على مر العصور.. يؤكد لنا التاريخ أنه لا مكان ولا مكانة للكسالي.. الذين يعتمدون طوال حياتهم على أشخاص آخرين.. سواء من الأقارب أو ينتظرون معونة من هنا.. وصدقة من هناك.. أنهم أيضا الطفيليون يتسابقون فى سرقة جهود الجميع.. والغريب انهم لا يتعلمون.. رغم أن الطبيعة مليئة بالدروس فى هذا الصدد.. ونشير على سبيل المثال إلى عالم النبات الذى ينمو أسرع ويثمر أفضل إذا ما بادر الفلاح بتطهير الحقل من الطفيليات.. وجائزته الفوز بأغلى الزهور والثمار.
وبالمقابل فقد عظمت الأديان السماوية الأعمال الطيبة وهى العامود الأساسى للحضارات والأعمار.. يتوارثها الأجيال.. كما تهتم الدول بمنظومة التأهيل والتعليم والتدريب.. واتفق الخبراء أنه لا نهضة ولا تقدم دون تعليم متواصل واكتشاف للمواهب ودعم للعلماء.
من هنا.. اعترف.. الحياة.. تجارب ومصاعب.. طاقة وعطاء.. لا تقاس بالأيام والسنين.. بل بالعمل والبناء.. وهذا ما أراه بعينى على مدار مشوار العمر.. والأسرة دائماً هى السياج والمعلم الأول للأبناء وارشادهم لتحقيق الآمال.. وليس مهما هنا أن يعيش الإنسان من أجل الحصول على أجر لما يعمله.. فقد يكون فى سر فى الأحوال المادية.. ولكنه هنا يحقق ذاته ويكتسب خبرات عظيمة.. والمطلوب منه أن ينقلها للأبناء.. ولعل هذا ما يدفع الكثيرين لمواصلة العمل مهما كان عمرهم.. ماداموا يستطيعون ويعلمون أنهم يحققون ذاتهم.. ويؤدون واجبهم بصدق وأمانة.
الحمد لله على نعمة الكثيرة، وما وهبه لنا من عقل وفكر وقلب أبيض التى نراها، وتلك التى تمشى معنا فى صمت، دون أن ننتبه بها.. وهنيئا للطيبين الطاهرين الذين تجاوز عمرهم الستين عاماً.. ويحرصون على الوفاء والعطاء.. ولا يستسلمون أبداً للأزمات والتحديات.
والثقة فى الله.. سر القوة والتفاؤل.. قال تعالي: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) «آل عمران- 139».
وقال سيدنا ونبينا- محمد صلى الله عليه وسلم-: «واعلم ان النصر مع الصبر».
تعلموا أن تكونوا كرماء.. هدايا السماء.. ساندوا أبناءكم وافرحوا لنجاحهم.. والله يكفيكم بالخير الكثير.. والأرض تزهر إذا عانقها الأمطار.. والقلب لا يميل إلا لمن يجعله قوياً وجميلاً.
أنار الله قلوبكم بالإيمان وطاعة الرحمن.. وبالدعاء.. يتحقق الهناء والشفاء.
يا رب.. ارزقنا حلو الحياة، وأمانك وإحسانك، واجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً.. ووفقنا لما تحب وترضي.. واجمعنا بالصالحين فى جنات النعيم.. اللهم آمين.