أيها القارئ.. «العزيز».. قبل أن نتشارك.. «فكريا اعقاليا».. فى قوامة حق ما سنطرحه من.. «رؤى تصورية».. نستهدف برحابة تصورها الفكرى.. فعالية ما بين الزمان والمكان من حداثة.. «مادية أغيار».. بات طغيانها سالباً لبعض غير قليل من ظاهر.. «حق العبادة لله».. المتجذرة ثباتا.. «بالقلوب السليمة».. التى تحيا تفاعليا عمليا.. «سياسيا».. بذكر الله.. وحينئذ.. فإن شئنا رحابة فكرية وسعة علمية.. فعلينا أولا وأخيرا الاعتصام بثلاثة.. «قيود حق ثابتة».. وهى.. (1) ما رتله الله تنزيلا على.. «رسله».. من حق علم.. حتى اكتمل دينا وتمت نعمته.. «قرآنا».. نعم.. دينا إسلاميا لله به تفصيل حق.. «عبادته».. (2) من شدة لطف احكامات مشيئة الله.. «بالقرآن».. وربما عسر إدراك ما بها من.. «حق رحمة».. على الكثير من.. «خلقه جميعا».. وليس الجن والإنس فقط.. فقد أوحى الله لرسوله.. «محمد».. بسنة عملية.. «سياسية».. ميسرة وأمر سبحانه الخلق بالأخذ بها.. نعم.. فقد أرسل الله رسوله.. «رحمة للعالمين جميعا».. وذاك مفهوما علينا إدراكه.. «إذن».. سنة رسول الله قيد علمى حق واجب التقيد به.. «بل ومراعاة يسر ما به من رحمة».. ونحن نبحث متغيرات أغيار الزمان والمكان من حداثة.. وربما تقدم علمى.. يخالط حقه باطل غير قليل.. ابتداعا من المخلوقات.. «وخاصة الإنس والجن منهم».. (3) من الأقوال الثابتة بين الإنس بصفة خاصة.. هو أن العلماء وخاصة.. «أهل الذكر منهم».. هم ورثة الأنبياء الرسل.. «كميراث حق علم».. ومن ذلك صاروا.. «القيد الثالث».. بل والمرجع الثالث والأخير.. «علميا وتأريخيا».. لمن بعدهم من أهل.. «البحث العلمى».. وخاصة فى سعة مجال.. «عبادة الله».. وحق الدين.. «الإسلامى لله».. الذى ارتضاه الله.. «كدين».. ولكن.. باحتساب أن العلم كله وحكمته هو.. «لله وحده دائما وأبدا».. وكذا احتساب ما تأتى به دائما.. أسباب أغيار الزمان والمكان وما بينهما من.. مفروضات أحداث تأثيرية.. تحتاج من الناس.. «لرأى علمى».. ضابط لها ومواكب لحداثة ما حدث من.. «غيار».. وكذا باحتساب بديهية حق بعض الاختلافات فى رؤى.. «أهل الذكر فقهيا».. رغم انضباطها جميعا نسبيا علميا.. ثم واقع احتساب قول الحق تعالى.. وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.. (85/ الإسراء).. بل واحتساب انعدام وجود.. «إنسان».. معصوما من الخطأ.. وتلك نتيجة طبيعية.. لقلة العلم الإنسانى والله يعلم.. «وانتم لا تعلمون».. (216/ البقرة).. وأن أمة.. «الإنس».. وبالمثل باقى الأمم.. جميعهم فى حالة دائما لاحتياج عفو وغفران رحمة الله الواسعة.. وحينئذ.. وباحتساب.. «ديمومة».. أن الله سبحانه وتعالى.. «يوحى لعباده المؤمنين».. بعدل الحق الذى هم فى.. «حاجة إليه».. إذن.. «نحن كأمة إنسانية».. وكمثال لباقى الأمم.. «فى احتياج دائم».. لإنماء سعة.. «الرؤية».. والرأى المسند بما ذكرنا من.. «ثوابت مرجعية».. نعم رأى به من سعة رحمة الله.. «رحمة».. والعلم والحكم لله.
باحتسابنا للسابق ذكره.. «بل ولأكثر منه ولم نذكره».. ثم محاولة احتساب ما أصاب أمتنا الإسلامية بمرض.. «الوهن».. الذى جعل حال تماسكها العضوى إسلاميا.. «فرطا».. إلا قليلا جدا.. قد وجدت أن أقدم.. «رؤيتى التصورية».. عن السياسة وماهيتها العلمية.. «على باقى الرؤى وأبدأ بها».. وخاصة أن قال عنها بعض العلماء.. أنها إن تم احتسابها بحسبة.. «العبادة لله أفسدتها».. وكذا المقولة شبه الشائعة التى تقول.. «لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين».. وتلك أقوال لا أقر بها.. «قط».. علميا بمقياس.. «حق العلم».. وذلك ربما لقوامة تلك.. «الأقوال».. على عدم فهم ماهية.. «حق السياسة».. واحتسابها بظاهر ما شابها من.. «بطلان».. وذلك ما سنحاول بيانه.. «فيما بعد».. ولكن الآن نذكر أقوى دليل قد استندنا عليه فى عدم.. «إقرارنا».. بالأقوال التى ذكرناها.. وهو.. أن المنتج السياسى عمليا… فى الأرض والناس.. هو مقياس حساب رب العالمين بالدنيا والآخرة.. لعبادة المؤمنين من خلقه.. «وخاصة الإنس والجن منهم».. نعم.. مقياس وزن مثاقيل الأعمال.. «بوزن الذرة وما دونه من وزن».. (7/ الزلزلة).. والوزن النافع هو ما يثقل الميزان.. «وما دونه فهو هباء منثورا».. إذن.. المنتج العملى سياسيا هو.. مقياس منتج.. عبادة الله دينيا بالدين الذى ارتضاه الله.. لخلقه جميعا بصفة عامة.. وللإنس والجن بصفة خاصة.. «وللناس على وجه التخصيص».. نعم.. فقل اعملوا وسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.. (105/ التوبة).
وإلى لقاء.. لنكمل.. إن الله شاء.
ملاحظة هامة
حق يسر ونفع.. «أوامر الله ونواهيه».. هم حق السياسة فى الأرض بزمن الدنيا…