مخطئ من يظن أننا نلعب كرة قدم بل الصحيح يكمن فى أن الكرة تلعب بالجميع كون الذى يقودها هو الإمبراطورية الأقوى فى الكون التى حولها بلاتر إلى صاحبة أعلى دخل لمؤسسة مسئولة عن جانب من الرياضة فى العالم وحرك فيها الجزء الدفين الخاص بالفساد حتى تم استبعاده مع اتباعه!
بقوة لعبة كرة القدم باقتصاديتها جذبت السياسة لها والتى أصبحت تتحكم فى اختيار الدول التى تشارك تنظيم البطولات الكبرى وفى مقدمتها كأس العالم الذى يدفع له مئات الملايين من الدولارات وربما المليارات لكى تفوز الدول باستضافتها خاصة الدول التى على غرار «عبده مشتاق»!
نفس الشيء ينطبق على الجهات التى تنظم جوائز اختيار أفضل اللاعبين فى العالم مثل مجلة الفرانس فوتبول وغيرها حيث تكشف تلك الجائزة عن وجهها القبيح فى بعض الاختيارات التى يغلفها المصالح والمجاملات حالها فى ذلك حال الجمعيات العمومية عندنا سواء فى انتخابات الأندية أو الاتحادات!!
لذلك لم أتعجب عدم فوز محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب فى العالم عام 2017 ذلك العام الذى قدم فيه مو صلاح مستوى أبهر الجميع مع ليفربول وتفوق على أقرانه فى جميع أنحاء العالم لكنه لم يفز لأنه لا يمتلك مؤسسة مؤثرة سواء فى الفيفا أو الاتحاد الأوروبي!
فالسياسة لم تترك الرياضة نظيفة كما تقول مبادئها فضمتها للجوانب الأخرى مثل الاقتصاد وغيره.
لذلك لم يكن غريباً أن تلعب الكرة بالجميع بل وتحدد مصير الأندية والشخصيات كل حسب مكانته وتأثيره.
هذا الأمر يدفعنا للحديث عما يدور فى الشارع الكروى المصرى وعودة الخطيب للنادى الأهلى وعدوله عن قرار الابتعاد عن موقعه كرئيس للنادى الأهلى وعدم خوضه الانتخابات القادمة حيث تكشف الأوضاع الجديدة أن الأمر كان بمثابة اختبار عن مدى تمسك الجمعية العمومية للنادى العريق بوجود الخطيب خاصة بعدما عانى النادى من صداع شديد جراء الفشل الذى صاحب الفريق فى مونديال أندية العالم والصفقات الفاشلة سواء التى تخص المدرب الذى خلف كولر أو اللاعبين الذين اعتمد الأهلى على شهرتهم أكثر مما ينتظرهم من عطاء وأيضاً عدم النظر إلى احتياج بعض المراكز للفريق من التجديد خاصة خط الدفاع والمهاجم الصريح!!
لذلك غضبت الجماهير الأهلاوية بشدة عندما رأت فريقها يترنح بقوة فى الأسابيع الأولى للدورى لدرجة أن الفريق تراجع للمركز السادس عشر لأول مرة ربما منذ عقود طويلة.
صحيح لا يزال الوقت مبكراً وسيعود الأهلى إلى المنافسة على الدرع الذى يمتلك أكثر ألقابه لكن اهتزاز هيبة الفريق الذى صرف المليارات من الجنيهات يعد أمراً غير مقبول للجماهير التى تعشق هذا الصرح الكبير
ناهيك عن تمرد بعض اللاعبين الذين يحاولون ابتزاز النادى بمطالبهم خاصة التى تتعلق بتعديل العقود إلا أن النادى فطن أن هذه الأمور يجب أن تتوقف فبدأ يكشر عن أنيابه عن طريق مدير الكرة الجديد المحترم وليد صلاح الدين الذى اتخذ قرارات حاسمة فى هذا الأمر من شأنها أن تعيد الفريق إلى جادته واستقراره الذى يمثل السر الحقيقى وراء تحقيق البطولات.
عموماً سيبدأ النادى الأهلى فتح باب الترشيحات غداً لانتخاب مجلس إدارة جديد فى الانتخابات القادمة وتتحمل الجمعية العمومية للنادى المسئولية كاملة فى عملية الاختيار التى سيتحدد على أساسها كيف سيمضى النادى وإلى أين خلال الأربع سنوات القادمة منذ تحديد موعد الانتخابات.
أدعو الله أن يوفق المسئولين عن الرياضة المصرية خاصة كرة القدم التى تأكل الأخضر واليابس وتظلم بجانبها ألعاباً أخرى تحقق إنجازات للرياضة المصرية مع الحصول على فتات مما يحصل عليها لاعبو الكرة!
والله من وراء القصد.