صديقى الطبيب، تغير بنسبة 100 ٪ أصبح يتابع الأخبار، ويحرص على الحصول وعلى المعلومات والبيانات، يطلع على الأحداث الجارية، والصراعات، المتصاعدة، تحول كليًا وتبدلت أفكاره، لم يكن يعجبه العجب، لكنى أشهد بوطنيته، وبإنتمائه، لهذه الأرض الطيبة ويكره جماعة الإخوان، ويصفها بأنها جماعة من الدجالين والمرتزقة، والإرهابيين، تمكن الجهل والغباء منهم، وهو أيضا قارىء لتاريخهم، ويؤكد أنهم لا يعرفون معنى الوطن، ودائمًا هم أدوات لكن للخراب والدمار والفتن.. كنا نتنافش دائمًا كان لديه آراء مشوشة عما يجرى فى مصر، تأثر بالمنظرين وأصحاب فقه الأولويات، ومن لا يدركون ضرورات ومقومات وركائز الأمن القومى، ورؤية حماية الوطن فى ظل ما يستهدفه من مخططات ومؤامرات، كان يخبرنى بقوله دائمًا الشماعة المؤامرات والمخططات، بل ويتهمنى بالتطبيل، ورغم أننى كنت أحدثه من قلب الواقع، وبالحقائق والمعلومات والأرقام والنتائج، ووصفًا للمشهد، افتقد مثل البعض فكرة بُعد النظر واستشراف المستقبل، ولم يقرأ جيدًا ما حدث فى يناير 2011 وكان يعتبرها ثورة فى أحد الأيام فاجأئى صديقى، قائلاً أنت على حق وكل كلامك صح، بل زاد من الشعر أبياتًا بقوله البلد دى مستهدفة، البلد دى شريفة، وأن كل اللى اتعمل خلال السنوات الماضية، كان عين الصواب وأدركت قيمته خلال الفترة الأخيرة، المليئة بالتحديات والتهديدات الوجودية، متسائلاً كيف تقف مصر رغم طوفان التحديات والضغوط والنيران المشتعلة فى كل اتجاه قوية قادرة شامخة واثقة تتعامل بندية وثقة، وتتصدى بشجاعة لمخططات تستهدف اغتصاب حقوق شعب عانى كثيرًا يقصد الشعب الفلسطينى، ما هذا الشرف الذى تتحلى به الدولة المصرية وسر وأسباب الأمن والأمان والاستقرار الذى نعيشة، وكيف لدولة كانت تضيع قبل 14 عامًا أن تصنع كل هذه القوة والقدرة، وتهابها قوى عظمى فى العالم ربما أكون فهمت بشكل خاطىء تصورت فى ظل الضغوط والمعاناة الاقتصادية التى أواجهها ومتطلبات الحياة، وصعوبتها أنه كان من الأولى أن تتوقف عن المشروعات القومية، والبنية التحتية، والتى نجنى ثمارها الآن، كنت غلط، بدليل أن الاستثمارات تتدفق على مصر بسبب هذه المشروعات وتطوير البنية التحتية وأصبح لمصر فرص ثمينة ومناخ مثالى لاستقبال الاستثمارات الأجنية وتحقيق النجاح وهو ما سيعود على المواطن.
لم يتوقف صديقى وآثرت الصمت بابتسامة إعجاب، ورضا، وواصل حديثه، قائلاً لم أكن اتصور أن تقف مصر فى وجه الضغوط الأمريكية، وترفض الإملاءات، وكيف لم تجرؤ أى قوة على المساس بمصر وأمنها وسيادتها وأرضها، كنت على خطأ عندما تحفظت على الإنفاق على التسليح وكان لسان حالى لماذا ونحن لن نحارب، لكننى الآن فى حالة استرجاع لكل ما حدث خلال السنوات الماضية جميع ما جرى كان صحيحًا، وكنت أفهم بشكل خاطىء، حتى ايقظتنى من غفوتى أهوال ما يحدث فى غزة، والسودان، وليبيا وربطت بين ما كان يحدث من إرهاب فى سيناء حتى القضاء عليه، وبين ما يجرى فى غزة، ومطالبة مصر باستقبال الفلسطينيين فى إطار مخطط التهجير وتوطينهم فى سيناء أدركت أن سيناء كانت الهدف حتى ما جرى فى 2011 كان يستهدف إسقاط مصر وإضعافها حتى تسهل عملية تنفيذ المؤامرة والمخطط الصهيو ــ أمريكى لكنهم لم ينجحوا، ثم فكرت لماذا كل هذه الإجرام والإبادة فى غزة والضغط على الفلسطينيين للنزوح على الحدود المصرية، تذكرت أنه من اليوم الأول لبدء العدوان الصهيونى على غزة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كشف أهداف ما يجرى عندما أكد على موقف مصر فى الثامن من أكتوبر عام 2023 لا تصفية للقضية الفلسطينية، لا تهجير للفلسطينيين، لا مساس بالأمن القومى المصرى، ولا تهاون أو تفريط فى حمايته، وكان لسان حالى كم أنت عظيم يا سيسى، وسألت نفسى ما الذى جعل مصر بهذه القوة والقدرة والتحدى، أدركت وسلمت أن هذا القائد العظيم كان ومازال على صواب، وما فعله هو الصح والصواب فى كل شىء أنقذ وحمى مصر من مصير مجهول، ولولا ما حققه ونفذه لتكالب عليها الذئاب، ولم ترحمها إسرائيل أو أمريكا وكنا فى موقف شديد القسوة، وربما كان مصيرنا الضياع والانصياع، سألت نفسى، هل توجد دولة فى العالم لم يعانى أو يتألم شعبها من أجل أن تحقق أهدافها فى تحقيق التقدم، كل الدول الكبرى تحملت وضحت شعوبها من أجل أن تكون فى قوة وقدرة.
صديقى الطبيب، لم يتوقف عند مواقف مصر القوية والشريفة وحجم التحديات والتهديدات والضغوط التى تستهدفها، ولكنه أنه أقر أيضا بأن رؤية مصر للبناء والتنمية، كانت ومازالت صحيحة فلا يمكن أن تظل مصر عائمة على حجم هائل من الأزمات والمشاكل المزمنة والمتراكمة وتعيش على المسكنات، نحن الآن، دولة تتهيأ للانطلاق لديها مقومات وأدوات النجاح، تتعافى من سياسات المسكنات، ومحدودية الموارد، وأعدت العدة لتحقيق التقدم وفق فكر ورؤى وحلول خلاقة، لذلك بالفعل لا تقدم بدون بنية تحتية، لابلد يشهد زيادة سكانية كبيرة بدون توسع عمرانى، لا بلد بهذا التعداد بدون نهضة زراعية، لا بلد ينشد التقدم بدون وضع أساس قوى للصناعة والطاقة، ولم يكن مفيدًا ألا نستغل موقعنا الجغرافى الفريد ولا نبنى ونطور الموانىء المصرية، وفق رؤية إستراتيجية متكاملة، قال لى صديقى، الواقع هو من غير أفكارى، واطلاعى على التقارير الأجنبية، فبحثت بنفسى، وحللت كل شىء ووصلت إلى نتيجة نهائية وحتمية، أن المولى عزوجل تعهد بحماية مصر، سخر وهيأ لها قائد عظيم، وشريف هو ابن مصر الطيبة التى تنجب دائمًا الأبطال الأفذاذ وباغتنى بعبارة الرئيس السيسى نجح بامتياز فى حماية مصر، رغم أنه يواجه تحديات وجودية لم تواجه أى رئيس مصرى سابق.. صديقى الطبيب شانه شأن المصريين الآن يرفعون القبعة ويقدمون الاحترام والإجلال والتقدير لقائد عظيم هو الرئيس السيسى.
تحيا مصر