مصر تطالب العالم بالضغط على الاحتلال لوقف الحرب على غزة
عبدالعاطى: النيل قضية وجودية.. سنتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أمننا المائى
عقد الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج عدة لقاءات أمس مع عدد من كبار المسئولين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
التقى عبدالعاطى مع انطونيو كوستا رئيس المجلس الأوروبى الذى طلب نقل تحياته للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مثمناً الدور المحورى لمصر فى دعم الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.
من جانبه، ثمن الوزير عبد العاطي، الزخم الذى تشهده العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، وأهمية الحفاظ على وتيرة التنسيق والتعاون فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية وذلك تنفيذًا لمحاور الشراكة الاستراتيجية، متناولاً الترتيبات الجارية لانعقاد القمة المصرية الأوروبية الأولى خلال الفترة المقبلة فى بروكسل.
كما تناول اللقاء تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث سلط وزير الخارجية الضوء على الوضع الإنسانى الكارثى بالقطاع والذى وصل إلى حد المجاعة، منوهًا بضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق وقف إطلاق النار، واضطلاع المجتمع الدولى بدوره لوضع حد للجرائم الإسرائيلية السافرة فى قطاع غزة والضفة الغربية.
وشدد على الدور الهام للاتحاد الأوروبى ودوله الأعضاء للضغط على إسرائيل لوضع حد للقيود التى تفرضها على دخول المساعدات الإنسانية الى غزة ولوضع حد للجرائم الإسرائيلية ولدفعها للالتزام بالقانون الدولى والقانون الإنسانى الدولي، منوهًا بخطورة السياسات الإسرائيلية الاستيطانية والتوسع فى العمليات العسكرية التى تسعى لتقويض إقامة الدولة الفلسطينية وتهجير سكان القطاع.
وفيما يتعلق بالملف النووى الإيراني، أكد وزير الخارجية على أهمية مواصلة الجهود لتهيئة الظروف لتأجيل آلية إعادة تفعيل العقوبات الأممية، واستئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بما يراعى مصالح جميع الأطراف، ويسهم فى تحقيق التهدئة واستعادة الثقة وإيجاد مناخ داعم لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، مؤكدًا على ضرورة إعطاء الدبلوماسية الفرصة لإعادة الثقة بين كافة الأطراف المعنية.
وفى السياق نفسه، شدد عبدالعاطى خلال لقائه وماجتوس برويز مفوض الاتحاد الأوروبى للشئون الداخلية والهجرة على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والسماح بنفاذ المساعدات دون عوائق، مع رفض أى أفكار من شأنها تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية، مؤكداً على حق الشعب الفلسطينى فى البقاء على أرضه وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
حذر الوزير عبد العاطى من خطورة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة وقتل المدنيين العزل وسياسة التجويع، مشدداً على ضرورة مواصلة الاتحاد الأوروبى ودوله الأعضاء الضغط على إسرائيل لاحترام التزاماتها بموجب القانون الدولى الإنسانى كسلطة احتلال وللتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والسماح بنفاذ المساعدات دون عوائق.
أكد الوزير عبد العاطى خلال اللقاء على أهمية تعزيز التعاون القائم مع الاتحاد الأوروبى من خلال نهج شامل يربط بين الهجرة والتنمية، ويركز على معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً الى أن الهجرة تمثل تحديًا مشتركًا لمصر والاتحاد الأوروبي، مما يستلزم تعزيز التنسيق القائم على المصالح المتبادلة، بهدف دعم جهود الاستقرار والتنمية فى المنطقة.
كما أشار وزير الخارجية إلى أهمية الاستمرار فى تنفيذ مشروعات التعاون الثنائي، سواء فى إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة أو فى إطار برامج التعاون القائمة. ونوه الى أهمية تعزيز الشراكة فى مجال الهجرة النظامية من خلال المبادرة الأوروبية Talent Partnership وإطلاق برامج مشتركة للتدريب والتعليم الفنى والمهني، تسهم فى تأهيل العمالة المصرية وتيسير اندماجها فى سوق العمل الأوروبية، بما يواكب احتياجات ومتطلبات سوق العمل.
فى سياق متصل، استعرض الوزير عبد العاطى الأعباء التى تتحملها الدولة المصرية فى ضوء استضافتها لما يقرب من 10 ملايين أجنبي، ما بين لاجيء ومهاجر وطالب لجوء، يحصلون على الخدمات الأساسية أسوة بالمواطنين المصريين، مستعرضا الأعباء الاقتصادية المترتبة على ذلك، مما يستلزم دعماً دولياً لمصر لمساعدتها على الوفاء بالتزاماتها تجاههم.
كما تم بحث التطورات فى ليبيا حيث أكد وزير الخارجية ضرورة مواصلة الجهود المشتركة من أجل دفع مسار التسوية السياسية على نحو يصون الملكية الليبية للحل، ويفضى إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن فى أقرب وقت، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، تحقيقاً لتطلعات الشعب الليبى الشقيق فى الاستقرار والانطلاق نحو المستقبل.
