وزير الكهرباء يبحث إقامة أول مصنع لبطاريات تخزين الطاقة بالتعاون مع النرويج
الليثيوم.. المعدن النادر النفيس الذى أصبح ينافس الذهب بقوة فى الآونة الأخيرة خاصة بعد تنامى انتشار السيارات الكهربائية وبطاريات تخزين الطاقة والحاسبات والتليفونات المحمولة وغيرها باعتباره الاساس فى هذه الصناعة.. وأصبح البحث عن هذا الخام فى مقدمة اهتمامات المعنيين بشئون التعدين فى العالم بل أصبح يشعل الحروب الاقتصادية العالمية مع هيمنة الصين على أكثر من 65 ٪ من الإنتاج والتكرير.
الليثيوم تم اكتشافه عام 1864 فى احد مناجم النحاس البريطانية فى احد ينابيع المياه المالحة الساخنة والتى تصل حرارتها الى 122 درجة ولم تكن بريطانيا والعالم فى حاجة لهذا المعدن لعدم معرفة ما يتمتع به من قيمة اقتصادية وظل هكذا لاكثر من 150عاما لكنه الآن اصبح يشعل حربا اقتصادية صامتة مع تنامى استخداماته لشركات السيارات الكبرى وقطاعات الطاقة المتجددة وهو ما جعل الوكالة الدولية للطاقة تحذر من خطر نقص هذا المعدن بصورة كبيرة مع حلول عام 2035 نتيجة الارتفاع الشديد للطلب العالمى علية والذى تضاعف 3 مرات فى 5 سنوات بل وزاد الطلب عليه بأكثر من 30 ٪ هذا العام.
وكانت مصر كعادتها سباقة فى اعمال استغلال هذا المعدن الذى يتواجد على هيئة املاح صخرية أو فى المياه المالحة الساخنة الجوفية من خلال تكثيف اجراءات البحث والتنقيب عنه فى عدد من الاماكن ومن خلال عدة جهات كانت الثروة المعدنية وهيئة المواد النووية فى مقدمتها وبالفعل تم تحديد عدد من المناطق التى يتوافر بها تمهيداً لاستغلاله.
اهتمام الدولة بهذا المعدن تترجمه وزارة الكهرباء التى تعمل بشكل جاد على توطين صناعة بطاريات «الليثيوم» التى أصبحت جزء مهم من استثمارالطاقة الجديدة المتجددة ولذلك قد بحث وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت، مع مجموعة عمل شركتى «سانجرو» الصينية وشركة «سكاتك» النرويجية، تعزيز التعاون لتوطين صناعة المهمات الكهربائية الخاصة بطاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومتابعة مجريات العمل على توطين تكنولوجيا تصنيع بطاريات تخزين الطاقة، وإقامة أول مصنع فى مصر فى هذا المجال.
الاجتماع ناقش مجالات عمل المجموعة الصينية وتكنولوجيا التصنيع التى تمتلكها شركاتها، وحجم توريد المهمات الخاصة بالشركة لصالح الشركات القائمة على تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة وأنظمة تخزين الطاقة فى مصر خلال الفترة الماضية ، وكذلك حجم الفوائد المشتركة التى تعود على جميع الأطراف: المصنعة للمهمات، والمنفذة للمشروعات، وقطاع الطاقة، من خلال نقل وتوطين التكنولوجيا الخاصة بالشركة والتصنيع المحلى لها، فى إطار خطة الدولة للاعتماد على الطاقات المتجددة.
كما تناول الاجتماع ما يتطلبه ذلك من التوسع فى إقامة محطات تخزين الكهرباء.
الوزير قال نمتلك سوقا محلية واعدة، ولدينا خطة متكاملة لتصنيع مهمات الطاقات المتجددة، وكذلك اتفاقيات تجارة مع الدول الأوروبية والأفريقية تضمن للمستثمر أسواقا إضافية.
وأكد أن الدولة تدعم توطين الصناعة المرتبطة بمهمات الطاقة المتجددة فى إطار رؤية شاملة لدعم الصناعة وتوطين التكنولوجيا،واستراتيجية الطاقة التى تستهدف الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة إلى أكثر من 42 ٪ عام 2030، و65 ٪ عام 2040.
كما أوضح أن هناك استراتيجية عمل حكومية يجرى تنفيذها لنقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة، ولاسيما فى مجال صناعة المهمات الكهربائية.
فى الوقت نفسه قام الدكتور محمود عصمت بزيارة ميدانية خلال الأيام الماضية هى الثالثة منذ توليه الوزارة إلى هيئة المواد النووية بمنطقة القطامية، اجتمع خلالها بالدكتور حامد ميرة رئيس الهيئة، وعدد من الخبراء والأساتذة والباحثين، لمتابعة سير العمل والوقوف على الواقع الفعلى لمستجدات تنفيذ مشروعات توطين صناعة بطاريات أيون الليثيوم، والخلايا الكهروضوئية، والجيل الثالث من الوقود الحيوي، واستكشاف وتعدين واستخلاص الخامات النووية، والمواد والمعادن النادرة، ومشروعات الرمال السوداء، واستصلاح الأراضي، وخزانات المياه الجوفية وغيرها من مشروعات العمل التى تساهم فيها الهيئة فى إطار خطة العمل لتعظيم العوائد من الموارد الطبيعية.
كل هذا يؤكد حرص الدولة على استثمار ثروة مصر من «الليثيوم» فى ظل الصراع العالمى عليه .