انعقدت قمة الدوحة، ثم انفضت.. ولم يتوقف تدمير وقتل وإبادة وحرق وتهجير وتجويع أهل غزة، ولم تتراجع أمريكا عن دعمها الأعمى واللامحدود للعدو الإسرائيلى فى عدوانه الوحشى واللا إنسانى على الشعب الفلسطينى وتهديده المستمر بالاعتداء على الدول العربية.
>>>
لقد خرجت القمة العربية- الإسلامية الطارئة بقرارات تعكس لحظة وعى جماعى بأن ما يجرى فى المنطقة لم يعد يحتمل المواقف الرمادية، وأن الاعتداءات الإسرائيلية على الدوحة ودول عربية أخرى لم تعد مجرد خرق أمنى عابر، بل تمثل اختباراً صريحاً لإرادة العالمين العربى والإسلامى فى الدفاع عن سيادة دولهم وحقوق شعوبهم.
من هنا جاء خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى واضحاً ومباشراً، حيث شدد على أن الممارسات الإسرائيلية تكشف غياب أى نية لدى تل أبيب للسير فى طريق السلام ومخاطبة الرئيس السيسى للشعب الإسرائيلى تعنى أنه لم يعد هناك جدوى من الحوار مع حكومة نتنياهو، التى تتحمل مسئولية الأوضاع المتأزمة داخل إسرائيل وخارجها، وأن الرهان على القوة العسكرية لن يجلب الأمن لأى طرف.
>>>
يبقى الاصطفاف العربى خلف الرؤية المصرية لحماية الأمن العربى، هو الرد الأقوى على محاولات تصفية القضية الفلسطينية شرط أن تستثمر أدوات الضغط السياسية والاقتصادية والتجارية التى تمتلكها الدول العربية، خاصة الخليجية للتأثير على الموقف الأمريكى وإجبار إسرائيل على وقف انتهاكاتها المستمرة.. فلا سلام ولا أمن ولا أمان دون دولة فلسطينية مستقلة تلتف حولها الدول العربية والإسلامية.
>> خلاصة الكلام:
لقد باتت الدول العربية هدفاً مستباحاً للتمدد الإسرائيلى وتحركاته ومخططاته الكارثية.
آن الأوان للعرب والمسلمين أن يكون لهم نفوذ أكبر وأقوى فى التأثير على صناعة القرار الأمريكي- الإسرائيلى لوقف هذه العربدة.. نحتاج إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال.
إذا كان «الفيتو» الأمريكى الظالم الذى تم استخدامه 6 مرات خلال عامين لرفض إنهاء حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل بدعم أمريكى كامل، فإن «الفيتو» العربى بما يملك قادر على ردع الظلم الأمريكي- الإسرائيلى إذا اتحد العرب على كلمة واحدة وهى «الكرامة».
لن يتحرك العالم إلا إذا تحرك العرب، وتلك هى أصل المشكلة.. فهل يتحرك العالم العربى والإسلامى ويتخذ قرارات اقتصادية وسياسية وتجارية رادعة لوقف هذا الإرهاب الصهيونى؟!.. أتمنى.