خلال محمود على يوسف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى شدد الدكتور بدر عبد العاطى على أهمية التعاون وفقاً لقواعد القانون الدولى بما يحقق مصالح جميع دول حوض النيل، مؤكداً رفض مصر للإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولى فى حوض النيل الشرقي، وأن مصر ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة اتساقاً مع القانون الدولى لحماية أمنها المائى باعتبار أن قضية مياه النيل هى قضية وجودية لمصر. تناول اللقاء سُبل تعزيز التعاون بين مصر ومفوضية الاتحاد الأفريقى وتبادل الرؤى حول الموضوعات القارية ذات الاهتمام المُشترك حيث أكد وزير الخارجية أهمية صياغة رؤى إفريقية وبلورة مقاربات شاملة لتعزيز القدرة على تحقيق تقدم ملموس فى مسار الاندماج والتكامل القاري، وحرص مصر على الانخراط فى الجهود الهادفة لمواجهة التحديات ذات الطبيعة المتشابكة والمعقدة التى تواجهها القارة خاصة فى مجال حفظ وبناء السلام وتحقيق التنمية المستدامة.
كما تناول اللقاء عدداً من المسائل المتعلقة بالاتحاد الأفريقى وفى مقدمتها، تعزيز الحوكمة، والإصلاح المؤسسيتم تبادل وجهات النظر فيما يخص مُجمل مُستجدات الأوضاع السياسية والأمنية فى السودان، وكذا مجمل الأوضاع فى كل من ليبيا وجنوب السودان ودول منطقة القرن الإفريقي، خاصة الصومال وتم التوافق على أهمية تكثيف الجهود لحشد التمويل لنشر بعثة الاتحاد الأفريقى الجديدة فى الصومال، بما فى ذلك عبر المؤتمر المنعقد لهذا الهدف على هامش الشق رفيع المستوى للجمعية العامة. وأكد الوزير عبد العاطى فى هذا الصدد على دعم مصر الثابت للصومال الشقيق فى جهوده لتحقيق الاستقرار ومكافحة الارهاب والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه.
كما ثمن الدكتور بدر عبد العاطى خلال لقائه، «إيفيت كوبر» وزيرة خارجية المملكة المتحدة، الخطوة التاريخية التى اتخذتها المملكة المتحدة للإعلان عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يوم 21 سبتمبر الجاري، مؤكداً أنها رسالة بالغة الأهمية للشعب الفلسطينى تعكس تأكيد المجتمع الدولى على الالتزام بتحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة، منوهاً بأن توسيع مسار الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط ٤ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو المسار الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
واكد ضرورة قيام المجتمع الدولى باتخاذ مواقف حاسمة لوضع حد للممارسات الاسرائيلية السافرة بالاراضى الفلسطينية المحتلة والتدخل لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وانهاء سياسة التجويع ضد المدنيين الأبرياء، مشيرا الى التدهور الكارثى للأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة واستمرار إسرائيل فى عرقلة نفاذ المساعدات الإغاثية والطبية. أكد الوزير عبد العاطى الحرص على تطوير العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة المتحدة فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يعود بالنفع على البلدين، وترفيع تلك العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية، معرباً عن تطلع مصر للزيارة المرتقبة لرئيس وزراء بريطانيا إلى مصر خلال الفترة المقبلة للبناء على التطور الإيجابى فى العلاقات بين البلدين والتى عكستها الاتصالات المتتالية التى تمت بين السيد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء البريطاني.
وفيما يتعلق بتطورات الملف النووى الايراني، أكد الوزير عبد العاطى أن الجهود الدبلوماسية المصرية ساهمت فى التوصل للاتفاق الذى تم التوقيع عليه فى القاهرة بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستئناف التعاون الفنى بينهما، موضحاً أهمية إعطاء الفرصة للدبلوماسية لاستعادة الثقة وإيجاد المناخ الداعم لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، وأن الجهود المكثفة التى بذلتها مصر خلال الفترة الأخيرة سعت إلى خفض التصعيد وتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات بين الجانبين.
وفى لقاء آخر بحث الدكتور بدر عبد العاطى مع عباس عراقجى وزير الخارجية الإيراني، تطورات الملف النووى الإيراني، خاصة بعد التوصل للاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقاهرة فى 9 سبتمبر الجاري، والذى يعد أول اتفاق يسفر عن استئناف التعاون بين الطرفين بعد العدوان الإسرائيلى على إيران.
أكد الوزير عبد العاطى أهمية مواصلة الجهود لتهيئة الظروف لتأجيل آلية إعادة تفعيل العقوبات الأممية، واستئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بما يراعى مصالح جميع الأطراف، ويسهم فى تحقيق التهدئة واستعادة الثقة وإيجاد مناخ داعم لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
كما شارك د. بدر عبد العاطى امس فى الاجتماع الوزارى لمنتدى الحضارات القديمة المنعقد على هامش الشق رفيع المستوى لأعمال الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك.
أكد الوزير عبد العاطى خلال الاجتماع التزام مصر الراسخ بالحوار الثقافى كأداة لتعزيز التفاهم المتبادل والتسامح والسلام العالمي، وشدد على أن التنوع الثقافى يشكل ركيزة أساسية لبناء جسور بين الحضارات ومواجهة التحديات المشتركة، من تغير المناخ إلى التطرف والنزاعات المسلحة.
دعا وزير الخارجية إلى حماية التراث الثقافى المادى وغير المادي، لاسيما فى مناطق النزاع، معرباً عن القلق البالغ إزاء ما يتعرض له التراث الفلسطينى من تدمير على ضوء الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة فى الأراضى المحتلة. كما أكد أهمية الالتزام بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة، ومنها اتفاقية لاهاى واتفاقيات اليونسكو.
كما أشار الوزير عبد العاطى خلال الاجتماع إلى ترشيح مصر للدكتور خالد العنانى لمنصب المدير العام لليونسكو، منوهاً إلى ما حظى الترشيح من دعم متزايد من الدول والمنظمات الإقليمية، وفى مقدمتها جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي،