كتبت أكثر من مرة أن الحق ولو لم يكن يملك القوة فإنه يحقق مكاسب وهو ضعيف.. لأن الله هو الحق وهو ينصر الحق ولو طال الزمن.. فالله يمهل ولا يهمل!!
حتى فى ظل أضعف الفترات القضية الفلسطينية تحقق نصراً كل يوم.. وعندما يظن الجميع أنها انتهت وماتت فإنها تهب من تحت الرماد ويعترف العالم بالدولة الفلسطينية وتتصدر القضية اهتمامات العلاقات الدبلوماسية الدولية.. بفضل الله أولاً ثم بتضحية أبناء الشعب الفلسطينى الصامد وموقف مصر الواضح الصلب وتأييد كل الشعوب المحبة للسلام التى أجبرت حكوماتها على تغيير مواقفها والعودة إلى إنسانيتها!!
حان الوقت ليجنى الشعب الفلسطينى ثمار تضحياته ومعاناته ويرى دولته بعد 108 سنوات من وعد بلفور و77 عاماً من نكبة 1948.. صحيح أنها مازالت دولة على الورق حيث لم يعتمدها مجلس الأمن.. ولكن اعتراف 155 دولة حتى الآن بالدولة الفلسطينية يعنى أن المسألة أصبحت قريبة والحلم ليس مستحيلاً خاصة وأن ٤ دول من بين ٥ يمتلكون حق الفيتو فى مجلس الأمن قد اعترفوا بها.. هى الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا.. وتبقى الولايات المتحدة التى ستعترف عاجلاً أو آجلاً!!
مظاهرة الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية فى قلب نيويورك ومن فوق منبر الأمم المتحدة ليس ضربة لإسرائيل وحدها ولكنها رسالة إلى أمريكا وفى عقر دارها أن عليها تأييد الحق وعدم الوقوف بجانب قوة الاحتلال وإلا ستصبح منبوذة مع إسرائيل من المجتمع الدولى.. وكما قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن القانون يجب أن يسود دوماً على القوة.. وأن الحل لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل هو الاعتراف بالآخر وإنسانيته والشرعية!!
صحوة الضمير العالمى التى جاءت متأخرة جداً أتت بعد اقتناع قادة الدول بأنه لا استقرار فى الشرق الأوسط والعالم إلا بحل الدولتين فهذا هو الطريق الوحيد للسلام العادل والدائم الذى يحقق الأمن والازدهار لشعوب المنطقة ولذلك فإن الدكتور مصطفى مدبولى فى كلمة مصر فى مؤتمر «حل الدولتين» برئاسة السعودية وفرنسا طالب باعتراف فورى وواسع بالدولة الفلسطينية من الدول التى مازالت لم تفعل!!
تعتبر ألمانيا وإيطاليا واليابان أهم الدول التى مازالت مترددة فى الاعتراف وإن كنا نعتقد أن ذلك لن يتأخر كثيراً.. وعلينا أن نتفهم موقف الدول الثلاث التى كانت تمثل «المحور» فى الحرب العالمية الثانية والتى تتهمها الصهيونية العالمية بأنها كانت أيام هتلر وموسيلينى ضد السامية ومسئولة عن المحرقة المزعومة لليهود وبهذا تبتز إسرائيل هذه الدول وتشعرها بالذنب.. بالإضافة إلى أن اليابان هى التى دمرت الأسطول الأمريكى فى «بيرل هاربر» وبعدها ردت أمريكا بإلقاء أول وآخر قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناجازاكى وبعد تدمير المدينتين أصبحت اليابان فى صف الولايات المتحدة التى تحميها منذ هزيمتها فى الحرب العالمية خاصة وأنها جارة للصين ولكوريا الشمالية وقريبة من روسيا ولا يوجد جيش تقليدى لديها.. فكيف تطلب منها الخروج عن الخط الأمريكى؟!
صحيح أن اعتراف 155 دولة بقيام الدولة الفلسطينية لا يعنى أنها حقيقة واقعة حيث مازال الطريق طويلا ويحتاج إلى جهد فلسطينى وعربى وإسلامى.. والبداية بوقف حرب الإبادة فى غزة وإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين فى القدس والضفة ورام الله.. وتحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحيد الفصائل تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية طالما أن العالم لا يعترف إلا بها كممثل شرعى ووحيد للشعب الفلسطينى.. ومطلوب إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية واختيار حكومة وحدة وطنية تضم كل الفصائل.
بعد ذلك تبدأ المفاوضات على شكل الدولة والإجابة على الأسئلة المؤجلة منذ اتفاق أوسلو وأهمها: كيفية إعادة اللاجئين.. وما هو مصير المستوطنات اليهودية.. ومن الذى سيتولى الأمن وما هى خطة إعمار كل المدن الفلسطينية المحتلة وليس غزة فقط.. وإذا كانت الدولة كما جاء فى قرارات مجلس الأمن ستقام على الأراضى المحتلة فى يونيو 1967 فكيف ستوزع الثروة وكيف ستضمن الدولة سيطرتها على القدس إذا كانوا يريدونها دولة بدون سلاح.. وهناك العديد من الأسئلة التى لابد أن تكون إجاباتها واضحة ومحددة عند الجانب الفلسطينى والعربى حتى لا تصبح الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ومنزوعة السيادة؟!
المدرس روح العملية التعليمية!!
>> بدأ 30 مليون طالب وطالبة عامهم الدراسى الجديد فى المراحل التعليمية من الابتدائى والإعدادى والثانوى والجامعى وكلهم أمل فى تحصيل العلم والتمتع بسنة دراسية منتظمة ومناهج جديدة وطرق تدريس حديثة تساعدهم فى تحصيل دروسهم وتحقيق التفوق والنجاح.
لا يمكن لأى دولة أن تحقق التنمية والتقدم إلا إذا اهتمت بالتعليم.. وبدون ذلك تدخل البلاد فى بيات فكرى وثقافى وعلمى وتربوى.. وتفتقد لبناء جيل تنويرى يقود المستقبل!!
يتوقف نجاح العملية التعليمية على المعلم الذى وصفه أمير الشعراء أحمد شوقى بأنه «كاد أن يكون رسولا».. وقال عنه محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم فى أول يوم دراسى أن مهنة التدريس هى «أم المهن» فالمعلم هو المسئول الأول عن وضع الطلاب على مسارات المهن المختلفة فى المستقبل.. ونقول إن المدرس هو الذى يجعل التلميذ يحب مادته ويتفوق فيها أو يكرهها ويرفضها.. وهو القادر على اكتشاف قدرات طلابه ومواهبهم وتشجيعهم على الابتكار واكتساب المهارات.