حمل معه الدكتوراة فى التاريخ الحديث للبلدان العربية.. ووسط عمله كان يمخر عباب التاريخ فى متابعته الدقيقة لجماعة الإخوان وتطورها وأساليبها فى كل العهود منذ تأسيسها على يد مرشدها وامام الإرهاب حسن البنا.. والحقيقة كانت مواقفه فاضحة لهم وخصص جل وقته لفضح أساليبهم وتلونهم مع كل العهود بشكل شديد المراس لسياسى دارس وأكاديمى مؤرخ.

يحسب للسعيد له إيمانه بالوحدة الوطنية مدركا أهميتها فى بناء نسيج الشعب المصري.. فقد كان فى تجربته الأكاديمية والسياسية التى وصل فيها لرئاسة حزب تاريخى يمثل اليسار المصرى موضوعيا ومثقفا واعيا بتحديات الحكم فى مصر ودارسا جيدا للجغرافيا الاجتماعية والتاريخ السياسي.. فهو المعارض الوطنى الموضوعى الذى يعرف تماما الأرض الصلبة التى يقف عليها مطبقاً فلسفة «ما لا يدرك كله لا يترك كله» ومعتدلا فى خصومته التى أكسبته احترام من تعاملوا معه واختلفوا معه أيضاً ووصف بأنه من أبطال المسرح السياسى المصرى فى العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.. رفعت السعيد المولود فى المنصورة عام 1932 الذى امتلك القدرة على البحث والتحليل والذهاب إلى التاريخ وزيارته وعندما كان يكتب يتخيل لك انه عاش زمان ما يكتب له أو عنه بعمق فقد امتلك أهم أرشيف سياسى فى مصر بتجربته من أبناء جيله.. وتربى فى مدرسة الاتحاد السوفيتى السابق وصقلها مع مدرسة عضو الضباط الأحرار الذى لقب بـ «الصاغ الأحمر» خالد محيى الدين ويعد من المحسوبين عليه وكان يصفه بـ «المناضل» … ومن الصدف المهمة وربما فى سابقة قد لا تتكرر أن مؤسس ورئيس حزب التجمع عندما قرر أن يستريح طواعية تنازل للدكتور السعيد طواعية له عن رئاسة الحزب ليكون ثانى رئيس له منذ تأسيس المنابر فى سبعينيات القرن الماضى فى عهد السادات.

منبر اليمين والوسط واليسار والتى تحولت فيما بعد إلى أحزاب فى بداية عودة الحياة الحزبية مرة ثانية بعد الثورة للعمل.. فالرجل الأكاديمى عمل صحفيا بدار أخبار اليوم عام 1964 وبمجلة الطليعة مع رفيقه لطفى الخولى كما شغل السكرتير العام المساعد لمجلس السلام العالمى 1970-1972 ويحسب له إصداره العديد من المؤلفات بينها الأساس الاجتماعى للثورة العرابية وموسوعة تاريخ الحركة الشيوعية المصرية والمجلدات الخمسة التى تناول فيها الحركة، كما أصدر سلسلة قادة العمل السياسى فى مصر.. ولعل جيلى وما بعدنا يقف طويلا عند نجاح الدكتور رفعت السعيد فى العبارات التى هتف بها الطلاب فى الجامعات أو الشوارع أيام المظاهرات وهى «الإخوان الكاذبون» لا لحكم المرشد، الإخوان لا يسعون لخير مصر «فساد الإخوان أشد من أى فساد».. رسوخ ونضج رفعت السعيد بدأ مبكرا فقد دخل حلبة النضال مع الإخوان بشكل مباشر مما جعله بالنسبة لهم ألد الأعداء المثقفين.. ومن المصادمات المهمة مع جماعة الاخوان ما أقدم عليه بتأليف كتاب عن حسن البنا مرشد الإخوان وفى الكتاب كان كمن يعيد محاكمة حسن البنا فى محكمة التاريخ ووصفه بالمدرس البسيط الذى قفز على مسرح الأحداث السياسية بشكل مفاجئ فى واحد من أغرب الأدوار التى اعتبرها السعيد تلاعبا بالشارع السياسى وهو بعيد عن رحم الحقيقة مما دأبت عليه جماعة الاخوان وأصبح السعيد هدفا لهم عندما يتحدث وعندما يكتب فهو لم يخف من مواجهتهم وخاض ضدهم المعارك الفكرية التى تفند أكاذيبهم.. واعتبر السعيد ان حسن البنا كان يعمل لصالح قوى استخدمته وعندما تمرد عليها اغتالته.. فقد ولد ومصر تتثاءب بعد هزيمة أحمد عرابى وحادثة دنشواي.. ولعل وصفه بأنه – أى حسن البنا – الذى سقط قناعه الذى رفعه «التأسلم» وان العنف لدى الجماعة لم يكن هواية أو أمرا عشوائيا بل خط ومنهج يتنفسونه ويخططون له بعناية ليس البنا فقط بل من تولوا بعده منصب «المرشد» كلهم سواء.

