قضت محكمة جنايات مستأنف شمال القاهرة، المنعقدة بالعباسية، بقبول الاستئناف المقدم من دفاع المتهمين بقتل جارهما شكلًا وموضوعًا، وبمعاقبتهما بالسجن المشدد 15 سنة لكل منهما، وإلغاء الحكم الصادر ضدهما بالسجن المؤبد بالدرجة الأولى.
صدر الحكم برئاسة المستشار علي عرفان عبد الوهاب، وعضوية المستشارين جمال عبد العزيز أبو زيد، وأشرف محمد رزق، ومصطفى سامي، وأمانة سر رفاعي فهمي ومحمد صابر.
كانت جنايات شمال القاهرة قد قضت بجلسة 23/4/2025 بمعاقبة المتهمين “ص. ع” و “م. ن” بالسجن المؤبد، لقتلهما جارهما “ج. س” عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بأن عقدا العزم وبيّتا النية على إزهاق روحه، وذلك على إثر خلافات ثأرية بينهما في نطاق دائرة قسم شرطة منشأة ناصر.
وذكر دفاع المتهمين في أوراق الدعوى أن المستأنفين “ص. ع” و “م. ن” بينهما وبين المجني عليه “ج. س” خصومة ثأرية؛ لسبق ضرب الأخير والد المتهم الأول وخال المتهم الثاني بحجر، ما أفضى إلى موته. وإذ سعى حينها ذوو المجني عليه لحقن الدماء، فسارع شقيق له بتقديم كفنه لعائلة المستأنفين، وقُرن ذلك بتعويض نقدي قُدّر بمائة ألف جنيه إرضاء لهم. وقبلت عائلة المجني عليه ما فُرض عليها من مغادرة منطقة سكن المستأنفين على أن يجري ذات الأمر على المجني عليه عقب الإفراج عنه. وإذ قُضي عليه بالسجن خمس سنوات، إلا أن عفوًا رئاسيًا شمله فأُفرج عنه بعد تنفيذه سنتين من العقوبة المقضي بها. ومن بعد عاد وأسرته إلى محل سكنه بمنطقة إقامة المستأنفين، فاشتعل الحقد في قلبيهما، ولم ترضَ نفساهما بما جرى من قصاص. وكلما وقعت أعينهما على المجني عليه، شعرا أن لهما دمًا لم يؤخذ بعد، وأن المجني عليه واجب فيه القتل. حتى وصلا إلى عقيدة راسخة وإصرار وتصميم لا رجعة فيه ولا عدول عنه، وهو قتلهما إياه. فتحيَّنا فرصة لتنفيذ ذلك وأعدا سلاحين أبيضين (سنجة ومطواة) للإجهاز عليه.
وما إن أبصرا المجني عليه حال عودته لمسكنه، حتى قصداه وتظاهرا بافتعال مشادة معه بزعم سبه والدة الأول، وقد انصرفت نيتهما إلى استغلال تلك المشادة وقتله عمدًا خلالها. وما إن أشهرا سلاحيهما نحوه حتى دفعهما، فبادره المستأنف الأول بضربة حاول إتقاءها فأصابت أعلى الساعد الأيمن، وفرَّ مسرعًا بعد أن فطن لكيدهما ورغبتهما في الإجهاز عليه. إلا أنهما ظلا يتبعانه عدوًا، وكلما اقتربا منه استطالا بضربات نصل سلاحيهما حتى أصابا منه أعلى وأسفل يسار الظهر وأعلى خلفية الساق اليسرى، إلى أن بلغ طريق الأوتوستراد فقفز به وهما من ورائه يلاحقانه في إصرار على النيل منه تنفيذًا لما انتوياه. وما إن خارت قواه وتمكنا من حصاره حتى طعناه بعنف في مقتل من جسده، طعنة بقصد إزهاق روحه، اخترقت صدره ونفذت إلى رئته اليمنى فمزقتها. وحتى يتيقنا من مقتله، طعناه بقوة في منتصف أنسية الفخذ الأيمن، بالذات طعنة واحدة نتج عنها قطوع حادة في العضلات والأوعية الدموية الرئيسية بالفخذ، ونزف شديد أثرها سقط أرضًا غارقًا في دمائه. ولم يغادرا موضعه حتى تيقنا من مقتله، ففرا بعد أن تخلصا من سلاحي جريمتهما. وأودت كل من الإصابة الطعنية النافذة في يمين الصدر وبالفخذ الأيمن، في مجملها ومضاعفاتها، إلى وفاة المجني عليه على النحو الذي أورده تقرير الصفة التشريحية. ودلت تحريات الشرطة على صحة ارتكاب المستأنفين للواقعة أخذاً بالثأر، وتنفيذًا لأمر الضبط والإحضار الصادر عن النيابة العامة تم ضبطهما، وأقرا بإحداث إصابات المجني عليه.
وبناءً عليه، أمرت النيابة العامة بإحالة القضية إلى المحكمة المختصة لمعاقبتهما.