كشفت الأحداث التى شهدتها المنطقة خلال الشهور الماضية ان العالم فى طريقه نحو التعددية القطبية رغم انف القطب الأوحد «امريكا « الذى سيطر على العالم لسنوات عديدة ،وان الصراعات والحروب التى نشاهدها ،و يمر بها شعوب العالم هى جزء أصيل وضرورى للتحول المنشود .
هنا يظهر تساؤل اين منطقة الشرق الأوسط و دولها ،ومكانتها فى هذا الصراع العالمى ؟ الإجابة تستطيع ان تعرفها إذا قرأت ما بين السطور للتحركات المصرية على مختلف الاصعده الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية،
ان «ما نشهده من سلوك إسرائيلى منفلت من شأنه توسيع رقعة الصراع»،وان القوة الغاشمة لن تحقق الأمن والاستقرار.. والأمن الإسرائيلى لا يتحقق بانتهاك سيادة الدول العربية» ،مؤكدا ان إسرائيل تمارس نهجا عدوانيا هدفه إفشال كل مساعى التهدئة»…بتلك الكلمات التى ألقاها السيد الرئيس خلال القمه ،وعبر بها عن مشاعر الشعوب العربية تجاه ما يحدث فى غزه من حرب إبادة جماعية للشعب الفلسطينى
لم يكتف بذلك بل وجه السيد الرئيس رسالة إلى الداخل الإسرائيلى قال فيها: «إن ما يجرى حاليا يقوّض مستقبل السلام ويهدد أمنكم وأمن جميع شعوب المنطقة، ويضع العراقيل أمام أى فرص لأية اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقيات السلام القائمة مع دول المنطقة، وحينها ستكون العواقب وخيمة».
هنا يرى دبلوماسيون ومحللون « أن اختيار الرئيس توجيه خطابه إلى الشعب الإسرائيلى بدلا من الاكتفاء من تحذير قادتهم، يعكس رغبة مصرية فى تجاوز حالة الجمود السياسى الراهن، والتأكيد على أن الأمن الحقيقى لا يتحقق بالقوة العسكرية، والتنبيه لتداعيات ذلك على مستقبل اتفاقية السلام بين البلدين.
وفى كلمته حينما طالب الدول العربية والإسلامية بضرورة أن تغير مواقفها من نظرة العدو نحونا، ليرى أن أى دولة عربية، مساحتها ممتدة من المحيط إلى الخليج، ومظلتها متسعة لكل الدول الإسلامية،وهو ما يعنى بصوره اخرى وفقًا لاراء الخبراء فإن هذا الوصف «يحمل أيضا تحذيرا واضحا من أن النظام القائم على فكرة السلام العادل يتعرض للفشل والتآكل، وبالتالى كان تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عن تلك الأفعال، وهى رسالة تستهدف تنبيه الداخل الإسرائيلى إلى خطورة الانفلات السياسى والعسكري، وأن سياسات حكومته الحالية تهدد بشكل فادح فرص السلام».
ايضا فإن دعوة الرئيس لتشكيل لجان للتشاور الأمنى تعكس رغبة جادة فى إعادة ترتيب أوراق المنطقة العربية والتعامل بجدية مع الاستفزازات الإسرائيلية، كما ان الخطاب شدد على أن مصر والعالم العربى لن يسمحا باستمرار حالة الاستخفاف الإسرائيلى بسيادة المنطقة.
ايضا كان الرئيس السيسى واضحًا فى دعوته إلى التعاون العربى والإسلامى لمواجهة الصلف الإسرائيلي، مؤكدًا أن العمل الجماعى بلغة المصالح هو السبيل للحد من الدعم الأمريكى المتآكل لإسرائيل.
ولكى تتأكد من قوه الدوله المصرية عليك النظر الى رد فعل الاعلام العبرى الذى تناول كلمة السيد الرئيس باهتمام كبير، حيث وصفت صحيفة هآرتس الخطاب بأنه رسالة تحذير للجمهور الإسرائيلى والقيادة السياسية، فيما أكدت يديعوت أحرونوت وقناتا ١٢ و١٣ الإسرائيليتان أن كلمة الرئيس السيسى جاءت بمثابة جرس إنذار بأن تهور نتنياهو قد يقود إسرائيل إلى الهاوية ويدمر عملية السلام مع مصر والمنطقة بأسرها.
خارج النص:
قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى نتنياهو بجاحة فى تصريحات صحفية اثناء انعقاد القمه ، إنه لم يعتبر قطر حليفة لإسرائيل أو طرفًا محايدًا فى الحرب على حركة «حماس» الفلسطينية، وإنما فقط كان يمكن استخدامها كوسيط فى المفاوضات لبعض الوقت،بكده الرسالة واضحة للجميع وعلينا أن نتعامل مع العدو الاسرائيلى بهذا المنطق، فهو لايعرف صداقة بل ويخون كل شىء.. ان يعيدوا حساباتهم يكونوا او لا يكونوا .