ما بين وعــــد بلفـــور المشـــئوم الذى أعطـــى من لا يســتحق ما لا يملك واعتراف بريطانيا صاحبة هذا الوعد بالدولة الفلسطينية وما تبعه من اعتراف غربى واسع، ارتوت أرض فلسطين بدماء مئات الآلاف من الشهداء فى دير ياسين وحيفا وعكا وكفر قاسم وخان يونس وجنين وصولا إلى المجازر التى يرتكبها جيش الكيان الإسرائيلى فى قطاع غزة منذ عملية طوفان الأقصى وسقط فيها مالا يقل عن مائة ألف من الشهداء والمفقودين تحت ركام المبانى التى يتم قصفها بكل خسة ووحشية بينما الأبرياء من الأطفال والنساء نائمون وهى التى تم تصنيفها أمميا ودوليا حرب إبادة جماعية وتطهير عرقى.
الاعتراف البريطانى سيكون له تبعات كبرى لابد للشعب الفلسطينى أن يستمر فى مقاومته ونضاله ضد كل من ارتكبوا تلك الجرائم ضده منذ الوعد المشئوم الذى يجب على الفلسطينيين أن يطالبوا بحقهم فى التعويضات جراء ما لحق بهم من خطايا، فهم أصحاب حق وليسوا مثل هؤلاء اليهود الذين يبتزون ألمانيا على أساطير حول المحارب النازى التى صنعوها وجعلها منها سيفا على رقاب الأوروبيين.
العدو الإسرائيلى سقط عنه قناع الزيف الذى كان يخفى به جرائمه التى يرتكبها منذ أن وطأت أرض فلسطين أولى مجموعات المستوطنين.
هذه الجرائم دفعت الشعوب الغربية التى كانت تسيطر عليها اللوبيات الصهيونية والإعلام الذى يسيطر عليه اليهود الذين زوروا الحقائق وشوهوها لمواجهة من الحراك بالشكل الذى أتى بأُكله ودفع قادة بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والبرتغال وكندا وغيرها من دول الغرب لإعلان اعترافها بحق الشعب الفلسطينى فى دولة كاملة العضوية وهو الحلم الذى قدم مئات الآلاف أرواحهم فداءً من أجله.
النضال والكفاح هما السبيل الوحيد للحصول على الحقوق وما فعلته المقاومة الفلسطينية فى السابع من أكتوبر هو ما أوصلنا لهذه النقطة ورغم الآلام وما تعرضت له غزة سيسطره التاريخ بحروف من نور وستتناقله الأجيال التى ستأتى بعد عشرات وربما مئات أو آلاف السنين لتروى ما حدث فى ذلك اليوم من بطولات بمنتهى القوة والعزيمة والإرادة الصلبة ضد جيش مدجج بأحدث الأسلحة عاونته دول عظمى بجيوشها ومخابراتها وأسلحتها ولكن إرادة الله كانت مع هؤلاء المحاربين الأبطال.
الطريق مازال طويلا والكيان الإسرائيلى ديدنه الخيانة والغدر وعلى أبناء الشعب الفلسطينى أن يصمدوا ويحذروا من مقترحات الأمريكيين فالرئيس دونالد ترامب لا عهد له وما قدمه من تعهدات حول وقف الحرب، ينقضها ويتراجع عنها فى لحظة بعد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة ليطلق هو يد جيش الكيان الإسرائيلى لإبادة ما تبقى من الفلسطينيين أو تهجيرهم بالقوة إلى سيناء الذى ستكون القشة التى ستقصم ظهر الأعداء.