لم يعد شيء يحدث فى الخفاء وحرب الإبادة التى تمارسها اسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى غزة لا تخفى على أحد وسياسة التجويع والقتل والتدمير وهدم البيوت فوق رءوس العباد يجرى بصورة غير مسبوقة وعلى مرأى ومسمع من العالم والامم المتحدة ومجلس الامن دون أن يحرك أحد ساكناً، وأن الولايات المتحدة التي تتشدق بالحريات تدعم بالمال والسلاح والعتاد دولة الاحتلال وتحمى كل الجرائم الاسرائيلية بالفيتو الامريكى وتقف بالمرصاد لكل الإدانات والقرارات الدولية ضد دولة الاحتلال.
إن المجتمع الدولى مطالب الآن خلال هذه المرحلة التى يمر فيها بأصعب المراحل، بأن يستمع لصوت العقل والعدل والحق ويدعم الموقف المصري، الذى يؤكد على الدوام أن أمن واستقرار المنطقة مرهون بحل الدولتين والعمل على مساعدة الحوار والتفاوض وليس القتل والدمار.. الغريب والاغرب أن صوت امريكا يدعى أمام العالم أنه يسعى لوقف الحرب فى غزة ويسعى للمساعدة فى تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، بينما هو الذى يحمى ويدعم كل جرائم دولة الاحتلال.. وقد كشف الرئيس الامريكى عن نواياه بوضوح عندما سأله صحفى يهودى ولا أقول عربى ولا فرنسى ولا اسبانى صحفى يهودى قال لترامب: أنت الوحيد فى العالم الذى يستطيع أن يقنع نتنياهو بوقف الحرب فى غزة، وإذا لم تفعل ذلك الآن والعالم يشاهد القتل والدمار والتشريد والتجويع، فمتى تفعل؟!.. وكانت الاجابة صادمة للجميع، ترك كل ذلك وقال: هل شاهدت ما حدث يوم السابع من أكتوبر، هل شاهدت الاطفال وهى تقطع إرباً؟، أنا طلبت الإفراج عن الأسرى دفعة واحدة، وحماس لم تفعل.. هذا هو ترامب وموقفه والهرب من الجرائم التى يرتكبها مع دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.. إن المجتمع الدولى الآن مطالب أكثر من أى وقت مضى بالتحرك العاجل والفورى لوقف الحرب فى غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى وإلزام دولة الاحتلال بحماية الشعب المحتل وتنفيذ القوانين الدولية والانسانية فى هذا الصدد.
إن مصر تؤكد دوماً أن حل الدولتين أساس الامن والاستقرار فى المنطقة والعالم بأسره، والآن بريطانيا تكفّر عن ذنبها وهى التى أعطت ومنحت اسرائيل اقامة دولة اسرائيل على أرض فلسطينية من خلال وعد «بلفور» المشؤوم، الآن تعترف بإقامة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين، كما اعترفت ايرلندا والنرويج واستراليا وكندا واسبانيا، وستتواصل الدول الاعتراف بدولة فلسطين بفضل الدبلوماسية المصرية وثباتها فى إعلاء كلمة الحق فى حل الدولتين ونزع فتيل الدمار من منطقة الشرق الاوسط والعيش فى سلام من أجل شعوب تتطلع إلى غد أفضل.