أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن كلمات رؤساء الوفود المُشاركة بمؤتمر حل الدولتين، وخلال أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والنقاشات الجانبية مع المسئولين، لمسنا منها تشكل رأى عام عالمى لأول مرة، يرفض ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات فى قطاع غزة، مشيراً إلى أنه شاهد غضباً شديداً من مختلف المسئولين إزاء ما يحدث فى غزة من انتهاكات إنسانية.
جاء ذلك خلال ترؤس الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم اجتماع الحكومة بمقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، والذى استعرض خلاله نتائج زيارته إلى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، والتى ترأس خلالها وفد مصر المُشارك فى مؤتمر حل الدولتين، وافتتاح أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، نيابة عن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى.
أشار رئيس الوزراء إلى حضوره الجلسة الافتتاحية ضمن أعمال الشق رفيع المستوى من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتواجد عددٍ كبير من رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود المُشاركة، إلى جانب إلقاء كلمة مصر، نيابة عن السيد الرئيس، فى المؤتمر الدولى رفيع المستوى «من أجل التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين»، بقاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تم التأكيد خلالها على أن حل الدولتين، ليس مجرد خيار سياسي، أو التزام أخلاقى فحسب، بل هو أيضاً ضرورة أمنية؛ كما تم التشديد على رفض مِصرَ بصورة حاسمة أى محاولات لتهجير الشعب الفلسطينى وتصفية قضيته والذى يرقى إلى جريمة التطهير العرقي.
وأضاف مدبولى انه تمت الإشارة أيضاً إلى أن مصر ستقوم؛ بمجرد التوصل لوقف إطلاق النار، باستضافة المؤتمر الدولى لإعادة الإعمار فى قطاع غزة لحشد التمويل اللازم للخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، بما يضمن بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه، وتجاوز الخسائر الجسيمة التى سببها العدوان.
واتصالاً بذلك، سلط الدكتور مصطفى مدبولى الضوء على مُجريات القمة متعددة الأطراف التى جمعت قادة الولايات المتحدة الأمريكية وثمانى دول عربية ودول أعضاء فى منظمة التعاون الإسلامي، فى مقر الأمم المتحدة على هامش الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأسفرت عن إصدار بيانٍ مشترك؛ عبّر خلاله قادة الدول العربية ودول منظمة التعاون الإسلامى عن شكرهم للرئيس ترامب لدعوته إلى هذا الاجتماع المهم، كما أبرزوا الوضع المأساوى غير المُحتمل فى قطاع غزة، وعواقبه الخطيرة على المنطقة وتأثيره على العالم الإسلامى ككل.
وكان رئيس مجلس الوزراء قد استهل اجتماع الحكومة اليوم باستعراض أبرز الأنشطة الرئاسية التى قام بها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومن بينها استقبال السيد الرئيس وقرينته، بقصر الاتحادية، جلالة الملك فيليبى السادس، ملك إسبانيا، وجلالة الملكة ليتيزيا، فى أول زيارة دولة يقوم بها ملك إسبانيا إلى جمهورية مصر العربية.
وأشار مدبولى إلى أن اللقاء شهد التأكيد على أهمية الزيارة كأول زيارة دولة يُجريها ملك إسبانيا إلى مصر، ولأول مسئول إسبانى رفيع المستوى منذ التوقيع على إعلان ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية خلال زيارة الرئيس السيسى إلى إسبانيا فى فبراير 2025، كما أعرب العاهل الإسبانى عن بالغ اعتزازه بزيارة مصر، مشيداً بمكانتها الراسخة إقليمياً ودولياً، وبما تحمله من إرثٍ حضارى عظيم ترك بصماته على الإنسانية جمعاء.
وفى ذات السياق، تناول الدكتور مصطفى مدبولى مُجريات اللقاء الذى جمعه العاهل الإسبانى الملك فيليبى السادس، ملك إسبانيا، فى مقر الحكومة بشارع قصر العيني؛ والذى شهد الإشارة إلى أهمية العلاقات التجارية مع إسبانيا، باعتبارها أحد الشركاء التجاريين المُهمين لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، والعزم على العمل من أجل مضاعفة حجم التبادل التجارى بين مصر وإسبانيا خلال الفترة القادمة، خاصةً فى ضوء ما يربط البلدين من قرب جغرافى نسبى وخطوط ملاحية مُباشرة، هذا فضلاً عن دعم العلاقات مع إسبانيا فى العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، لافتاً أيضاً إلى النتائج المُثمرة لمُنتدى الأعمال المصرى الإسباني، الذى استضافته القاهرة؛ بحضور ملك إسبانيا، ورئيس الوزراء، حيث يمثل محطة جديدة فى مسار الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وفرصة التقاء لرجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين، لدعم مسار الشراكة الاقتصادية بين مصر وإسبانيا وتحقق المنفعة المتبادلة للشعبين.
واتصالاً بالأنشطة الرئاسية، لفت الدكتور مصطفى مدبولى كذلك إلى استقبال السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بقصر الاتحادية، ثارمان شانموجار أتنام، رئيس جمهورية سنغافورة، وذلك فى إطار زيارته الرسمية إلى مصر، وتعدُ أول زيارة يقوم بها إلى منطقة الشرق الأوسط منذ توليه مهام منصبه فى سبتمبر 2023، وتأتى بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لافتاً إلى أنه التقى أيضاً بفخامة الرئيس السنغافوري، بمقر إقامته، حيث تم الترحيب بما شهدته الاستثمارات السنغافورية فى مصر من زيادة واضحة فى السنوات الأخيرة، وتأكيد الرغبة فى الاستمرار فى جذب مزيد من الاستثمارات السنغافورية خلال الفترة القادمة، إلى جانب التطلع لتعظيم الاستفادة من موقع كل من مصر وسنغافورة، وما يتمتع به البلدان من إمكانات وقدرات كبيرة وواعدة.
