ثمنت المنظمات الأهلية الفلسطينية أمس الجهود الكبيرة التى تبذلها مصر فى دعم الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن الاستجابة المصرية لأهالى قطاع غزة كان لها أثر بالغ فى تخفيف المعاناة الإنسانية، خاصة فى ظل تصاعد الأوضاع الميدانية واستمرار العدوان.
قال أمجد الشوا، مدير المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن الدور المصرى يظل محورياً فى المساعى المبذولة لوقف الحرب على قطاع غزة، مطالباً بضرورة تكثيف الجهود الدولية وتوفير الحماية للمدنيين، لا سيما فى مناطق النزوح جنوب ووسط القطاع.
وكشف «الشوا» أن الاحتلال الإسرائيلى يفرض قيوداً مشددة على دخول خيام الإيواء إلى غزة، مشيراً إلى أن القطاع بحاجة إلى نحو 350 ألف خيمة لتلبية الاحتياجات الأساسية، فى حين لم يُسمح إلا بإدخال 1443 خيمة فقط، مع استمرار العراقيل التى تطال باقى مستلزمات الإيواء.وأوضح أن الاحتلال يمنع دخول ما يقرب من 80 ألف خيمة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية التى فُرض عليها النزوح القسري.
جاء ذلك بينما شهدت مدينة غزة فجر أمس قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً، فضلاً عن تفجير عربات عسكرية مفخخة فى أحياء، منها تل الهوا، وسط تواصل الغارات فى خان يونس جنوبى القطاع. وأكدت مصادر فى مستشفيات غزة استشهاد 22 فلسطينياً بنيران جيش الاحتلال بينهم 18 فى مدينة غزة.
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن الغارات الإسرائيلية الجوية والمدفعية استهدفت أحياء الرمال والنصر والشيخ رضوان والدرج والزيتون، مما أسفر عن تصاعد كثيف لأعمدة الدخان التى غطت سماء المدينة. وأشارت إلى أن طيران الاحتلال قصف مربعاً سكنياً قرب مفرق السامر «وسط غزة» تضرر خلاله مبنى عيادة الإغاثة الطبية الفلسطينية.
يأتى هذا فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة بأن أياماً قليلة تفصل عن توقف المستشفيات نتيجة نفاد الوقود، وقالت إن أزمة نقص الوقود فيما تبقى من مستشفيات عاملة فى قطاع غزة تدخل مرحلة غاية فى الخطورة. وأضافت: «أيام قليلة قد تحمل معها مشاهد توقف عمل الأقسام الحيوية ما يعنى تفاقم الأزمة الصحية وتعريض حياة المرضى والجرحى للموت المحقق»، موضحة أن الإجراءات الفنية والهندسية لجدولة فترات التشغيل أصبحت غير مجدية مع توقف إمدادات الوقود.
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تقديرات الجيش تفيد بأن 640 ألف فلسطينى نزحوا من مدينة غزة إلى جنوب القطاع. ويأتى ذلك بالتزامن مع قيام سلاح الجو الإسرائيلى بإلقاء منشورات تدعو إلى الإخلاء وسط مدينة غزة.. وقال جيش الاحتلال إن أكثر من 15 ألف فلسطينى نزحوا جنوباً خلال الساعات الماضية وحدها، معظمهم إلى منطقة المواصى التى حددها كمنطقة عازلة جنوب القطاع، وفق صحيفة واللا العبرية.
ولا يزال نحو مئات الالاف من الفلسطينيين فى مدينة غزة، ويرفضون الخروج منها، رغم كثافة القصف، أو غير قادرين على دفع تكلفة النزوح إلى جنوب القطاع.
يأتى هذا فى الوقت الذى يلتقى فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بقادة ومسئولين من دول عدة ذات أغلبية مسلمة لمناقشة الوضع فى غزة، الذى يتعرض لهجوم إسرائيلى متصاعد. وذكر موقع «أكسيوس» فى وقت سابق، أن ترامب سيقدم لزعماء مجموعة الدول هذه مقترحاً للسلام ومستقبل الحكم فى غزة بعد الحرب.
من جهتها، دعت النمسا سلطات الاحتلال الى فتح ممر إنسانى لقطاع غزة، وقالت وزيرة خارجية النمسا بياتى ماينل رايزينجر ان الوضع الإنسانى فى غزة كارثي، وعلينا واجب تقديم المساعدة ميدانيا.
كما أعلنت وزارة الخارجية الدنماركية، أن أكثر من 20 دولة والمفوضية الأوروبية اتفقت، فى إطار اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة فى نيويورك، على إعلان مشترك من شأنه زيادة الضغط على إسرائيل للسماح لمرضى غزة بتلقى العلاج فى مستشفيات الضفة الغربية المحتلة، بما فى ذلك القدس الشرقية.
وذكرت وزارة خارجية كوبنهاجن أن الدنمارك أخذت زمام المبادرة فى صياغة هذا الإعلان، وذلك استكمالاً للرسالة التى وجّهها وزير الخارجية لارس لوكا راسموسن إلى وزير الخارجية الإسرائيلى فى 27 أغسطس الماضي. وبموجب الإعلان، يدعم تحالف واسع من الدول يشمل فرنسا وألمانيا والدول الاسكندنافية المقترح الدنماركي، ويزيد الضغط على إسرائيل للسماح بنقل مرضى غزة إلى الضفة الغربية، بما فى ذلك القدس الشرقية.