لا أدرى من أين يستمد مجرم الحرب العالمى «نتنياهو» قوته ليفرض رأيه على العالم ويرتكب ما يحلو له من جرائم وحرب إبادة لم يشهد التاريخ مثيلا لها؟
لا أدرى كيف يقف مجرم حرب على منصة الأمم المتحدة وهو متهم رسمياً من محكمة العدل الدولية بارتكاب جرائم حرب ومطلوب توقيفه وتقديمه للعدالة؟
لا أدرى.. كيف يُسمح لمجرم حرب عالمى مثل «نتنياهو» أن يقف على منصة الأمم المتحدة مغروراً مزهواً يفتخر بجرائمه على مرأى ومسمع من العالم ويصطحب معه من حاشيته الصهيونية من يصفق له ويظهره فى ثوب البطل المغوار بعد أن قتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ فى غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن وإيران؟
ولا أدرى الى متى توفر الولايات المتحدة الأمريكية الدعم الكامل لهذا المجرم ليفعل كل ما يشاء من جرائم تدينها كل شعوب العالم، وانطلقت ضدها المسيرات الاحتجاجية فى معظم عواصم أوروبا؟
قلت من قبل وأكرر: الديمقراطية التى تتشدق بها دولة الكيان ديمقراطية زائفة، فلو إسرائيل دولة ديمقراطية فعلا- كما تدعي- لقدمت هذا المجرم لمحاكمة عاجلة.. ومحاكمة نتنياهو وعصابته الإجرامية داخل إسرائيل لن تتم بالتأكيد على ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية وقتلهم لأكثر من 70 ألف فلسطينى معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير مقومات الحياة لأكثر من مليونين ونصف المليون من البشر، وحرمانهم من الطعام والشراب والدواء وكلها جرائم أدانته بها محكمة العدل الدولية.. لكن تلك المحاكمة الصهيونية ستكون حتما على ما ارتكب هذا المجرم وعصابته من جرائم ضد الكيان الصهيونى نفسه، وما ألحقت به من خسائر بشرية واقتصادية، وما جلبوه من سمعة سيئة للشعب اليهودى الذى يقتل ويدمر ويخرب بدم بارد، ولا يلتزم بأى معيار من معايير الحروب وأخلاقياتها.
>>>
لقد أوهم نتنياهو العالم بأنه انتصر على حماس وطهر غزة منها وذهب قبل عدة أشهر الى الكونجرس الأمريكى مزهوا بنصر كاذب وصفق له الحمقى والذين استأجرهم فى ثمثيلية سخيفة.. ثم ذهب الى الأمم المتحدة العام الماضى وسط حاشية من الصهاينة الغوغائيين ليزهو بما حقق من انتصار وهمى.. ثم ظهرت أكاذيبه للعالم كله.
لقد دمرت آلة الحرب الصهيونية الغشيمة كل شىء فى غزة ويعتقد المجرم الصهيونى وعصابته أنه سينجو من العقاب.. والعقاب له ولشعبه الذى تركه يفعل ما يحلو له قادم لا محالة وسيدفع الشعب الإسرائيلى إن عاجلاً أو آجلا ثمن جرائم العصابة التى تحكمه.
لقد لحق بالفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية خسائر فادحة ألحقت بشعوب العالم الحر الحسرة والألم وليس العرب والمسلمين وحدهم.. لكن خسائر العدو الصهيونى كانت بالنسبة له هى الأبشع.. وسوف تتزايد خسائره البشرية والاقتصادية والسياسية خلال الأيام القادمة.
>>>
يجب أن يدرك الشعب اليهودى حجم الجرم الذى ارتكبته العصابة الإجرامية التى تحكمه.. وحجم الجرم الذى ألحقته به الإدارة الأمريكية بإعطائها الضوء الأخضر للحكومة الصهيونية المجرمة فى تل أبيب.. فما حدث فى قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر وحتى يوم وقف العدوان منذ أيام، وما توعد به قادة الجيش خلال الأيام الماضية لن يمحوه شىء من ذاكرة العرب والمسلمين والفلسطينيين على وجه الخصوص طوال التاريخ، وسوف يثأر الأبناء للآباء والأمهات والأجداد والأشقاء حتما، وعدالة الله فى كونه تقتضى أن يقتص المظلوم من الظالم ولو بعد حين.
كلنا على ثقة بأن يوم القصاص من إسرائيل قادم لا محالة لأن عدالة الله فى أرضه تقتضى ذلك.
>>>
إذا كان هذا هو شأن العدو الصهيونى ومن يناصره من الأمريكان والغربيين، فيجب أن يخجل كل الذين وقفوا وراء هذا الكيان ودعموا عدوانه وأولهم أمريكا، وأن يصمتوا صمت القبور، وأن يتواروا خجلاً وحسرة وندما على مواقفهم، فنحن الآن لسنا فى موقف تقييم لما قامت به حماس فى السابع من اكتوبر 2023، لأن حجم ما ارتكبه العدو الصهيونى من جرائم حرب ضد المدنيين جعل شعوب العالم تتحرك وتجوب شوارع أمريكا وعواصم أوروبا تنديداً بما ارتكبته إسرائيل من جرائم ضد الإنسانية، فهى بالفعل جرائم غير مسبوقة تحركت أمهامها مشاعر اليهود المعتدلين فى العالم قبل أن تتحرك مشاعر غيرهم.
هذا الجيش الصهيونى المجرم الذى تجرد قادته وأفراده من كل المشاعر الإنسانية لا يشكل خطراً على الفلسطينيين وحدهم.. بل يشكل خطراً على العرب والمسلمين جميعاً فهو يقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والصحفيين والأطقم الطبية والمسعفين أمام العالم كله ولا يجد من يحاسبه وترك إسرائيل تمارس هذه الهمجية دون إدانة أو محاسبة سوف يشجعها على أن تفعل أكثر من ذلك مع العرب أجمعين.