دعونا نعترف أن البيان الختامى لقمة الدوحة الطارئة لم يلبى طموحات الشعوب العربية التى كانت تطمح فى اتخاذ قرارات أكثر حدة لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية فى المنطقة ولكن لو نظرنا نظرة دقيقة إلى هذا البيان سنجد أننا أمام بيان يختلف فى لهجته وقراراته عن البيانات السابقة التى كانت تكتفى بالشجب والإدانة..حتى الكلمات التى ألقاها عدد من قادة القمة كانت وقاطعة فيها تحذير ووعيد.
أولا البيان الختامى أكد وقوف كافة الدول العربية والإسلامية إلى جانب قطر والتضامن المطلق معها ودعمها فى مواجهة الاعتداء وحماية أمنها واستقرارها «والوقوف صفاً واحداً فى مواجهة هذا العدوان الذى نعده انتهاكا صارخا لسيادتها وخرقا فاضحا للقانون الدولى وتهديدا خطيرا للسلم والأمن الإقليميين» تلك الفقرة فى البيان تؤكد أن الدوحة لن تكون وحدها عند وقوع أى اعتداء جديد على أراضيها ..وهى رسالة أكيد إسرائيل استوعبتها هى والبيت الأبيض.
ثانيا..قمة الدوحة دعت الدول الأعضاء للمرة الأولى « إلى اتخاذ كافة التدابير القانونية والفعالة الممكنة لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطينى بما فيها مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها» وهو مايعنى أن العلاقات العربية الإسرائيلية سوف تشهد تغيرا فى حال مواصلة الحرب وربما هى باتت فى طريقها بالفعل إلى التغيير فى ظل إصرار إسرائيلى أمريكى على تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين.
ولعل أبرز ماجاء فى بيان قمة الدوحة هو الترحيب بإصدار قرار «الرؤية المشتركة للأمن والتعاون فى المنطقة والتأكيد فى هذا السياق على مفهوم الأمن الجماعى والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية وضرورة الاصطفاف ومواجهة التحديات والتهديدات المشتركة وأهمية بدء وضع الآليات التنفيذية اللازمة لذلك».
كما أكد البيان الختامى على ضرورة «التصدى لمخططات إسرائيل لفرض أمر واقع جديد فى المنطقة والتى تشكل تهديدا مباشرا للاستقرار والأمن الإقليمى والدولي» وهو مايعنى أن الدول العربية والإسلامية لن تقف مكتوفة الأيدى أمام عربدة إسرائيل فى المنطقة..كلمات قادة القمة أيضا حملت فى طياتها تحذيرا لإسرائيل من المضى قدما فى جرائمها التى باتت تتفاخر بها وقد جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتلخص نتائج وتداعيات سلوك حكومة نتنياهو المنفلت الذى لايمكن القبول به أو السكوت عنه حيث حذر الإسرائيليين من أن «هذا السلوك يقوض مستقبل السلام ويهدد أمنكم وأمن جميع شعوب المنطقة ويضع العراقيل أمام أى فرص لأى اتفاقات سلام جديدة بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة».
قمة الدوحة ألقت بالكرة فى الملعب الإسرائيلى الأمريكى وبيانها الختامى يقول «لكل فعل رد فعل» ولننتظر ماهو قادم.