دفعة الشعراوى.. تطالب بالتعيين
«الشعراوى» أول دفعة من أئمة النظام الجديد لاختيار الكوادر الدعوية وبعد رحلة شاقة امتدت لعامين يجد هؤلاء الأئمة أنفسهم أمام تجاهل مطالبهم المشروعة فى النقل والتثبيت .
آلاف المتقدمين الذين خضعوا لمراحل متعددة من الاختبارات التحريرية والشفوية مروراً بالاختبارات النفسية الدقيقة وصولاً إلى الفحص الطبى حتى استقر العدد على 288 إماما ثم برنامج تدريبى مكثف 6 أشهر كاملة على نفقتهم الخاصة دون مقابل ليتم بعدها توزيع 243 منهم على مساجد المحافظات المختلفة تعاقداً لمدة عامين بعيداً عن محل إقامتهم وذويهم ومع اقتراب انتهاء المدة يجدد الأئمة نداءهم إلى مسئولى وزارة الأوقاف لبحث أوضاعهم أو الاستماع إلى مطالبهم بالنقل إلى محافظاتهم الأصلية والتثبيت الوظيفى مؤكدين أنهم لا يطالبون إلا بالعدل والوفاء بالوعود.
لم أعد قادراً على تحمل ظروف الاغتراب وأجد نفسى عاجزاً عن الاستقرار» هكذا بدأ أحد الأئمة حديثه لـ»الجمهورية» قائلاً: «تقدمت للوظيفة واجتزت كل الاختبارات وكان هناك وعد رسمى بالتثبيت والنقل بعد عامين لكن الواقع كان مختلفاً».
مؤكدًا أنه مضطر إلى قضاء ما يقرب من خمس ساعات فى المواصلات بين عمله وأسرته تاركاً وراءه والدته المريضة ولا تجد من يرعاها سواه خاصة أنه الابن الوحيد وأضاف أنه نفسه يعانى من غضروف بين الفقرات يستلزم راحة مستمرة لكن السفر المتكرر يحول دون ذلك ويفاقم الآلام بالإضافة إلى تكاليف ايجار مسكن وعلاج والدته ونفقات أسرته الصغيرة.
بينما قال أحد الأئمة إنهم تحملوا هذه الظروف القاسية على وعد قاطع وصريح أن المدة عامان فقط ثم يعود كل إمام إلى محافظته أو على أضعف تقدير إلى القاهرة عبر تقليل الاغتراب لكنهم فوجئوا -بأن هذا الحق غير معترف به بدعوى أنهم «متعاقدون».
أوضح أن الحضور فى العمل خمسة أيام متواصلة من الأحد إلى الخميس ولا يتبقى لهم سوى يوم واحد فقط للراحة والعودة إلى أسرهم قائلاً: «أنا العائل الوحيد لوالدى فبدلاً من القيام على حاجتهما ومساعدتهما أكون بعيداً عنهما».
مضيفاً أنه بالرغم من أن الإعلان الرسمى للمسابقة نص على سنتين لكن فرض عليهم واقعاً مغايراً وامتد العقد إلى سنة ثالثة بل وطُلب منهم التوقيع على عقد جديد يحتوى على بنود التجديد لمدة مماثلة.
مشيراً إلى أن الوزارة اشترطت أن تُحسب الإجازات بعد مرور شهرين من العقد الجديد متجاهلة تماماً العامين السابقين وكأنهما لم يُحتسباً أصلاً قائلاً: «نرفع صوتنا إلى وزير الأوقاف لرفع الظلم عنا ونطالب بالالتزام بالإعلان الرسمى وبإعادة النظر فى عقودنا وتثبيتنا فى الموعد المقرر».
كما أشار أحد أئمة «دفعة الشعراوي» إلى عمله بأحد المحافظات النائية وقال «أنا العائل لوالدتى وأختى وزوجتى وطفلين ووالدى متوفى أعمل حالياً بعيداً عنهم وبيتى على حدود القرية ولا أطمئن على أسرتى عند غيابى الطويل، وقد وعدنا الوزير السابق بالنقل بعد عامين وكان بحضور قيادات الوزارة لكن أوشك العامان على الانتهاء دون تنفيذ الوعد».
أضاف الإمام أنه تقدم بطلب نقل فى الحركة الرسمية ولم يُبت فيه ثم فوجئ بأن الوزارة تشترط ألا يتم النقل للمتعاقدين رغم أن الإعلان لم يتضمن هذا الشرط للأئمة موضحاً أنهم وجدوا أنفسهم اليوم مطالبين بتوقيع عقد ثالث ينص على جواز تمديد التعاقد وهو ما يعنى استمرار الغربة بلا نهاية قائلاً: «ظروفى الاجتماعية لا تحتمل هذا الاستهتار ونطالب فقط بحقنا فى التثبيت والنقل وإن لم يتحقق فلن أوقع على عقد جديد».