عندما قالت له هاتفياً مديرة أعمال الإعلامي صاحب الشهرة العريضة بين الجماهير سوف أرسل لك العنوان على الواتس – لم يرسل بعد- وسوف يصله عملك.
وكان صاحبناً سعيداً للغاية، وقال لي أنا لا أطلب شيئاً سوى أني أحبه وأقدره مثل كثيرين وأريده أن يقرأ عملي فقلت له لو قرأ عملك سينال إعجابه فأنت موهوب ومختلف لكن للقراءة حسابات أخرى وقد جربت مع آخرين تحبهم لكن لم يصل حبك إليهم!
ويبدو أن عبارتي عصفت بكيانه فجاء حديثة عقيباً عصيباً ليقول لست نكرة! فاحتضنته قائلاً: لا تقل هذا أبداً، إنه الإنكار ويا للأسف! يبدو الإنكار المفهوم متعدد الأوجه منها رفض الحقيقة أو الواقع أو حضور الآخر وهناك الإنكار النفسي الذي يتم تجنباً للألم أو الحزن ويوجد الإنكار العلمي أي رفض الإجماع العلمي والحقائق ذات الأدلة المؤكدة.
وأخيراً إنكار الإرادة في فلسفة شونبهاور أي التخلي عن الرغبة كوسيلة للخلاص الإنساني.
ويمكن تصنيف الإنكار إلى نوعين رئيسين:
- 1- إنكار قائم على التكيف كآلية للدفاع الطبيعي تساعد على حماية الذات من مشاعر مؤلمة بعض الوقت ويمكن أن يكون موقف صاحبنا الذي رفض أن يكون نكرة مع عدم الاهتمام به أو التواصل معه، ومن ثم هرب من شعور التجاهل ليؤكد ولو مؤقتا حضوره الشخصي.
- 2- إنكار لا يقوم على التكيف، وهو خطة بعيدة المدى أشبه باستراتيجية لتجاهل حقائق منع الشخص من معالجة مشكلاته فتزداد صعوبتها كأن يرى هذا الشخص أن ما يحدث له في الحياة هي نتاج ظروف خارجية فقط ولا تتعلق بإرادته وسلوكه. وفي كتابة مقال في الفهم الإنساني ينتقد الفيلسوف البريطاني (جون لوك). ميل الإنسان إلى إغلاق عقله أمام الاستنتاجات غير المرغوب فيها.
وفي كتاب (أدريان باردون) المعنون: الحقيقة حول الإنكار: التحيز وخداع الذات في العالم والسياسة والدين عام 2019، يرى المؤلف إننا عندما نصف شخصاً ما بأنه في حالة إنكار فإننا نعني أنه أو أنها مهدد شخصياً وعاطفياً من موقف ما – وبالتالي فشل في تقييم الموقف بشكل صحيح وفقاً للأدلة. ويمكن أن يقف الإنكار في طريق رفاهية الفرد والتخطيط لجودة الحياة ويمثل الإنكار عائقاً أمام السياسات العامة الجيدة.
وعندما ينحاز الإعلام لذوي المكانة والشهرة فإن هذا التفكير المتحيز يعد إنكاراً وتبدو حالتي التحيز والإنكار في قول المبدع (صلاح جاهين) ناس بتشوفها مرة وتعيش جواك سنين… وناس في كل مرة بتشوفها تقول دى مين.