فى أروقة المدارس، حيث تختلط أصوات الأجراس بأحلام الصغار، تولى وزارة التربية والتعليم عناية خاصة بتفتح العقول الصغيرة، وتغرس فيهم حب الكلمة المسئولة، وأدب الحوار، وسحر الحروف التى تصنع وطناً مستنيراً، ومن بين الاهتمامات التى كنت شاهدا عليها الخميس الفائت ختام فعاليات النشاط الصيفى للتلاميذ والذى كان عنوانه هذا العام «تنمية مهارات الصحافة المدرسية» ليكون للتلميذ صوت وصحيفة، وقلم ينقل به رؤيته للعالم.
وشهد النشاط قصص نجاح رائعة ومُلهمة تبرز إصرار طلابنا وإبداعهم، خاصة من ذوى الهمم الذين تحدوا الصعاب وأثبتوا أن الإبداع لا يعترف بالعوائق، فهم طلاب موهوبون على طريق التقدم.
تعلم الطلاب أساسيات «التقرير، المقال الصحفى، التحرير، ومعايير الموثوقية والدقة»، كانت تجربة موازية مليئة بالحماس والتحدى، جمعت بين التعلم المرح والجدية فى التقاط أفكار تعكس واقعهم واهتماماتهم.
الجميل فى هذا النشاط كان التركيز الخاص على ذوى الهمم، الذين أبدعوا، وتخطوا كل الحواجز، مؤكدين أن الإرادة والتصميم هما مفتاحا النجاح، وقد لاقى تكريمهم فى حفل مهيب تقديراً لجهودهم تفاعلاً كبيراً من الجميع، إذ كان هذا التكريم ليس مجرد جائزة، بل رسالة قوية لكل طالب أن الإبداع والالتزام يصنعان الفارق.. كما كان لأولياء الأمور والمعلمين دور محورى فى دعم التلاميذ، من تشجيع ومتابعة مستمرة، مما عزز روح الجماعة والمحبة بين كل المشاركين فى هذا النشاط.
من خلال هذه التجربة، تعلم الطلاب ليس فقط مهارات صحفية، بل أيضاً قيم العمل الجماعى، قبول الآخر، والقدرة على التعبير عن الذات بثقة ومسئولية.. ولأن مصر آمنت أن لكل طفل حقاً كاملاً فى الحلم والتعبير، فقد أولت وزارة التربية والتعليم اهتماماً خاصاً بتلاميذ ذوى الهمم، فأطلقت برامج وأنشطة صحفية مخصصة لهم.
هؤلاء الصغار لم يعودوا متلقين فقط، بل أصبحوا صانعى رسالة، يكتبون عن قضاياهم، وينقلون أحلامهم، ويشاركون زملاءهم صناعة محتوى يعكس قدرتهم على التحدى والإبداع.
إن هذا النشاط ليس مجرد نشاط مدرسى يُمارس فى أوقات الفراغ، بل هو بناء لأجيال تعرف قيمة الحرية المسئولة، وتؤمن أن الكلمة أمانة، وأن الصحافة ليست مهنة فحسب بل رسالة.
وتزداد سعادة التلاميذ عندما تم تحديد موعد – الخميس الماضى – لكى يلتقى بهم الوزير النشيط لكى يجبر بخاطر أبنائه وبالفعل رأوا الوزير ولكنهم كانوا ينتظرون ان يسلموا عليه ليشد على أيديهم ويكرمهم بنفسه ولكن سوء تنظيم الإدارة التعليمية والمديرية حال دون ذلك، فحين نرى ابتسامة تلميذ من ذوى الهمم وهو يحمل جريدته المدرسية بين يديه، ندرك أن المستقبل أكثر إشراقاً، وأن كل طفل فى مصر يملك القدرة على أن يكون صانع معرفة وناقل رسالة.









