اهتمت مصر بالفضاء منذ أن أنشأت أول مرصد بمنطقة بولاق 1839 وانتقل للعباسية، ثم استقر فى مرصد حلوان 1903 وتم تسجيله ضمن التراث الفلكى العالمى التابع لمنظمة «اليونيسكو»، وذلك لما له من إنجازات وخدمات علمية لمصر وللمنطقة العربية تتويجاً لأبحاث علمائه، التى ساعدت فى عدد من الإنجازات العلمية العالمية ومنها وصول الإنسان إلى القمر والتقديرات الفلكية لأول سفينة فضاء أمريكية «أبوللو»، حيث كان السادس على العالم فى مستواه العلمي، وحدد مواقيت الصلاة والحسابات الفلكية لميلاد الهلال للشهور العربية، ومع المرصد نشأ المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية وهو أقدم المعاهد البحثية فى مصر والوطن العربى وأفريقيا وأكبر بيت خبرة فى مجالات العلوم الفلكية والجيوفيزيقية على المستوى الإقليمى ويتبعه عدد من المراصد الفلكية مثل مرصد القطامية الفلكى فى صحراء القطامية ومرصد المسلات المغناطيسى بالفيوم ومرصد أبوسميل المغناطيسى فى جنوب مصر.. وفى عام 1971 نشأت الهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء كمشروع أمريكي- مصرى مشترك تحت إشراف أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وفى عام 1991 صدر قانون إنشاء الهيئة كإحدى الجهات التابعة لوزارة البحث العلمي.
ثم كانت النقلة النوعية مع إقامة الوكالة المصرية للفضاء كهيئة عامة اقتصادية مصرية عام 2018، وتهدف إلى استحداث ونقل علوم تكنولوجيا الفضاء وتوطينها وتطويرها وامتلاك القدرات الذاتية لبناء الأقمار الصناعية وإطلاقها من الأراضى المصرية، وفى 2023 تم إنشاء وكالة الفضاء الأفريقية التى تستضيفها مصر أيضا، بعدما اعتمد الاتحاد الأفريقى إستراتيجية فضائية لأول مرة 2016، وإنشاء جامعة أفريقية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء الدعم الوكالة، توطين الصناعات الفضائية والأقمار الاصطناعية فى مصر، بدأ بالمؤسسات العلمية مثل قسم هندسة الفضاء والاتصالات بجامعة زويل، وكلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء بجامعة بنى سويف وقسم علوم الفلك والفضاء.
فى كلية العلوم بجامعة القاهرة وشعبة هندسة علوم الطيران والفضاء بالكلية الفنية العسكرية وقسم هندسة الفضاء جامعة القاهرة وكلية ومركز أبحاث علوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة القاهرة الدولية، كما تقوم الوكالة المصرية للقضاء نفسها الدورات العلمية الخاصة لوكالة الفضاء المصرية ببرامج ودورات لتطوير المهارات بدورات وشهادات علوم وتكنولوجيا الفضاء عبر الإنترنت وبهذه الكوادر البشرية تسعى مصر جديا لاقتحام مجال تكنولوجيا وعلوم الفضاء، وجار اعتماد قانون الفضاء.. إلا أنه يلزم إطلاق وتنفيذ خطة إستراتيجية شاملة لأنشطة ومشاريع الفضاء المستقبلية، فهو تخطيط الاقتصاد المستقبل الضرورى دمجه فى الاقتصاد الوطني، ضمن الإستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المعنية بالابتكار، التى تخلق فرص عمل كثيفة ودعمها بإنشاء صندوق الفضاء لتعزيز استثمارات رواد الأعمال وشركات القطاع الخاص، والعمل على تمويلها على غرار صندوق الفضاء الوطنى للإمارات.. كما أنه من الضرورى أن يتم تكثيف بحوث تكنولوجيا الفضاء للاستفادة وتحقيق التنمية المستدامة للبشرية، وتكوين جيش فضاء أفريقى من العلماء ورواد الفضاء لحماية حق الأجيال القادمة فى أفريقيا.