دار فى ذهنى مع اقتراب يوم 28 سبتمبر 2025 ذكريات أيام وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذى توفى يوم 28 سبتمبر 1970 عن عمر 52 عاماً فقط، تذكرت ما حدث خلال الخمسة والخمسين عاماً السابقة للدول العربية والشعوب العربية وما حدث خلال الفترة من 1952 حتى وفاة الزعيم كنا جميعاً مصريين وعرباً نشعر بالعزة والكرامة ونشعر بالترابط العربى والعزيمة والاصرار لنبذ الاستعمار وتحرير الأوطان العربية والافريقية والتعاون مع الدول والشعوب الصديقة وتحديد الاعداء ومواجهتهم بكل الوسائل.. تحققت العزة والكرامة للشعب المصرى والشعوب العربية بنهاية حكم الملكية لمصر وتولى قيادة مصر أول شخصية من جذور مصرية والقضاء على الرأسمالية وتملك الشعب كله أصول الدولة والقضاء على الاقطاع وتحويل المصريين بالقرى والنجوع إلى ملاك لأراض زراعية وتربية أجيال من الشباب ذوى انتماء وحب للوطن والأرض المصرية وفتح المجال لكل المصريين بالمدن والقرى للتعليم المجانى وانشاء الجامعات والمعاهد العليا وانشاء مئات المصانع والمراكز البحثية والمؤسسات العلمية والتكنولوجية واستيعاب كل الخريجين فى مجال العمل فور التخرج ونشر روح الطمأنينة للأسرة المصرية على مستقبل أولادهم.. وتحركت مصر نحو نشر التعليم بالدول العربية والمشاركة فى عمليات التنمية العمرانية والصناعية والطبية والزراعية بالدول العربية والافريقية وتعمقت مشاعر العزة والكرامة بصمود الشعب والمقاومة المصرية عامة وفى بورسعيد خاصة خلال حرب 1956 وإجبار قوات المستعمر الانجليزى والفرنسى والإسرائيلى على الجلاء عن الأراضى المصرية مما أدى إلى اتجاه المصريين نحو انشاء السد العالى لإحداث تنمية زراعية وصناعية من خلال التحكم فى تدفق مياه نهر النيل وعدم إهدارها وتوليد طاقة كهربائية مائية صديقة للبيئة بطاقة 2.4 ألف ميجاوات والتى كانت تعادل إجمالى الطاقة الكهربائية المتولدة من المحطات البخارية فى ذلك الوقت وللأسف لم يسعف الموت حضور الزعيم جمال عبدالناصر مراسم افتتاح السد العالى الذى تم بناؤه بكفاح ومجهودات الشعب المصرى بالتعاون مع الاتحاد السوفيتى السابق.
وزاد شعورنا نحن الشعب المصرى والعربى بالعزة والكرامة بالوحدة التى تمت بين مصر وسوريا فى فبراير 1958 وأدت إلى احداث كماشة حول إسرائيل المحتلة للأراضى الفلسطينية مما أدى إلى قيام المخابرات الإسرائيلية والامريكية باتخاذ كل الاجراءات وتشجيع جماعة من السوريين لإعلان انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة عام 1961 وهنا ركزت الحكومات الامريكية والإسرائيلية على اجهاض الثورة والتنمية الشاملة المستدامة المصرية بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر خاصة بعد رفضه التدخل عسكرياً ضد عمليات الانقلاب السورى حفاظاً على الدم العربى.
وبعد قيام الثورة اليمنية عام 1962 واقتناع عبدالناصر والدولة المصرية بأهمية الحفاظ والسيطرة على باب المندب ومواجهة تهديده من خلال أى جهات خارجية قامت القوات المسلحة المصرية بمساعدة الثورة اليمنية ومواجهة الاحتلال الانجليزى الذى كان مستمراً باليمن الجنوبى ونجحت الثورة اليمنية وأدت إلى جلاء المستعمر الانجليزى من اليمن الجنوبى ثم انشاء اليمن الكبير من خلال وحدة الجنوب مع الشمال ونظراً لتأثيرات عبدالناصر الإيجابية على الشعوب والدول العربية والافريقية والأسيوية وتنفيذ برامج تصنيعية محلية طموحاً فى مجال الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والطائرات المقاتلة خططت إسرائيل والدول الغربية الاستعمارية منذ عام 1961 لمواجهة مصر وسوريا والاردن عام 1967 مع استغلال تواجد أهم القوات المدرعة والصاعقة والمظلات المصرية باليمن وخاصة بعد قيام المرتزقة الانجليز بالاشتراك فى عمليات الحرب ضد الجيش المصرى واليمنى.
وهنا حدثت الانتكاسة والنكسة للقوات المسلحة المصرية والشعب المصرى والعربى عام 1967ولكن استمراراً للعزة والكرامة واقتناع الشعب المصرى بأهمية عدم الرضوخ للهزيمة نهضت جموع الشعب المصرى يومى 9 و10 يونيو 1967 لإقناع الزعيم عبدالناصر بالعدول عن التنحى وإعادة هيكلة وتسليح القوات المسلحة المصرية واستمرار التعاون الإيجابى مع سوريا وانشاء قيادة جديدة متطورة للدفاع الجوى والضغط على روسيا لتزويد مصر لأول مرة بصواريخ بحرية سطح/ سطح (B-15) ومنظومات صواريخ دفاع جوى متطورة »الفولجا والكوادرات والبتشورا والضبع الأسود« وإنشاء أول خط صواريخ دفاع جوى من بورسعيد حتى الزعفرانة والتى كانت أحد أهم أسباب نصر حرب أكتوبر 1973.
يا شباب مصر ويارجال مصر وياسيدات مصر.. أهم شىء فى الوجود هو العزة والكرامة والإصرار والعزيمة ومواجهة الانكسارات والهزائم والتحول إلى النصر.. لحماية الأوطان والشعوب.. الجبروت والهمجية والعنصرية والقوة العسكرية المفرطة للعدو لا يواجهها إلا تقوية شعوبنا وأوطاننا بشرياً واقتصادياً وعلمياً وصناعياً وزراعياً وعسكرياً وتوعوياً ولابد من معرفة وتحديد العدو الذى سيستمر عدواً لشعوبنا ولابد من مواجهته بكل الوسائل والانتصار عليه حالياً أو مستقبلياً.









