قلبى وعقلى مع المواطن المصرى، الذى يجابه فى وقت واحد الكثير من التحديات والمؤثرات غير المسبوقة.. وأثبت المصرى فى مواجهتها جميعاً أنه الأقوى.
أقوى من كل حملات التشكيك التى تشنها آلة الدعاية الصهيونية عبر أبواقها المنتشرة عبر الكرة الأرضية المباشرة وغير المباشرة، المأجورة والعميلة.. تتبنى بكل قوة مزاعم نتنياهو وأكاذيبه نسجها ومعه فريقه الإجرامى للتهرب من مصيره الأسود، عندما يناقشون إخفاقاته فى السابع من أكتوبر 2023، وأيضا للتغطية على جرائمه الوحشية فى قطاع غزة وانتهاكاته المستمرة لكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية فى الضفة الغربية وفى لبنان وفى سوريا وفى اليمن.. وحتى الوسيط الحليف الإستراتيجى لأمريكا الدولة القطرية دون رادع أو مراجع.
يرى المواطن المصرى، «إسرائيل» وهى لا تتوقف عن توجيه الاتهامات لـ «مصر- السيسى» فى المحافل الدولية وعبر إعلامها القذر ودعايتها السوداء وعبر جيوش الذباب الإلكترونى، تستهدف النيل من الدور المصرى والإساءة بالكذب والافتراء ضد مصر عقاباً لها على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية ورفض تصفية القضية الفلسطينية ورفضها للتهجير ودورها المشهود فى حشد الدعم الدولى لوقف الحرب على غزة وحماية الشعب الفلسطينى من الوحشية الإسرائيلية وإصرار مصر على إنفاذ المساعدات الإغاثية الكافية للفلسطينيين والإصرار على حل الدولتين، رغم المعارضة الإسرائيلية والأمريكية، ونجاحها دولياً فى تحقيق ذلك.
يرى المواطن المصرى دعاية سوداء «صهيوإخوانية» تستهدف ترويع المصريين وبث الفتنة والفرقة فى صفوفهم، والتقليل من إنجازات الدولة المصرية وحملات ممنهجة لا تنقطع، تلصق الاتهامات كيداً لمصر، تستهدف عقاب الشعب المصرى وجيشه البطل ورئيس مصر الذين وقفوا ضد تفتيت الدولة المصرية وأنقذوا مصر من حكم فاشى إخوانى إجرامى كان يخطط للحكم لمائة عام قادمة، لكن ممارسة الاخوان الإجرامية لشئون الحكم أثبتت أنهم غير مؤهلين لحكم دولة بحجم مصر، لذلك وجب عقاب مصر صهيونياً وإخوانياً، لأن شعب مصر أنهى إلى غير رجعة حكم الاخوان المجرمين.
يجابه المواطن المصرى إعلاماً جديداً عبر «السوشيال ميديا» تحالف لحشده الموساد الإسرائيلى والاخوان المجرمون يزرعون الفتن ويشككون فى المصريين وقدراتهم ونجاحاتهم، يستغلون براءة الشباب فيصطنعون الأكاذيب ويفبركون الوقائع والصور والأحداث باستغلال أحدث تكنولوجيا العصر والذكاء الاصطناعى، يستهدفون اقتلاع الشباب المصرى والعربى من انتمائهم الوطنى وحرمان الوطن من خيرة شبابه وأعز ما يملك.
المواطن المصرى وهو المحاصر بكل هذه المؤثرات، يجد أمامه صوراً بشعة لا يحتملها بشر لمجازر ومحارق وحرب إبادة لا تبقى ولا تذر يشنها جيش غاشم ودولة مارقة ونتنياهو مجرم لا يبالى كم قتل من الصبية والنساء والأطفال وكم أصاب وكم أباد وكم أحرق.. لم يفرق بين منطقة آمنة أو خيمة إيواء فى شمال غزة أو جنوبها، وفى الضفة أو القدس.. وحتى ما أطلقوا عليها «مناطق آمنة» تحولت إلى مصايد للبشر من الضعفاء وطالبى المساعدات.