فقه العنف

من مواجهاته مع الإخوان وصفهم بـ «فقه العنف» وان مبادئ هذا الفكر وصفها مرشدهم البنا.. لا تؤمن الجماعة بالدولة ولا بالتداول فى السلطة وديدنهم العنف.. عرف د.رفعت بأنه من أشد المعارضين لجماعة الاخوان واتهموه بالعمالة والتمويل المشبوه لكنه كان يرد عليهم «بجسارة ويقول: أنا أفهم ألاعيبهم وضد التأسلم السياسى».

وكثيرا ما كان الدكتور رفعت يفتح النار عليهم وهذا جعل اسمه حالة خاصة فى الشارع المصرى عندما تقرأ اسمه يعنى فى الطرف الآخر «الإخوان المتأسلمون» وصارت سمة تطلق عليه طوال حياته.. وكان كثير من الإخوان يتمنون حرق كتبه خاصة كتابه «حسن البنا متي.. كيف ولماذا؟» الذى أصدره عام 1997 وكتابه «ضد التأسلم وضد تجار وسماسرة الدين».

الإسلام السياسى

كان لديه خطاب سياسى يحمل هجوما شرسا ومفندا لحركات «الإسلام السياسى» ويتهمها بالإقصاء والتكفير والتأسلم.. ويرى فى ذلك ان هناك شقين.. الأول ان كلمة إسلامية مثيرة للجدل ولا يوجد شيء اسمه إسلامية وقال فى حوار مع جريدة «الشرق الأوسط» فى 20 يونيو 2004 ان هذه الحركات خالفت الشريعة والفقه ولا تطبق اسلاما صحيحا ولا تمارس اسلاما صحيحا لكنها تمارس التأسلم.. و»التاء» إذا دخلت على الفعل صارت علامة على الادعاء والتظاهر.. وهؤلاء فى نظره كما سماهم الخليفة عمر بن الخطاب «المتفيهقين» أى من تظاهر بالفقه وثانيا محاولة التفريق من وجهة نظره بين الإسلام الصحيح والتأسلم.. فى الوقت الذى تدعى الحركات الإسلامية انهم يمثلون «صحيح الإسلام» ومن خالفهم فقد خالف صحيح الدين.. ولا يقبلون النقد.. فى حين ان الإمام مالك يقول «كل إنسان يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر فى إشارة إلى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام».

ود. السعيد كان دائما يذكر الإخوان بارتكابهم أعمال القتل والعنف كقتل الخازندار والنقراشى فى الأربعينيات ولم يعتذروا إلى اليوم عن جرائمهم.

المحظورة

ولعل معركته المهمة ما رسمه لهم فى مؤلفاته ودراساته وإطلاقه عليهم «المحظورة» المصطلح الذى لاحقهم قبل أن يلاحقهم مصطلح الإرهاب ويرى فى ذلك ان الدين شيء والسياسة غيره وانهم يستخدمون الدين المقدس غطاء لأعمالهم وتصرفاتهم وأقوالهم.. وله مقولة معروفة «من جعل الدين سياسة جعله قصورا ومن جعل الرأى دينا جعله مقدسا» وان الإخوان استخدموا الدين كستار ويتكسبون من ذلك حتى شعارهم «الإسلام هو الحل» ذلك الشعار المبتذل وليس فى صالح الإسلام من وجهة نظر السعيد فى معاركه مع الجماعات والحركات الإسلامية.

وكان يرى أن المدرسة الإخوانية وراء تكريس وترسيخ الإرهاب والتخوين والعمل السرى دوماً من وراء الستار.

المتأسلمون

الضجة الكبيرة التى أحدثها كتاب «المتأسلمون» وضعت د. رفعت السعيد فى فوهة مدفع خصومتهم وحتى وفاته فى 17 أغسطس 2017 لم يتنازل عن مواجهتهم مؤكداً ان الإخوان حاولوا اختطاف الإسلام مدعين انهم يمثلونه والممثل الشرعى الوحيد له والحقيقة أنهم يسيئون إليه ويسيئون إلينا.

وإن المتأسلم خروج فاضح فى تعاليم الإسلام وغلو وشطط بعيداً تماماً عن الصحيح من الإسلام.. واستند فيه إلى تاريخ صدر الإسلام فى العصرين الأموى والعباسى والنظر إلى كتب التراث.. فكتاب «المتأسلمون» يتناول أحداثا مهمة فى القرن الحالى فى الإرهاب والعنف كممارسة باسم الدين كما فى 11 سبتمبر التى يعتبر استثمارا حديثا للإرهاب ضمن قاموس مملوء بالتناقضات لدى الجماعة الإرهابية وخريطة التنظيم الدولى للإخوان.. وان الإخوان المتأسلمين أدخلونا فى معركة دون تردد فى مواجهة الغزو الثقافى لأمتنا بدون وعى وهو حقل الغام تعمدوا من خلاله الإساءة للإسلام فيما عرف بعد بـ «صراع الحضارات» وقسموا العالم بين «فسطاطين.. فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر» وهذا ما حاولوا تنفيذه فى مصر.. روجوا لفكر غير دينى لكلمة إسلامية وغاب عنهم ان الإسلام للناس جميعاً.. ودخلوا فى صراعات جغرافية وحضارية مع المعتقدات الأخرى التى يخدمها ديننا الإسلامى بمنطق اللاوعى الذى يتبعه الإخوان وتنظيمهم الدولي.. ويفند د. رفعت بعض من عملياتهم التكفيرية فى المواجهة ومنها شكرى مصطفى الذى سمى نفسه «أمير آخر الزمان» من أعمالهم احتضان الدكتور الهبى وقد شرب من بئر هذه الجماعة أيمن  الظواهرى الطبيب الذى سار على دربهم وذهب إلى أفغانستان وشكرى مصطفى نفسه اعتمد فى جماعته على كتاب مغلوط اصدره باسم «التوسعات».

اغتيال الخصوم

ويكشف السعيد فى كتابه عبر 268 صفحة من القطع الصغير كيف ان أعضاء الجماعة لهم الحق فى اغتيال من يشاؤون من خصومهم وإباحة ما أسموه اغيتال اعداء الله وان قتلهم من «شرائع الإسلام»، هكذا يعلم الإخوان الإرهابية أعضاءهم رجالاً ونساء وفتياناً وفتيات فى مدرسة جريمة اساءت للإسلام والمسلمين.. ووصلوا بهذا الفكر إلى عمق البئر المتأسلم وشكلوا الأحاديث والروايات لخدمة أهدافهم.. وابتكروا مبررا قاسيا وغير دينى لقتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق ووجدوا له مبررا.

الآبار المسممة

ويذهب السعيد فى مواجهته للإخوان بالتفتيش بما أسماه «الآبار المسممة» فى ذخيرة المتأسلمين والتى ملأوها بالأفكار والروايات الملفقة لتبرير أعمالهم وأنهم غاصوا فى الآبار المسممة فى تبرير الإرهاب والاغتيال حتى وصلوا إلى ما سمى إعلامياً «العمليات الجهادية» واستهدفوا فيها المسئولين كمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق د. عاطف صدقي.. والعملية طالت التلميذة شيماء فى مدرسة بمصر الجديدة بمنشية البكرى والتى تناولها أيمن الظواهرى فى كتابه بعنوان «فرسان» وتزامن مع إعلان «الجبهة العالمية لقتال أمريكا» وكان أسامة بن لادن الذى صنعته أمريكا أيام حرب أفغانستان الممول للجماعات والمؤسس لكثير منها وأتفق هنا مع ما ورد فى كتاب د. رفعت السعيد فقد قمت بمتابعة أعمال الحج عام 1987 وفى مكة المكرمة كانت اقامتى مع وفد إعلامى كبير مع أسامة بن لادن فى معسكر يمنى به أكثر من ألفى عربى واجنبى يقيمون معنا استقدمهم من أفغانستان لاداء الحج.. وعندما سألت أحدهم فى أيام التشريق هل ذهبت إلى بلدك العربية قال لا.. فقلت ومن يصرف على أولادك وزوجتك فقال أنه أسامة بن لادن.. وهنا تأكد لى ان أسامة بن لادن هو من يرسل الحوالات لهؤلاء الشباب.

المتأسلمون والدراما يشربون من البئر

وفى مواجهة الإخوان وضع د. رفعت السعيد سؤاله الذى ازعج الإخوان الإرهابية وهو: لماذا يندمج المتأسلمون فى الدراما ويحبكون أطرافها بأيديهم ويصدقون ما نسجوا من خيالهم.. فالإخوان فى عام 1928 وفى عام 1956 ومع صالح سرية وشكرى مصطفى ثم الجماعة الإسلامية وجماعة عمر عبدالرحمن ثم 11 سبتمبر.. نرى أنهم جميعاً يتطرفون فى الفكر ويصدقون أنفسهم وتطرفهم ويشربون من بئر التطرف وافتعلوا معارك الإرهاب باسم الدين ومواجهة «روم العصر» بحسب مصطلحاتهم معتبرين ان الجميع من المسلمين -غيرهم طبعاً- لا يتبعون الكتاب والسنة.. والخطر الذى يقع فيه المتأسلمون انهم يطالعون كتب مملوءة بالخرافات – للمؤلفين منهم – ويبنون أوهامهم بالنصر الحتمي.

وفى مواجهة أخرى مع الجماعة الإرهابية يفند السعيد نظرتهم للأحزاب والديمقراطية على لسان مرشدهم الأول البنا الذى رفضها تماماً وطالب بحلها.. ويعادون الدساتير ويؤيدون الفاشية ومرشدهم الثالث – بحسب السعيد – ص152 يقول ان الدستور فكرة استعمارية.

المرأة بين الإسلام والتأسلم

وفى معركة أخرى نقف عندها طويلاً نجد مواجهة الدكتور رفعت السعيد لقضية المرأة بين الإسلام والتأسلم فهذا ما عانت منه المرأة من انتقاص حقوقها والمحاكمات التى ترتكب ضدها مستندة إلى رؤية متخلفة لا علاقة لها بالشرع والشريعة، وتناول السعيد لتجربة رفاعة رافع الطهطاوى من الحركة التنويرية قبل أكثر من قرن ونصف القرن ليرسى فهماً صحيحاً لقضية المرأة وحقوقها وبعده جاء قاسم أمين ليكتب بين تحرير المرأة والمرأة الجديدة تصدى له المتأسلمون من كل صنف محاولين إجهاض التجربة ودخل الإمام محمد عبده مفتى الديار على الخط وواجه فيها دعاة التأسلم.. ووصل التطرف لدى الإخوان أن أيمن الظواهرى يرى أن المناداة بحق المرأة فى المساواة مع الرجل «كفر بواح».

كيف دخل أخبار اليوم

من المصادقة للدكتور رفعت السعيد أن يدخل العمل الصحفى عبر بوابة أخبار اليوم برغم أنه يقف موقفا معارضا لمصطفى وعلى أمين، القصة سردها السعيد نفسه فى كتابه «مجرد ذكريات» عندما كان مديرا لمكتب رئيس مجلس الإدارة خالد محيى الدين وكان يعتبر هذه الفترة بالنسبة له مخزن أسرار وقد صعد فى أخبار اليوم من صحفى بقسم الأبحاث إلى مدير لمكتب رئيس مجلس الإدارة ودخوله أخبار اليوم صار لغزا حتى وفاته لأن الرئيس عبدالناصر كان قد أمر هاتفيا بعدم تعيين صحفيين جدد فى المؤسسة إلا بعد الرجوع إليه.. لكن هل تسلل أم عين؟.. الإجابة تظل لدى شخصين فقط هما د. رفعت نفسه وخالد محيى الدين رئيس مجلس الإدارة.

أوهام الخلافة

نقف عند بعض ما تناوله د. رفعت السعيد من التعريف السياسى والعرف والأوضاع الاجتماعية وما جاءت به الرسالة المحمدية والخطوات الأولى لتنظيم الدولة منذ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وخطاب الرسول الكريم فى فتح مكة.. ونجحت التعاليم الإسلامية والتدابير التى اتخذها رسولنا الكريم محمد بن عبدالله وخلفاؤه فى هذا الأمر وتناولا فترة الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب.. لكن الأب الروحى لجماعة التأسلم الحديث أبو الأعلى المودودى رأى آخر يتفق مع حسن البنا الذى يقرر ببساطة – كما جاء فى كتاب المتأسلمون ص 227 – أن الخلافة لوراثة النبوة ومن عباءته خرج شكرى مصطفى الذى نصب نفسه «أمير آخر الزمان».. وجاء صالح سرية بمقولة «لا جهاد إلا بوجود خليفة».. ويتساءل السعيد فى كتابه هل يمكن مبايعة الخليفة من البرلمانات التى توصف بأنها شرك من عمل الشيطان الاستكباري؟ أم شراذم المتأسلمين الذين يكفرون كل من عداهم؟ وهو السؤال الصعب الذى فشل الإخوان فى مصر أو من أعلنوا أنفسهم خلفاء فى الإجابة عنه، ومع تغول الجماعة وفروعها وإقحام الإخوان وموقفهم من نصر حامد أبوزيد وقضية الخلافة فى الصدام مع الجماعات الإرهابية.. ونرى أن مواقف الإخوان الإرهابية كلها ترمى إلى تبرير مصالحهم الذاتية السياسية تحت عباءة الدين وما لصحيح الدين علاقة بما يفكرون.

حسن البنا متي.. كيف.. لماذا؟

فى كتابه عن حسن البنا متى وكيف ولماذا؟ تناول الدكتور رفعت سعيد مرشد الإخوان وإمام الإرهاب المدرسى البسيط الذى قفز على مسرح الأحداث السياسية ليلعب وبشكل مفاجئ دورا من أغرب الأدوار ويتلاعب بالكثير من الناس فى دهاء وشتان ما بين الإمام «المرشد» والرجل القرآنى والرجل الربانى وغيرها من عبارات التبجيل التى أطلقت عليه وبين «حسن راسبوستين» و«الشيخ الدجال» وغيرها من العبارات التى أطلقت عليه.

ويعتبر د. رفعت أن شخصية البنا «شائكة» وفيه وعد السعيد قراءه أنه سيبذل الجهد ليعثر على خيوط تقوده إلى فهم سليم لظاهرة حسن البنا وأن الجماعة لا  يمكن النظر إليها بعيدا عن مؤسسها ورحلة الـ 43 عاماً معه ومعها 1906 – 1949 وهى رحلة مملوءة بالأحداث التى تحتاج إلى التأمل وكشف ما احتوته من مواقف لتصل إلى الفهم الصحيح للجماعة ومؤسسها منذ أن كان الصبى شيخا فى وقت كانت مصر تتثاءب بعد هزيمة عرابى وحادث دنشواى ونهوض القوى الوطنية وإنشاء الجامعة الأهلية وتوالد عدد من الأحزاب المصرية وحركة التعليم الليلي.

