إسرائيل ومن ورائها امريكا تخسران كل يوم فى حربهما الاجرامية بحق الشعب الفلسطينى الاعزل فى غزة .. اسرائيل باتت منبوذة مكروهة ممنوع الاقتراب من قادتها فى كل ارجاء المعمورة .. جيش الاحتلال يفقد كل يوم افرادا من قواته على ايدى رجال المقاومة الباسلة رغم الهوة السحيقة بين الطرفين فى العتاد والتجهيز ونوعية السلاح والمعدات .. ومن لايفقد حياته فى المعركة يفقدها طواعية بالانتحار .. اخر هذه الحوادث اقدام جندى إسرائيلى على الانتحار بعدما ألقى بنفسه تحت عجلات القطار فى محطة قطارات «وولفسون» بمدينة حولون وسط فلسطين المحتلة، .. الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش العام فى إسرائيل حول ظاهرة الانتحار، التى يصفها مختصون بأنها أزمة صامتة تتجاوز فى آثارها ضحايا الحوادث المرورية والعنف الأسري.. وقالت ناشطة إسرائيلية فى مجال الصحة النفسية، إن ما بين 400 و500 إسرائيلى يموتون سنويًا بالانتحار، فيما تصل محاولات الانتحار إلى عشرة أضعاف هذا الرقم أو أكثر، وفق معطيات وزارة الصحة للعام 2020.. وأشارت إلى أن حالات الانتحار باتت السبب الثانى للوفاة بين المراهقين داخل إسرائيل، مضيفة أن «عدد المنتحرين فى بعض السنوات يفوق عدد الجنود القتلى فى الحروب والعمليات العسكرية الكبري».
وأكدت الناشطة الاسرائيلية أن «وسائل الإعلام العبرية لا تعكس الحجم الحقيقى للظاهرة»، موضحة أن الصورة المتداولة فى الصحافة والشبكات الاجتماعية توحى وكأن حالة انتحار واحدة تقع أسبوعيًا، «بينما الواقع أكثر قتامة بكثير»، على حد وصفها.ويرى خبراء ومحللون ان أسباب الظاهرة تعود إلى عوامل نفسية واجتماعية واقتصادية متشابكة، أبرزها الضغوط الأمنية والاضطرابات النفسية وغياب الدعم المجتمعى الكافي، فى ظل ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب داخل المجتمع الإسرائيلى بسبب أجواء الحروب.
وتنتقل اجواء الحرب من اسرائيل والشرق الاوسط الى امريكا الداعم الاكبر للمجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى .. وذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن وزير الحرب الأمريكى بيت هيجسيث، سيعقد اجتماعًا مع كبار الجنرالات الأسبوع الجارى فى ولاية فيرجينيا، وسط أجواء متوترة وتكهنات باحتمال اندلاع مواجهة عسكرية.. وأفاد مراسل الصحيفة، أن الولايات المتحدة قد تكون متجهة نحو حرب، فى ضوء التطورات الأخيرة، كما كشفت الصحيفة عن استدعاء مئات الجنرالات الأمريكيين من مواقعهم حول العالم لحضور الاجتماع الاستثنائي..وأضافت أن «هيجسث» دعا إلى اجتماع طارئ لكبار القادة العسكريين، ما يعكس خطورة المرحلة والدلالات غير المسبوقة لهذا الحشد العسكري.
والسؤال .. الى أى حرب تنجر الولايات المتحدة فى عهد ترامب الباحث والحالم بجائزة نوبل للسلام .. الى اوكرانيا حيث المواجهة المباشرة مع الدب الروسى .. ام الى تايوان حيث الصراع القاتل مع الصين .. أم الى غزة او لبنان او اليمن او ايران فما اكثر النقاط الساخنة الملتهبة التى اشعلها نتنياهو بدعم امريكى غير مسبوق ؟ أم يتجه الى البرازيل لتأديب رئيسها الذى لم يبال بقوة ترامب ووصفه بانه شرطى العالم وانه لايخافه ولايعيره اهتماما .. ام الى كولومبيا التى طالب رئيسها بتشكيل جيش عالمى فورا للقتال فى غزة بجانب الفلسطينيين حتى يستردوا ارضهم ويستعيدوا حريتهم .. ام يجيش ترامب جيوشه لمحاربة بريطانيا وفرنسا واسبانيا وغيرها من البلدان الاوروبية التى اعلنت مؤخرا الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة؟
ووسط اجواء الحرب والصراع تتمسك مصر بالسلام خيارا استراتيجيا ورحّب الرئيس عبدالفتاح السيسى بمبادرة ترامب لوقف الحرب فى غزة، معرباً عن تطلعه إلى تنفيذها فى أقرب وقت ممكن، ومؤكداً أهمية تكثيف التنسيق مع المجتمع الدولى لزيادة المساعدات الإنسانية الموجهة لقطاع غزة، ومجدداً موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين أو ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى السيادة الاسرائيلية.
واكدت مصر على هذا النهج خلال الفعاليات والاجتماعات التى عقدت فى الأمم المتحدة وشددت على أهمية التمسك بخيار السلام، وحرص مصر على معاهدة السلام باعتبارها خياراً استراتيجياً ونموذجاً يُحتذى به إذا توفرت الإرادة السياسية.
كلمة مصر فى المؤتمر شددت ايضا على ثوابت الموقف المصرى الداعم للقضية الفلسطينية، وعلى أن التسوية لا يمكن أن تتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع رفض مصر القاطع لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومواصلة التنسيق مع المجتمع الدولى لدفع جهود حل الدولتين.