يرى المواطن هذه الصور ليغلى الدم فى عروقه، فإن بيوتاً كانت آمنة وعمارات شاهقة كانت منارة أحاطوها بالديناميت وفجروها، فتحولت خراباً صفصفاً، ويتحول سكانها الآمنون إلى أشلاء وجثث يلفها العلم الفلسطينى الجريح.
يرى هذا كله، فيما يسمع المواطن استفزازاً من مجرم حرب لم يجد من يردعه، بل هو للأسف يجد مظلة من حماية شيطانية بطلها رئيس أكبر دولة فى العالم يمده بما يحتاج من عتاد وسلاح وأموال ويدافع عنه فى الأمم المتحدة وكل منظماتها الأممية.. أى اتهامات أو إدانات، وكأن نتنياهو وترامب قد خلقا من «طينة واحدة» كلاهما ظل للآخر ومكمل له وإن اختلفت الأدوار.
وسط كل هذه المؤثرات، يقف واعياً المواطن المصرى شامخاً متمسكاً بوطنه وقيادته، مؤمناً بأن ما تقوم به قيادة الدولة المصرية هو الحكمة بعينها، وأن لكل موقف حساباته، وأن النجاح الحقيقى أن تتحقق الأهداف المصرية كلها بغير الحرب.. فإن إدارة الوطن أمانة، وقد ولى إلى غير رجعة زمن العنتريات والاستعراضات.
يرى المواطن المصرى دولته وسط كل هذه التحديات التى تحاصرها والعواصف والأنواء التى تحيط كل اتجاهاتها الإستراتيجية ومحاولات التضييق على مصر اقتصادياً وسياسياً.
ورغم ذلك كله، يرى مصر قوية شامخة لا تنحنى ولا تنحنى إلا لله عز وجل.. لا تحافظ فقط على تقدمها وما حققته من نجاحات وإنجازات، بل إن إنجازاتها تتضاعف وتزيد فى كل المجالات، وفى الاقتصاد والخدمات.
يرى المواطن مصر وقد اقترب الاحتياطى النقدى لها من 50 ملياراً من الدولارات «خمسين ملياراً» مسجلة أعلى رقم فى تاريخها.
يرى الدين الخارجى يتضاءل، ويرى طاقة من نور كشفها رئيس الوزراء عندما أعلن أن مصر سوف تخرج من عباءة صندوق النقد الدولى، فإنها قادرة على أن تدير شئونها وألا تقترض إن شاء الله مرة أخرى، وسوف ينخفض الدين لأقل رقم فى تاريخ مصر مع تراجع فى معدلات التضخم إلى 13.9 ٪ بدلاً من 25 ٪ العام الماضى، وتجاوزت تحويلات المصريين فى الخارج 36.5 مليار دولار العام الماضى.. هذا فضلاً عن استمرار الإنجاز فى الطرق وإضافة خطوط لمترو الأنفاق وإضافة مشروعات عملاقة جديدة.
الخلاصة
حقيقة لابد من قولها بصوت عالِ، إن المواطن المصرى يؤمن بقائده الجسور الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى سوف يسجل التاريخ أنه الرئيس الذى تحمل فوق طاقة البشر.. لم ينفعل أو يرد الإساءة بالإساءة، ولا الاتهام بالاتهام، ولم يرد على حملات التشكيك والكذب بمثلها.
يؤمن المواطن المصرى أن الدولة المصرية بمؤسساتها وفى مقدمتها الجيش والشرطة والقضاء، تقوم بواجباتها بكل دقة وأمانة وموضوعية، وأن جيش مصر البطل حارس أمين على مصر وشعبها ومقدراتها وحدودها، وقد أعد لكل أمر عدته.. هكذا يؤمن المصريون بقدرة جيشهم على العمل والجاهزية والردع.. يؤمن المصريون بنصر الله، «وأن الله موهن كيد الكافرين» الآية 18 من سورة الأنفال.