وكانت الدولة كما يقول السعيد تحتاج إلى «هزة» عنيفة كى تستيقظ وتخلع غشاوة اليأس لتنهض من جديد وبزوغ رواد التنوير.. وينفخ بعض رجال الدين والمسلمين والأقباط فى ميزان «الفتنة» والضحية فى هذه الحالة حركة التنوير وفى هذا المناخ ظهر «حسن أحمد عبدالرحمن البنا»، وسط شعار مصر للمصريين وكان الشيخ على عبدالرازق قد أصدر كتابه «الإسلام وأصول الحكم».. هذا المناخ يبحث عن تكوين جماعته وثورة 1919 جاءت بسعد زغلول رئيساً للوزارة وكان المسرح معدا لظهور البنا القادم من المحمودية بحيرة وأحد طلاب الشيخ محمد عبده وكان قد بدأ حياته مع كتاب قرية المتشددين محمد زهران وإلى المدرسة الابتدائية انخرط فيها إلى «جماعة السلوك» مع تلاميذ صغار ثم إلى جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومنها إلى «جماعة العصافير» وتحول التلميذ إلى «صوفي» بحلقات الذكر وفى مدرسة المعلمين بدمنهور واصل طريقه وبدأ الاصطدام بكتاب أبو حامد الغزالى وفى عام 1923 ترك المدرسة واتجه إلى دار العلوم فى قاهرة العشرينيات وسط دعاة التنوير وفيها تعرف على محيى الدين الخطيب والشيخ رشيد رضا وأحمد تيمور باشا وبدأ يظهر بموقف ضد التيارات الدينية فى ظل مرحلة التهيئة التى بدت غامضة عندما يصبح مرشدا فى النصف الثانى من عشرينيات القرن الماضى قبل وصوله الإسماعيلية 1927 فى 16 سبتمبر وصل إلى مدينة لا يعرف موقعها على الخريطة وكل ما يعرفه معسكر البريطانيين وهنا تم ممارسة نشاطه فى مدينة بها قناة السويس والمعسكر وكون جماعته المتطرفة «الإخوان المسلمين».

وأنشأ فرعا لها فى أبوصير التى لم يكن يعرف فيها أحدا وبدأ ينشر وتتوسع العلاقة وصمم على مبايعته المبايعة المطلقة فقد كان له فلسفة خاصة حتى سيطر سيطرة كاملة على الجماعة بهيئتها المكونة من 150 عضواً  و12 مكتب الارشاد 9 القاهرة و3 الاقاليم وهنا ثارت أزمة صهره عبدالحكيم عابدين.. التى حلها وبدأت كتابة تاريخ سلطاته المطلقة كمرشد وكان الخطاب سلاحه المهم.. وكان يستخدم المناورة أسلوبه فى العمل السياسي.

منحة المقر

وفى بناء مقر بالإسماعيلية تلقى 500 جنيه من شركة قناة السويس وهى أول علامات الاستفهام التى ظهرت واضحة فى التبرع ولماذا.. وهل يجوز قبول تبرع من جهة استعمارية لكن وجد البنا المخرج «بان هذا مالنا لا مال الخواجات» ليبرر لنفسه قبوله وبدا ينحرف فى توجهاته بأن جماعته صاحبة الحق فى تمثيل مصالح المسلمين وبدأ خلافه مع الأزهر فى المصطلح الشائك الذى اطلقه على الأزهريين «دينيون رسميون» بحسب د.رفعت السعيد ص57.. وسط تسرب أخبار أن فى مصر مجموعتين إسلاميتين ومجموعة رجال الأزهر الرسميين، والجمعيات الإسلامية وبدأ الانتقاد الشديد لعلماء الأزهر عن طريق «الجماعة» وسط بزوغ هالة من الفراسة حول شخصية البنا وهالة غريبة وكان يعتبر الصوفيين من بقايا الاستعمار لتحذير الجماهير.. وبدأ ملف البنا يغلف بهالات وروايات مقدسة.. وبدأ يتسرب حوله أنه يخطط ضد العلماء الرسميين والحكومات وظلت هذه الهالة حتى اغتياله.

