قال السفير ياسر البخشوان، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للاقتصاد العربي الإفريقي، إن الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأمم المتحدة، هو وثيقة سياسية بالغة الأهمية، تعكس موقف مصر الثابت والجذري تجاه القضية الفلسطينية، موضحاً أن هذا الخطاب يحمل في طياته شحنة قوية من الوضوح والجرأة والواقعية.
وأضاف “البخشوان” أن من أبرز نقاط قوة خطاب رئيس الوزراء في الأمم المتحدة هي لغته الصريحة والمباشرة، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء لم يتردد في استخدام عبارات قاطعة مثل “لنقلها بمنتهى الصراحة” و”لا بديل عن حل الدولتين”، وهذا الوضوح يكسر أي مجال للتأويل أو المساومة، ويؤكد أن موقف مصر ليس مرناً في جوهره، بل هو مبدأ راسخ.
وأوضح أن ربط خطاب رئيس الوزراء بين “حل الدولتين” و”ضرورة أمنية” يعد نقطة محورية، حيث يضع المسألة في إطار الأمن الإقليمي الشامل، وليس فقط كمسألة حقوقية أو أخلاقية، مؤكداً أن الخطاب يذهب أبعد من مجرد المطالبة بحل الدولتين، حيث يضع القضية في سياقها الأمني والإنساني المعقد، والتأكيد على أن الأمن لن يتحقق لإسرائيل عبر القوة العسكرية هو إدانة واضحة وواقعية للنهج الإسرائيلي، كما أن الإشارة إلى أن تجاهل الحقوق الفلسطينية سيؤدي إلى المزيد من التصعيد تعكس فهماً عميقاً لديناميكيات الصراع، وتُعد تحذيراً موجهاً للمجتمع الدولي.
ولفت إلى أن خطاب رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي طرح حلولاً عملية وخطوات واضحة، وإعلان مصر عزمها استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بمجرد التوصل لوقف إطلاق النار هو دليل على التزامها القوي، وتقديم حلول ملموسة، موضحاً أن هذا النهج العملي يعزز من مصداقية الخطاب ويحول الأقوال إلى أفعال، مما يجعل مصر فاعلاً رئيسياً وموثوقاً به في جهود السلام.
وأكد أن هذا الخطاب يجمع بين الحكمة التاريخية والجرأة الحالية، ويثبت أن مصر بتاريخها الطويل في صناعة السلام لا تزال تمد يدها للجميع لإحياء الأمل، موضحاً أنه بيان قوي يرفض التهجير والتطهير العرقي، ويدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته التاريخية، والرسالة واضحة: لا سلام في المنطقة دون دولة فلسطينية مستقلة.
ونوه بأن خطاب رئيس الوزراء خارطة طريق للسلام، تؤكد أن مصر مستمرة في دورها القيادي، وأنها لا تزال القوة الأبرز في المنطقة القادرة على دفع عجلة السلام.