ما تقوم به إسرائيل من أعمال بلطجة فى العالم وهى المعرقل الرئيسى والأساسى فى أى مفاوضات تتم لوقف إطلاق ونفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وانه يجب العمل سويا لإبقاء غزة حية، شاء من شاء وأبى من أبى ولن تستطيع إسرائيل مهما أوتيت من قوة أن تقتلع الشعب الفلسطينى الصامد من أرضه والذى مهما حدث له سيظل متواجداً على أرضه ولن يتنازل عن أرضه فهو يموت عليها ولن يتخلى عنها، فالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مستمرة منذ عامين وحتى الآن وبأبشع الصور فى مسلسل يومى ولحظى من قتل وتدمير وإبادة جماعية ومجاعة وانتهاك لكافة القوانين الدولية وتدمير كامل لغزة لكل مكونات الحياة وهدم كافة الأبنية والأبراج ولا توجد أدوية فالمجال الطبى أصبح الآن خارجاً عن الخدمة وأيضا الوقود الذى نفذ ولا توجد مدارس وجامعات فالكل تم تدميرها، وعلى الرغم من ذلك إلا أن سكان غزة متشبثون بأرضهم ولن يخرجوا منها، ولتعلم إسرائيل والولايات المتحدة أن غزة لن تموت وستبقى حية.
المؤتمر الذى سيعقد غدا الاثنين فى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل اعتراف عدد من الدول بدولة فلسطين حيث وصل عددها حتى الآن 10 دول وربما سيكون أكثر من ذلك وحتى الآن هذه الدول هى فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا وبلجيكا ولوكسمبورج والبرتغال ومالطا وأندورا وسان مارينو، وبالتالى.. فإن هذا التوجه مهم للغاية وضرورى من أجل أن تقول هذه الدول لإسرائيل والولايات المتحدة كفى لكل ما يحدث، وان هذه الدول تدعم فلسطين وان يكون لديها دولة مستقلة، ومهما فعلت الولايات المتحدة من استغلال حق النقض العدد «الفيتو» إلا أن العالم قال كلمته إنه مع القضية الفلسطينية ولن يتخلى عنها وهو ما نراه الآن، فكل يوشم يتم إعلان من قبل دول بأنها سوف تعترف بالدولة الفلسطينية، وبالتالى فإن المشهد الفترة المقبلة سيختلف عما مضى، نأمل أن نرى مزيداً من الاعترافات ومزيداً أيضا من العزلة الدولية لإسرائيل وفرض عقوبات عليها حتى نصل أن تكون الولايات المتحدة فى عزلة بسبب ممارستها وسياستها الداعمة لإسرائيل وازدواجية المعايير التى تمارسها وهو ما أدى لعدم عدالة هذا العالم، كما أيضا إعلان إسرائيل بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية هو إضافة لسجلها الإجرامى والتى لن تستطيع مهما كانت لديها من أسلحة أن تتوسع وتحصل على أراض بدون وجه حق، فالشعب الفلسطينى يعى لتلك المخططات جيدا وسيظل على أرضه ولن يتخلى عنها.
المجتمع الدولى عليه مسئولية كبيرة فى مواصلة الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية الكثيفة التى يحتاج اليها سكان غزة من كافة المعابر بما يتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية والمجاعة التى هى من صنع البشر، المجاعة الحالية التى صنعها الاحتلال الإسرائيلى بشكل متعمد، فما يتعرض له القطاع فى الوقت الراهن هو كارثة إنسانية بكل المقاييس، فهناك أطفال يموتون جوعاً فى القرن الحادى والعشرين تحت مرأى ومسمع من ما يسمى المجتمع المتمدن والعالم الحر، فإن هذه المجاعة ليست بفعل كارثة طبيعية أو نقص فى المساعدات وإنما هى مجاعة مصطنعة فرضت عمداً وحصاراً استهدف الغذاء والدواء والماء والكهرباء ليحول حياة أكثر من مليونى إنسان إلى كابوس يومى ويجعل العيش فى القطاع مستحيلاً بما يخدم مخططات الهجرة وتصفية القضية الفلسطينية.
مصر أدانت هذه السياسات وترفضها رفضا قاطعا، كما ترفض أى مخططات تستهدف تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، فلا يوجد أى مبرر أو ذريعة أخلاقية أو قانونية أو معنوية تجبر الشعب الفلسطينى المناضل على ترك أرضه وترابه الوطنى تنفيذا لمخططات الاحتلال الإسرائيلى لإفراغ القضية من مضمونها، فمصر ترفض المساعى الإسرائيلية لتوسيع بؤرة التوتر من خلال الاعتداء على سيادة دولة عربية كما حدث مؤخراً على دولة قطر التى تبذل مع مصر وبالتعاون مع الولايات المتحدة جهوداً للتوصل إلى وقف القتل والتدمير الذى يحدث فى غزة، فالضمير الإنسانى لا يمكن ان يقبل ان يترك الشعب الفلسطينى يواجه هذا المصير منفرداً، فالصمت عن هذه الانتهاكات الجسيمة جريمة وان الدفاع عن الباطل أو التذرع بعبارات سياسية لتبرير ما يجرى هو عار سيلاحق كل من تواطأ أو تقاعس عن وقفه.