وبعد ما قامت الثورة بدأ الصدام مع جمال عبدالناصر وصحبه من مجلس قيادة الثورة وهذا معروف فى أحلامهم من البداية فى مجلة «الإخوان المسلمون».. التى ذكروا فيها جوانب من استراتيجيتهم وفيها أحاديث عن رفض التعليم الأزهرى على اعتبار أن مؤسساتهم التعليمية بالإسماعيلية هى نواة التعليم على الطريقة الإخوانية والذى ينافس التعليم الحديث باعتباره «علمانياً» وفى نظر الكثيرين أن مدارسهم فى الأربعينيات عبر شبكة التعليم الإخوانى كانت تدار بعيدا عن المعارف الحكومية التى كان وزيرها محمد حسن العشماوى والذى كان صديقا للبنا.. وكانت المدارس وراء انتشار نشاط الجوالة التى مهدت للجهاز السرى للإخوان بأسلحته ومخابئه.. ومع زيادة أعداد المنتمين والمنضمين إليهم اقتحم البنا ميدان السياسة.

السياسة بلا برنامج

يقول د. رفعت فى كتابه أن البنا اتقن استخدام الكلمات وأصدر مجلة التنوير.. التى اقتحم بها ميدان السياسة فى تطور لاحق.. ومن هذه المجلة أطلق صفة على الملك فاروق «غريب الحاكمية» وبدأت تتوزع كلمات للبنا الإسلام عند الإخوان «وطن» وجنسية وأقر بذلك عبدالمجيد حسن قاتل النقراشى أمام المحقق وبدأ تلون البنا الذى كان يقول إن الأحزاب والنظام الحزبى ليس ضروريا لكنه يعلن نفسه كزعيم سياسى ويقدم جماعته كهيئة سياسية فى علامات استفهام مهمة فى نهج الإخوان ورحلة مرشدهم الغامضة المتناقضة.. فى الوقت الذى يشيع الإخوان انهم جماعة سياسية بلا برنامج.. برغم مبايعتهم للملك وارتباطهم بالعقد وشاركوا فى الاحتفال بجلوس الملك.

ونهج الإخوان وجماعتهم كان واضحا فى تعقب الوحدة الوطنية الدينية والسياسية ليس أيام الاحتلال البريطانى فقط لكن ما ظهر فى نهجهم بعد ذلك فهم سرعان ما يتبدلون ويتلونون وينقلبون.

من المصحف إلى الديناميت

وتاريخهم تحت هذا العنوان معروف فى تاريخهم منذ بدأ حسن البنا مشروع الجمعية والجماعة وقبول التبرع الغامض من شركة قناة السويس فقد استخدم الجوالة لتحية الملك وهتفوا بحياته واستخدموها فى عمليات الإرهاب واغتيال الخصوم وفى تعاملهم مع ثورة يوليو وعلاقة عبدالناصر بهم يعكس تناقضاتهم.. فهم يقسمون على مصحف ومسدس وكان جهازهم السرى معروفا بشعبه الثلاث ومعسكراتهم فى المقطم تشهد عليهم فقد اعتادوا المناورة وبوفاة حسن البنا وحتى اليوم يتلونون فى كل مرحلة حسب طبيعة هذه المرحلة.. ومن هذا اطلق عبدالناصر مقولته «لا أمان للإخوان» وكان صداما استمر خلال العقود السبعة الاخيرة هكذا تحدث رفعت السعيد عن تجربة حسن البنا منذ ولادته فى المحمودية حتى اسدال الستار وواجه خصومه من الاخوان كباحث متعمق بالحجة وأكاديمى دارس لفلسفة التاريخ وكسياسى رئيس لحزب التجمع وعضو بالبرلمان ونحن نختم هذه الحلقة من وجوه لا تغيب والتى ركزنا فيها على اصدارين مهمين من اصداراته المتأسلمون وحسن البنا.. تؤكد انه كان مناضلا كبيرا عانى فى حياته بين الزنازين وبفقدانه فقد اليسار العربى مفكرا من جيل الرواد والايقونة النادرة فى حزب التجمع الذى اختاره خالد محيى الدين رئيسا للحزب المؤسس له منبرا فى سبعينيات القرن الماضى ثم تحول إلى حزب التجمع .

