تعد الانتخابات البرلمانية من أهم المظاهر الديمقراطية التى تعكس وعى الشعوب ورغبتها فى المشاركة فى صياغة مستقبلها السياسى والاجتماعى.
فالمجتمع الذى يدرك قيمة صوته الانتخابى هو مجتمع يضع أسس التقدم، ويشارك بفاعلية فى بناء دولة القانون والمؤسسات. والمشاركة الإيجابية فى الانتخابات لا تقتصر فقط على الإدلاء بالصوت فى يوم الاقتراع، بل تشمل كل المراحل المرتبطة بالعملية الانتخابية منذ بدايتها وحتى إعلان النتائج.
إن المشاركة الواعية تبدأ من متابعة البرامج الانتخابية للمرشحين وتحليلها بشكل موضوعى، بعيدًا عن أى مؤثرات شخصية أو عاطفية، ثم اختيار من تتوافر فيه الكفاءة والنزاهة والقدرة على تمثيل الشعب والدفاع عن قضاياه. كما تمتد المشاركة إلى نشر الوعى بين الأهل والأصدقاء، وتشجيع الجميع على ممارسة حقهم الدستورى دون تردد أو سلبية، فالصوت الواحد قد يحدث فارقًا كبيرًا فى تشكيل البرلمان الذى يعكس إرادة الشعب.
المشاركة الإيجابية فى الانتخابات تمثل أيضًا صورة من صور الانتماء الوطنى، فهى دليل على إدراك المواطن لمسؤوليته تجاه بلده، وإيمانه بأن المستقبل الأفضل لا يُصنع إلا بالتعاون والتكاتف. فالبرلمان المنتخب بإرادة حرة وصادقة يكون أكثر قدرة على سنّ القوانين العادلة، ومراقبة أعمال الحكومة، والتعبير عن مصالح الشعب بمختلف فئاته. إن المشاركة الإيجابية فى الانتخابات البرلمانية ليست مجرد واجب وطنى، بل هى حق أصيل كفله الدستور والقانون لكل مواطن. وهى السبيل لترسيخ مبادئ الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية فى صنع القرار والواقع أن المشاركة الحقيقية تنطلق من إدراك عميق بأهمية الصوت الانتخابى، فهو أداة للتغيير ووسيلة للتعبير عن الرأى. والمواطن الإيجابى هو من يتعامل مع صوته بوصفه مسئولية كبرى، فيبحث ويتأمل ويقارن، ثم يختار من يملك الكفاءة والقدرة على خدمة الوطن بصدق وإخلاص. فالصوت المدروس الواعى هو الذى يضمن وصول العناصر الصالحة إلى قاعة البرلمان، ويمنحها الشرعية الشعبية لتعمل من أجل الصالح العام. والحقيقة إنّ الوطن لا ينهض إلا بأبنائه، والبرلمان لا يكتسب قوته إلا من المشاركة الواسعة التى تمنحه الشرعية والقدرة على مواجهة التحديات. وحين تتكاتف الجموع على هذا الهدف السامى، فإنها تُعلن للعالم أن إرادة الشعوب لا تُكسر، وأن قوة الأمة تكمن فى وحدتها وتماسكها. ولذلك فإن المشاركة الإيجابية واجب لا يقبل التهاون.. فهى مسئولية أمام التاريخ، وأمانة أمام الأجيال القادمة، وركيزة فى مسيرة النهضة التى ننشدها جميعًا، والمال السياسى هو الذى يتم إنفاقه بشكل مباشر أو غير مباشر للتأثير على العملية السياسية سواء من خلال تمويل الحملات الانتخابية أو دعم الأحزاب وتشمل مصادر المال السياسى، تبرعات رجال الأعمال واشتراكات الأعضاء فى الأحزاب ولا انه لا يمكن تجاهل الدور الايجابى له فهو يتيح للمرشحين إيصال برامجهم الانتخابية إلى الناخبين ويساعد على تمويل الحملات الإعلامية والمناظرات ويعزز المشاركة السياسية من خلال تمويل الأنشطة الحزبية وتنظيم الفعاليات التى ترفع وعى المواطنين إذا كان عملا منضبطا ومتوافقاً مع القانون.. إلا أن الآثار السلبية للمال السياسى تظهر بشكل واضح فى وتهميش الفئات الفقيرة، كما يؤدى إلى احتكار الساحة السياسية من قبل النخب الغنية مما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص ويقلص من فرص محدودى الدخل والفقراء.
حفظ الله مصر
حمى شعبها العظيم وقائدها الحكيم