وعلى صعيد النشاط الحكومي، لفت الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى نتائج زيارته لافتتاح عددٍ من المشروعات التنموية والصناعية الجديدة بمنطقة القنطرة غرب الصناعية التابعة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مُعتبراً أن هذه المنطقة الصناعية تمثل دليلاً جديداً على إرادة القيادة السياسية لتحقيق تغيير ملموس فى خارطة التنمية على أرض مصر، حيث كانت تلك المنطقة مُخططة ضمن مناطق تنمية إقليم قناة السويس، من قبل عام 2011، وتم إجراء دراسات عليها، ووضع حجر أساس لها، إلا أن البدء الحقيقى فى عملية التنفيذ لم يتم سوى خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مع توافر الإرادة السياسية بضرورة إسراع الخطى فى تنمية منطقة قناة السويس.
وأشاد رئيس الوزراء بحجم المشروعات الصناعية الكبرى والاستثمارات الضخمة التى يتم ضخها لزيادة نسب التشغيل وتوليد فرص العمل ودعم تنافسية الصادرات المصرية، مُشيراً إلى أن العنصر الأهم فى جذب تلك الاستثمارات؛ هو الشبكة العملاقة من أعمال البنية التحتية التى شهدتها منطقة القنطرة غرب الصناعية وغيرها من مواقع جذب التنمية على أرض مصر.
وخلال لقائه الرئيس التنفيذى لعمليات الموارد الطبيعية بـ «إينى» الإيطالية:
نرحب بضخ 8 مليارات دولار استثمارات فى مصر الـ 5 سنوات المقبلة
«بروسكو» : دعم الحكومة للشركات العاملة بقطاع البترول «يستحق الإشادة»
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال لقائه أمس بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة مع جويدو بروسكو، الرئيس التنفيذى لعمليات الموارد الطبيعية بشركة إينى الإيطالية؛ لاستعراض خطة الشركة للاستثمار فى مصر خلال الفترة المقبلة، عن تقديره للتعاون القائم بين الحكومة المصرية والشركة مؤكدًا أن الشركة تحظى بدعم كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
كما أعرب رئيس الوزراء عن تطلعه إلى تكثيف هذا التعاون خاصة فى ظل الاستثمارات الكُبرى للشركة بالسوق المصرية، مُشيرًا إلى أن الشركة الإيطالية تُسهم بنحو 40 ٪ من إنتاج الغاز الطبيعى فى مصر.
ورحّب الدكتور مدبولى باعتزام الشركة ضخ استثمارات فى السوق المصرية بقيمة 8مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، مطالبًا بتسريع عمليات الاستكشاف وتطوير الحقول، ومؤكدا دعمه الكامل للشركة من أجل الإسراع فى تنفيذ هذه الخطة.
وخلال اللقاء، أشاد وزير البترول والثروة المعدنية بالتعاون القائم مع شركة «إيني»، مُثمنًا اهتمام الشركة بزيادة مستويات التعاون مع الحكومة المصرية عبر التوسع فى عمليات الإنتاج خلال الفترة الأخيرة، ومُعربًا عن تطلعه لاستمرار هذا التعاون القائم بين الجانبين.
كما أشاد بنشاط الشركة فى مصر سواء فى قطاع البترول أو دورها المجتمعى لدعم المجتمعات المحلية.
ومن جانبه، أشاد الرئيس التنفيذى لعمليات الموارد الطبيعية بشركة «إيني» الإيطالية بدعم الحكومة المصرية للشركات العاملة فى قطاع البترول، والتزامها بسداد مستحقات الشركاء الأجانب، باعتبار أن ذلك الأمر يُعد أساسيًا فى دعم جهود الشركة للتوسع فى مجال الإنتاج والاستكشاف.
كما أشاد بجهود الحكومة فى توفير المناخ الملائم للاستثمار فى قطاع البترول.
وأوضح جويدو بروسكو أن الشركة تُعد من أكبر المنتجين والمستثمرين فى قطاع البترول المصري، مُعتبرًا أن ما يُميز السوق المصرية هو القدرة على تسهيل عملية الإنتاج ودخول الحقول حيز الإنتاج بسرعة مقارنة بدول أخري.
وأعلن « بروسكو»، خلال اللقاء أن الشركة تعتزم، بالتعاون مع الشركاء، ضخ استثمارات فى السوق المصرية بإجمالى قيمة 8 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك فى مجال تطوير الحقول القائمة والقيام بالمزيد من الاستكشافات.
كما أوضح أن الشركة بدأت التوسع فى مجالات أخرى مثل التعدين عن العناصر المعدنية النادرة، مشيرًا إلى أن الشركة تدرس الاستثمار فى هذا المجال خلال الفترة المقبلة.
وتناول الرئيس التنفيذى لعمليات الموارد الطبيعية بشركة «إيني» الإيطالية جهود الشركة فى مجال الخدمة الاجتماعية خاصة فى قطاع الصحة لدعم المجتمعات المحلية.
حضر اللقاء المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، وعدد من مسئولى الشركة.