عندما توفى د. رفعت السعيد ودعته مصر وقياداتها السياسية والبرلمانية وترك للمكتبة المصرية العديد من الكتب التى تسجل مواقفه التى لم يبدلها أو يغيرها طوال حياته ومواجهته مع الإخوان قبل وبعد 30 يونيو يحسب للسعيد أنه من أوائل أو من تنبأ بسقوطهم وانهم لا يصلحون للحكم وكان يعتبر فى أحاديثه ان المصالحة معهم تعنى عودة الارهاب وبوفاة د. رفعت السعيد ستظل مؤلفاته تزين ارفف المكتبات خاصة موسوعة قادة العمل السياسى فى مصر وموسوعة الحركة الشيوعية فى مصر والاساس الاجتماعى للثورة العرابية.

متعلق مقالات

غدا في “ببيت الشعر العربي ” سامي سليمان ضيف النسخة العاشرة من “حلقة القاهرة النقدية”
فن و ثقافة

غدا في “ببيت الشعر العربي ” سامي سليمان ضيف النسخة العاشرة من “حلقة القاهرة النقدية”

27 سبتمبر، 2025
«باسم يوسف» ضيفًا على «كلمة أخيرة» في سلسلة حوارات حصرية على شبكة« ON»
فن و ثقافة

«باسم يوسف» ضيفًا على «كلمة أخيرة» في سلسلة حوارات حصرية على شبكة« ON»

27 سبتمبر، 2025
ليلى زاهر لـ «الجمهورية»: «حكاية هند» تحدٍ كبير.. وكنت خائفة من مواجهة الجمهور
فن و ثقافة

ليلى زاهر لـ «الجمهورية»: «حكاية هند» تحدٍ كبير.. وكنت خائفة من مواجهة الجمهور

26 سبتمبر، 2025
المقالة التالية
سمير الجمل - جريدة الجمهورية

حكاية أول سيناريو منشور عن قصة أدبية وسبق «زينب»

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ملحق الجمهورية التعليمي

الأكثر قراءة

  • 99% حضور.. مدارس المعادي تفتتح العام الدراسي بـ«نسبة قياسية» وتُنهي توزيع الكتب في اليوم الأول

    99% حضور.. مدارس المعادي تفتتح العام الدراسي بـ«نسبة قياسية» وتُنهي توزيع الكتب في اليوم الأول

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • شرح قصيدة “نجد شامت” لأبو تركي ونجوم مثل بلاك بينك في المشهد الفني العربي

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • كل ما عليك معرفته عن برج الثور الرجل

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • خبرة تمتد لسنوات.. تعيين المستشار شادي الملاح بالمكتب الفني للقضاء الإداري

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
لوجو جريدة الجمهورية
صحيفة قومية أنشأتها ثورة 23 يوليو عام 1952, صدر العدد الأول منها في 7 ديسمبر 1953م, وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو أول مدير عام لها, ثم تعاقب على رئاسة تحريرها العديد من الصحفيين ويتولي هذا المنصب حالياً الكاتب الصحفي أحمد أيوب.

تصنيفات

  • أجراس الأحد
  • أخبار مصر
  • أهـلًا رمضـان
  • أهم الأخبار
  • إقتصاد و بنوك
  • الجمهورية أوتو
  • الجمهورية معاك
  • الدين للحياة
  • العـدد الورقـي
  • برلمان و أحزاب
  • تكنولوجيا
  • حلـوة يا بلـدى
  • حوادث و قضايا
  • رياضة
  • سـت الستـات
  • شهر الفرحة
  • عاجل
  • عالم واحد
  • عالمية
  • عرب و عالم
  • عقارات
  • فن و ثقافة
  • متابعات
  • مجتمـع «الجمهورية»
  • محافظات
  • محلية
  • مدارس و جامعات
  • مع الجماهير
  • مقال رئيس التحرير
  • مقالات
  • ملفات
  • منوعات
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©

لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
إتصل بنا

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©