بعد ما يقرب من عامين من حرب الإبادة علي قطاع غزة انهالت الاعترافات للدول الغربية بالدولة الفلسطينية ليصبح عدد المعترفين بدولة فلسطين 151 دولة من 193 أعضاء على الأمم المتحدة ..ويظل 39 دولة بما فيها إسرائيل وامريكا والمتحالفون معهما لا يعترفون بدولة فلسطين ففي آسيا اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة من بين الدول التي لا تعترف بفلسطين والكاميرون في القارة الأفريقية وبنما في أمريكا اللاتينية.
أما القارة الاوروبية مازالت تشهد انقساما بشأن الاعتراف بدولة فلسطين ففي العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين كانت البلدان التي تعترف بدولة فلسطين هي دول الكتلة السوفيتية السابقة باسثناء المجر والتشيك.
الحرب علي غزة كانت عاملا في تحول الاتجاه في بوصلة القارة الاوروبية تجاة القضية الفلسطينية حين اعترفت السويد والنرويج وإسبانيا وايرلندا وسلوفينيا. بدولة فلسطين وأخيرا المملكة المتحدة وفرنسا والبرتغال لتبقي إيطاليا. وألمانيا بعيدا عن الانضمام لموكب الاعتراف بدولة فلسطين.
ولكن ماذا يعني الاعتراف بدولة فلسطينية في القانون الدولي؟ الذي يري ذلك من أكثر المسائل تعقيدا منذ التدرج بالدولة الفلسطينية من السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة ولكن القانون الدولي واضحا في أن الاعتراف لا يعني ان الدولة انشيئت مثلما عدم الاعتراف لا يمنع الدولة من أن تكون موجودة.
الاعتراف يحمل. الثقل والرمزية السياسية رغم أن فلسطين لديها كل المتطلبات اللازمة لكي تكون دولة فالرمزي يترتب عليه تغير في قواعد اللعبة فمجرد الاعتراف بدولة فلسطينية يضع فلسطين وإسرائيل علي قدم المساواة في معاملة القانون الدولي لهما كما يدفع الاعتراف الي إجراء مفاوضات الوضع النهائي بين إسرائيل وفلسطين أي بين كيانين متساويين في نظر القانون الدولي أي أن الاعتراف سوف يجلب مزايا قانونيه وبعدا رمزيا الا أنه لن يغير شيئاً علي أرض الواقع لأن أكبر العقبات أمام إقامة دوله فلسطينية هي نفسها التي كانت موجودة قبل 7 أكتوبر كالتزام إسرائيل بمنع الاستقلال الفلسطيني واستمرار الاحتلال في ابتلاع الأراضي والتهويد وجعل المناطق الفلسطينية في جزر منعزله بإقامة الحواجز وشق الطرق وبناء المستوطنات والاستيلاء علي الأراضي وتدمير غزة فعلي أي أرض يمكن أن تقام الدولة كما قال رئيس حكومة الاحتلال.
اعتراف الدول الغربية نوع من الضغط علي إسرائيل ولكنه لايكفي ويلزمه ممارسات الضغوط الاقتصادية والسياسية ووقف التبادل التجاري والفني والرياضي وإيقاف صفقات. السلاح والذخائر حتي يشعر المحتل ومساعده بالعزلة.