مجهودات ضخمة تبذلها أكثر من 150 دولة أوروبية لمحاسبة إسرائيل بحقوق الإنسان كذلك بالوقوف فى صف غزة التى دمرتها إسرائيل بتأييد شامل من أمريكا.. ورفض كامل من الدول العربية والجامعة العربية.. وإسرائيل لا تسمع ولا ترى ومازالت تدمر فى غزة والضفة الغربية بالرغم من كل صيحات الرفض لرؤساء الدول العربية.
أشكال انتهاك القوانين الدولية.. جعلت الدول الأوروبية تنحاز إلى جانب فلسطين لأن انتهاك القوانين الدولية وحقوق الانسان بشكل سافر فى غزة تمثل نموذج يطبق عليه كل أشكال الانتهاكات والقتل.
شهد العالم عبر التاريخ العديد من الجرائم والانتهاكات الدولية التى كان ومازال لها بالغ الأثر على البشر لكن ما يجرى الآن فى فلسطين.
شهد العالم عبر التاريخ العديد من الجرائم والانتهاكات الدولية التى كان ومازال لها بالغ الأثر على البشر لكن ما يجرى الآن فى فلسطين هو قمة الانتهاك لكل القوانين والاتفاقيات التى تمت صياغتها رسمياً وحديثاً عبر المنظمات الدولية لتلتزم به كل الدول ولتضع حداً واضحاً لكل النزاعات ولكن المتابع لما يحدث من وحشية الجيش الإسرائيلى التى تمثل كل الجرائم التى صنفها القانون الدولى على انها جرائم حرب بداية من انتهاك حقوق الإنسان وجرائم الإبادة الجماعية.. ناهيك عن تدمير البنية التحتية للمستشفيات والتعليم والطاقة بالاضافة إلى المساعدات الغذائية والأدوية والاستهداف العشوائى للمدنيين وقتل الصحفيين والإحصاءات فى كل جريمة لا تتوقف وفق أحد تقييمات الأمم المتحدة وضعف مستوى الخسائر البشرية أنه غير مسبوق والوضع كارثى.. بكل المقاييس أن غزة بحاجة إلى إعادة اعمار بتكلفه تزيد على 40 مليار دولار حتى لو زعمت إسرائيل انها تتصرف من منطلق الدفاع عن النفس.
فإن قواعد النزاع المسلح لابد أن تطلق على جميع الاطراف وفق القواعد المتفق عليها دولياً من اتفاقيات جنيف لعام 1949 والتى صدقت عليها جميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة واستكملتها أحكام المحاكم الدولية ونجحت إسرائيل فى انتهاك أكثر من 12 اتفاقية دولية ونصاً قانونياً صادراً من أعلى الهيئات والمؤسسات الدولية فلم يشهد التاريخ الإنسانى مثل هذه الجرائم منذ الحرب العالمية الثانية ومع تزايد التنديد الشعبى والرسمى الواسع يوماً بعد يوم بالانتهاكات والجرائم الواضحة وضوح الشمس.
مازالت المنظومة الدولية تقف بهياكلها وأجهزتها القضائية عاجزة عن ردع هذه الجرائم وملاحقة مرتكبيها.. ولا يصدر عن الأمم المتحدة وكيانتها سوى بيانات الرفض والشعور بالقلق والاستجداء.. ولا تخرج اجتماعات المنظمة وهيئاتها عن الصمت فى استخدام حق الفيتو ضد أى مطالبه بوقف العدوان ولا تصل إلى أى قرار عملى أو ملزم لوقف نزيف الدماء والخسائر.. لهذا استقال كريج مخيبر مدير مكتب نيويورك لمفوضية حقوق الإنسان فى سابقة كشفت ضعف معايير منظومته القانونية المزدوجة ومازالت تقدم مصر جهود وقف إطلاق النار ودفع المجتمع الدولى نحو اتخاذ موقف موحد.. يظهر حتى أولى المعايير والمفاهيم عن الطبيعة البشرية الراغبة فى السلام ونبذ العنف.. وكان آخرها التدخل رسمياً لدعم الدعوى التى رفعتها جنوب افريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للنظر فى انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فى قطاع غزة.
فإن السؤال المطروح كل مرة تتكرر فيها هذه الجرائم اذا كانت القواعد الدولية فى ملاحقة مجرمى الحرب على أسس أخلاقية لا تميز بين جنس الضحايا والجناة ولا دينهم ولا عرقهم ولا تصبح مجرد تدابير استعراضية.
