
هكذا تطوب وتمجد السماء كل من يدعو إلى السلام ويسعى فى سبيله ويحرص عليه بالقول والفعل.
والمؤكد أن الكلمة التى ألقاها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال مشاركته فى القمة العربية – الإسلامية بالعاصمة القطرية الدوحة تأتى فى إطار إيمان حقيقى وراسخ من مصر وقيادتها بضرورة التمسك بالسلام القائم على العدل الحقيقي، خاصة أن مصر هى أول دولة عربية سلكت طريق السلام قبل نحو 48 عامًا، وعملت بكل صدق على إغلاق باب النزاعات المسلحة لمصلحة شعوب المنطقة.
>>>
ما قاله الرئيس السيسى خلال القمة العربية – الإسلامية يؤكد أننا أمام «رجل دولة» بكل معنى الكلمة، رجل صادق وصانع للسلام، زعيم ينطلق فى حديثه ورؤيته من إرث حضارى راسخ فى الوجدان المصري.
أهم ما جاء فى كلمة الرئيس أنه بعث برسائل واضحة للأطراف المعنية بشكل مباشر عما يحدث حاليًا فى المنطقة، حيث وجه الرئيس حديثه بشكل أساسى لكل من الداخل الإسرائيلى والمجتمع الدولى على حد سواء، محذرًا من خطورة مسلك حكومة اليمين المتطرف التى تقود إسرائيل حاليًا.
< وجه الرئيس رسالته الأولى بشكل واضح وقاطع للداخل الإسرائيلي، وقال فيها: إن ما يجرى حاليا يقوّض مستقبل السلام ويهدد أمنكم وأمن جميع شعوب المنطقة، ويضع العراقيل أمام أى فرص لأى اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقيات السلام القائمة مع دول المنطقة، وحينها ستكون العواقب وخيمة.
وحذر الرئيس بشكل قاطع وواضح لا يحتمل أى تأويل من عودة المنطقة إلى أجواء الصراع وضياع ما تحقق من جهود تاريخية لبناء السلام، ومكاسب تحققت من ورائه، وهو ثمن سندفعه جميعا بلا استثناء، فلا تسمحوا بأن تذهب جهود أسلافنا من أجل السلام سدي، ويكون الندم حينها بلا جدوي.
< أما الرسالة الثانية فقد وجهها الرئيس للمجتمع الدولى الذى مازال يقف صامتًا أو على الأقل لم يتخذ المواقف اللازمة لوقف مجزرة الإبادة الجماعية التى تشهدها الأراضى الفلسطينية حاليًا، حيث وجه الرئيس دعوة واضحة للمجتمع الدولى لتحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها، ووقف سياسة الإفلات من العقاب التى باتت سائدة فى الفترة الأخيرة.
>>>
الخطاب الرئاسى المصرى فى قمة الدوحة يمثل علامة فارقة فى لغة العرب، إذ أن الرهان الإسرائيلى على السلام المجانى مع العرب قد تهاوي، وتؤكد مصر أن السلام له استحقاقات يجب أن تلتزم بها كل أطرافه، وإلا فقدت المعاهدات والاتفاقيات الموقعة فى السابق جدوى وجودها.
>>>
خطاب الرئيس السيسى يصلح لأن يكون برنامج عمل تتبناه المجموعة العربية والإسلامية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التى تبدأ يوم 22 سبتمبر، وأن تستثمر هذه المجموعة حالة الزخم الدولى الحالى لفرض مزيد من الحصار والعزلة على الكيان الصهيونى الذى يهدد الأمن والسلم ليس فى المنطقة بل فى العالم بأسره، ويضع المصالح الأمريكية بالمنطقة فى منعطف طرق.
>>>
فى خضم ما يشهده العالم من تحديات هائلة تبقى مصر دائمًا وأبدًا «واحة» الأمن والسلام والاستقرار، بتلاحم أبنائها، وتحت راية قيادتها السياسية الحكيمة وما كان لهذا أن يتحقق لولا وجود إيمان حقيقى وراسخ لدى هذا الشعب العريق بقيمة الوطن وأهمية الحفاظ عليه.
حفــظ اللـه مصــر وشــعبها وقـائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى.