الإثنين, سبتمبر 22, 2025
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفي

جريدة الجمهورية

رئيس التحرير

أحمد أيوب

  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
جريدة الجمهورية
لا توجد نتائج
كل النتائج
الرئيسية ملفات

البريطانى مارك كورتيس يفضح حقيقة لندستان

أسرار الاستخدام البريطانى لـ «الجماعة الإرهابية»

بقلم محمد مسعد
21 سبتمبر، 2025
في ملفات
ارتياح بعد عودة الانتصارات
1
مشاهدات
شارك على فيسبوكواتس اب

اتفاقية «عهد الأمن».. ما وراء دعم إنجلترا للتنظيم الدولى للإخوان

IMG 20250921 WA0007 - جريدة الجمهورية

بريطانيا والإخوان.. التحالفات بينهما تظل سرية فى غالب الأمر، قد يدركها أو يلاحظها المجتمع العالمى أو بعض أفراده لكن لايتم الاطلاع عليها وإعلانها إلا من خلال وثائق الاستخبارات البريطانية نفسها والتى تدير الأمر.. ثم بعد الإفراج تنشر فى أحد المؤلفات كما فى هذا الكتاب الذى نحن بصدده.

مارك كورتيس، المؤرخ البريطانى والزميل السابق فى المعهد الملكى للشئون الدولية، قدم فى كتابه «شئون سرية: تآمر بريطانيا مع الإسلام المتطرف».. فحص شامل لوثائق الحكومة والاستخبارات البريطانية التى رفعت عنها السرية، يقدم كورتيس رواية مقلقة للسياسة الخارجية البريطانية التى زرعت واستغلت قوى الإسلاميين بشكل واعٍ لمصلحة إستراتيجية، انقلبت عليها بعواقب طويلة الأمد كارثية.. يحلل كورتيس علاقة بريطانيا مع الإسلام السياسى فى السياق الأوسع للإستراتيجيات الإمبريالية التى تم تطويرها خلال الحقبة الاستعمارية.. «فرق تسد»، والتى تتضمن التلاعب بالاختلافات الدينية والعرقية للحفاظ على الهيمنة البريطانية بأقل استثمار عسكري.. أصبحت هذه الإستراتيجية هى أساس السياسة البريطانية بشكل خاص مع ظهور الحركات القومية فى مصر، التى هددت المصالح الأمنية والاقتصادية والإستراتيجية البريطانية وشكلت الخطر الأكبر على الوليدة إسرائيل.

نشأت جماعة الإخوان من رحم استخبارات بريطانيا كأداة للإسلام السياسى وظلت الاتصالات بينهم منذ اللحظة الأولى لتأسيسها مقننة ومحدودة، حتى حدث أول اتصال مباشر بين المسئولين البريطانيين وجماعة الإخوان فى عام 1941، وبحلول عام 1942، كانت بريطانيا قد بدأت فى تمويل الجماعة بشكل مباشر ايضا.. وفى 18 مايو، عقد مسئولو السفارة البريطانية اجتماعًا مع رئيس الوزراء المصرى أمين عثمان باشا، حيث اتفقوا على أن الإعانات المالية لجماعة الإخوان سيتم «دفعها بأسلوب غير مباشر من قبل الحكومة» بمساعدة مالية من السفارة البريطانية.

عقب ذلك مباشرة تطور التنظيم الخاص للجماعة الإرهابية وبدأت تتوسع أنشطته بما يحقق أهداف الاستخبارات البريطانية، ففى وقت أرادت لندن إضعاف مصر من أجل تمرير الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي، ركزت الجماعة على اغتيال كبار الشخصيات المصرية، والدخول فى صراعات مع حزب الوفد وكل من يدعو للجلاء الإنجليزى عن مصر.

الإخوان فى صفوف العدو

تفضح الملفات البريطانية التى رفعت عنها السرية أن المسئولين البريطانيين كانوا يحاولون ترتيب لقاء مباشر مع الهضيبى فى ديسمبر 1951، وقد عقدت عدة اجتماعات مع أحد مستشاريه وتدل البيانات المستمدة من الملفات على أن قادة الإخوان كانوا مستعدين تماما للقاء مع البريطانيين سرا، رغم دعوتهم العلنية لشن هجمات عليهم. وبحلول ذلك الوقت كانت الحكومة البريطانية تعرض على الهضيبى رشاوى ضخمة لمنع الإخوان من ارتكاب مزيد من أعمال العنف ضد القصر الذى كانت تربطهم به مصالح متشعبة حسبما أوردت وزارة الخارجية.

ثم بعد نجاح ثورة يوليو وتحديدًا فى أوائل 1953، اجتمع سراً مسئولون بريطانيون مباشرة بالهضيبى لمعرفة موقف الإخوان تجاه المفاوضات الوشيكة بين بريطانيا والحكومة المصرية الجديدة بشأن جلاء القوات البريطانية من مصر.

كانت اتفاقية 1936توشك أن تنتهى بعد فترة وجيزة لكن بريطانيا لم تكن تريد ذلك وعملت على استمرار الاحتلال.. يذكر الكتاب ما قاله ريتشارد ميتشل المحلل الغربى الرئيسى لشئون الإخوان المصريين، عن أن دخول الجماعة فى هذه المفاوضات تم بطلب من البريطانيين وأثار صعوبات بالنسبة لمفاوضى الحكومة المصرية، بل إن الإخوان كانوا مع الجانب البريطانى كأداة للتأثير.

كان الهضيبى فى موافقته على إجراء المحادثات، يدعم هذه الفكرة ويضعف موقف الحكومة.. وأدانت حكومة عبدالناصر رئيس الوزراء آن ذاك هذه الاجتماعات بين البريطانيين والإخوان باعتبارها مفاوضات سرية من وراء ظهر الثورة واتهمت المسئولين البريطانيين صراحة بأنهم يتآمرون مع الإخوان كما اتهمت الهضيبى بأنه قبل شروطا معينة للجلاء البريطانى من مصر تغل أيدى مفاوضى الحكومة.

عبدالناصر.. وتحدى الوطنية

يكشف الكتاب وفقا لوثائق رفع عنها السرية من وزارة الخارجية البريطانية أنه فى أعقاب ثورة يوليو قدم الرئيس جمال عبدالناصر وجهة نظر مصرية على خلاف ما يجب أن يكون فى العقل الإنجليزى والذى ظل يتعامل مع مصر كأهم قاعدة له فى الشرق الأوسط، وقد ترآى للاستخبارات البريطانية ضرورة التخلص من عبدالناصر بعد قراره بالتزام مصر موقف الحياد «سياسة عدم الانحياز» بعدم مساندة لا الغرب ولا الاتحاد السوفيتي.

وفقاً لوثائق الخارجية البريطانية فهذه سياسة كانت تنبع من رغبة النظام الذى يريد أن يثبت أن مصر يمكن أن تقف موقف الند للند تجاه الدول الغربية أى العمل بصورة مستقلة عن السيد الاستعمارى وتحدى سياساته، بل وستصبح القاهرة هى المحرك الرئيسى لما وصفه مسئول فى وزارة الخارجية بأنه «فيروس القومية العربية» وساد الخوف لدى الساسة الإنجليز من أن يلهم هذا النظام الحركات القومية بالإطاحة بالملكيات التى تساندها بريطانيا فى أماكن أخرى وأن يوحد العرب.

ثم بعد ذلك بأشهر وصف مسئولو الخارجية البريطانية جوهر المشكلة بأن عبدالناصر التزم بتوحيد العالم العربى والتخلص من الإمبريالية الأجنبية.. بما يدمر أهداف المخططين البريطانيين، حيث إنهم كانوا قد أنشأوا عقب الحرب العالمية الأولي، سلسلة من الدول المنفصلة فى المنطقة لتظل «متفرقة» وتحت السيطرة الغربية الشاملة.. وفقاً لاتفاقية سايكس-بيكو.

رداً على التحديات التى أثارها عبدالناصر، سعى تشرشل إلى التخلص منه قبل اللجوء إلى الحرب الصريحة مع مصر فى 1956، قامت بريطانيا بمناورات مع الإخوان وبتنسيق لقاءات متعددة معهم من أجل التدبير لحادث المنشية 1954.

IMG 20250921 WA0008 - جريدة الجمهورية

الهدف الأول

بعد فشل حادث المنشية فتحت بريطانيا أذرعها لكبار قادة الإخوان، وسهلت لهم أيضاًً التنقل فى أوروبا وإنشاء نواة التنظيم الدولى لهم، أما القيادات العادية ومن لم يقبض عليهم من الإخوان ظلوا على نشاطهم ويوضح الكتاب أن المسئولين البريطانيين كانوا يرصدون بانتباه أنشطة الإخوان المعادية للنظام، ويعترفون بأنها قادرة على أن تشكل تحدياً جاداً لعبدالناصر.

يذكر كورتيس وجود أدلة على أن البريطانيين أجروا اتصالات مع التنظيم فى أواخر 1955، عندما زار بعض الإخوان الملك فاروق الذى كان حينذاك فى إيطاليا، لبحث التعاون ضد عبدالناصر.. وتم التنسيق الاستخباراتى مع  عدد من الدول فى المنطقة لتحقيق ذلك الهدف.

فى أغسطس 1956، اكتشفت السلطات المصرية حلقة تجسس بريطانية فى البلاد وألقت القبض على أربعة من رعايا بريطانيا، منهم «جيمس سوينبرن» وكان يعمل مدير أعمال فى وكالة الأنباء العربية، وهى واجهة لهيئة المخابرات المركزية فى القاهرة.. وكما تكشف وثائق رفع عنها السرية، أنهما كانا على اتصال بعناصر طلابية من الإخوان لجمع المعلومات والتشجيع على أعمال الشغب التى يقوم بها شباب الجماعة والتى يمكن أن توفر مسوغا للتدخل العسكرى لحماية أرواح الأوروبيين.

استمر التنسيق البريطانى الإخوانى إبان العدوان الثلاثي، ثم بعدما فشل، كت تريفور إيفانز، وهو المسئول الذى قاد الاتصالات البريطانية مع الإخوان قبل أربع سنوات، فى مطلع 1957يوصى بأن «اختفاء نظام عبدالناصر … يجب أن يكون هدفنا الأول».. وعلى هذا الأساس ظلت خلايا الإخوان أكثر نشاطاً ضد عبدالناصر فى الداخل والخارج على حد سواء، خاصة فى الأردن حيث كان يتم شن حملة دعاية ضارية ضده.

الدعم ثلاثى الأبعاد

يوثق كورتيس كيف كان الدعم البريطانى لجماعة الإخوان شاملا لترتيبات مالية وتبادلات استخباراتية وشرعية سياسية» حيث كان الدعم المالى المباشر من بريطانيا كدولة احتلال للإخوان منذ عام 1942، حيث كان المسئولون البريطانيون يقدمون إعانات للجماعة بالتنسيق مع الحكومة المصرية.. ثم استمر هذا الدعم المالى بأشكال مختلفة عبر سياقات متعددة بعد ذلك فى كل محطات الجماعة، وقد نظر إليه المسئولون البريطانيون كوسيلة عملية للتأثير على أنشطة المنظمة وتوجهها.

امتد البعد المالى إلى المدفوعات المباشرة ليشمل الشراكات الاقتصادية ومبيعات الأسلحة للأنظمة التى تدعم الحركات الإسلامية.. يؤكد الكتاب أن بريطانيا فشلت فى نشر الفكر المتطرف فى مصر كما كان مخططاً له لكنها حافظت على تحالفات إستراتيجية مع دول رئيسية تروج للإسلام المتطرف فى المنطقة وأصبحت تقدم لها مبيعات أسلحة ضخمة وشراكات اقتصادية.

ربما كانت أهم شكل من أشكال الدعم البريطانى كما يذكر الكتاب هو تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق.. يكشف كورتيس كيف أقامت وكالات المخابرات البريطانية علاقات مع شخصيات الإخوان المسلمين، وتبادلت المعلومات ونظمت الأنشطة ضد الأعداء المشتركين فى مصر وهم «القومية وعبدالناصر».. تضمن هذا التعاون مشاركة المعلومات الاستخباراتية حول الحركات اليسارية والقومية، وامتد ذلك حتى بعد خروج عدد كبير من قيادات الجماعة 1954، واعتمدت بريطانيا على هذا التنسيق فى حرب 1956.

يذكر الكتاب بالتفصيل كيف تبنت المخابرات البريطانية نهجًا عمليًا لهذه العلاقات، وكانت تقدم لأفراد الصف الثانى من الجماعة على أنها حماية من المخاوف على الإسلام من عبدالناصر، وأنها وعود لهم نحو تمكين الإخوان من الحكم لو انتصرت بريطانيا فى العدوان.

ما هو أكثر من التعاون المالى والاستخباراتي، ان بريطانيا قدمت دعمًا سياسيًا وشرعية لجماعة الإخوان فى سياقات مختلفة.. وشمل ذلك الدعوة لإدراجهم فى العمليات السياسية، ودعم أنشطتهم كقوى مضادة للحركات اليسارية، وأحيانًا التنسيق معهم مباشرة، إضافة إلى أن إتاحة وجودهم فى لندن كمقر للتنظيم الدولى أعطاهم شرعية كبيرة لاختراق المجتمعات الغربية إلى جانب التسهيلات اللوجستية بعد حصول عدد ضخم منهم على الجنسية.

لندستان

لندن فى التسعينيات أصبحت أبرز مراكز العالم بالنسبة لجماعة الإخوان وجميع الجماعات المتطرفة التى خرجت من عباءتها، على غرار الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية والجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وجماعة الجهاد فى مصر والقاعدة نفسها من خلال مكتبها المعروف بـ»لجنة الشورى والإصلاح» وكانت كلها قد أنشأت قواعد فى لندن، أما الإخوان فقد اتخذت لندن قاعدة للتنظيم الدولى فى أعقاب حادث المنشية مباشرة لتمثل مركز الاشعاع للفكر المتطرف فى أوروبا، وعلى نفس المنوال كانت «القاعدة» تعتبر لندن المركز العصبي لعملياتها فى الغرب، وكان كثيرون من معاونى بن لادن الرئيسيين يعملون من هناك.. وتم جمع تمويل التنظيم بالملايين فى بريطانيا لدعم قضايا الإرهاب وتجنيد المجاهدين للقتال فى شتى أنحاء العالم، من أفغانستان لليمن.

يوضح كورتيس أن ازدياد دعم بريطانيا للجماعة المتطرفة هو امتداد للسياسة ذاتها التى بدأت منذ نشأتها باعتبارها أداة لتحقيق أهداف مخططات السياسة الخارجية، وقد تطلب ذلك تقديم كل أوجه الدعم والحماية لهم فى الداخل البريطاني، يذكر الكتاب فى تقديم الدعم واقعة فى غاية الأهمية حيث ذهب قادة الجالية الإسلامية إلى الشرطة سبع مرات للشكوى من التطرف الذى يمارس فى مسجد «فنسبري» حينما كان أبى حمزة الإمام فيه، والشرطة هى التى قررت عدم اتخاذ أى إجراء على الرغم من هذه الشكاوي.

عهد الأمان

يكشف الكتاب أن دعم الإخوان داخل بريطانيا نفسها لم يكن أمراً متروكاً للصدفة بل تم إبرام ما سمى بـ«عهد الأمن» بين المتأسلمين المتطرفين فى بريطانيا والشرطة، لتصبح هذه هى السمة الأساسية للندنستان.. وبحسب الكتاب فقد وصف كريسبن بلاك، وهو محلل سابق لمعلومات المخابرات فى رئاسة مجلس الوزراء البريطاني، هذا العهد باعتباره وثيقة توفير الملجأ والرفاهية للمتطرفين المتأسلمين والمركز المؤمن لهم للممارسة أى نشاط على شرط أنهم لن يهاجمونا وقال ضابط فى الفرع الخاص للاستخبارات البريطانية إنه كانت هناك صفقة فقد أخبرناهم أنكم إن لم تسببوا لنا أى مشاكل، فإننا لن نتعرض لك بأى تضييق.

تاكيدًا لذلك يذكر كورتيس ما قاله خالد الفواز رئيس مكتب بن لادن فى لندن فى منتصف التسعينيات، لريشار لابفييه الصحفى السويسرى أبريل 1998، بأن «لندن هى المقر الرئيسى للتنظيم فالسلطات متسامحة للغاية، مادام لا يتدخل المرء فى مسائل السياسة الداخلية».

فى أغسطس العام نفسه وصف عمر بكري الذى كان قد أقام منظمة «المهاجرون» المتشددة، كيف أنه يعمل فى لندن بمقتضى عهد للسلام الذى أبرمه مع الحكومة البريطانية عندما حصل على اللجوء السياسي، وقال بعد ذلك بثمانية أشهر فى حوار آخر إن «الحكومة البريطانية تعرف من نحن، لقد استجوبنا جهاز المخابرات الداخلية مرات كثيرة، وأعتقد أن لدينا الآن شيئا يسمى الحصانة العامة».

هذا العهد لا يمكن تفسيره إلا باعتباره ضوءاً أخضر للجماعة المتطرفة لكى تضطلع بأنشطة إرهابية كيفما شاءت طالما هى فى إطار رؤية المملكة المتحدة.

الإبداع

البريطانى مارك كورتيس أشار لفكرة «الإبداع» فى حرب بريطانيا ضد مصر ومساعيها فى السيطرة على الشرق الأوسط بشكل خاص وتحقيق مصالحها بشكل عام، فعندما قدم بلفور وعده بإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين 1917، كان الداخل المصرى يشكل حالة ردع للمفهوم لأن الدولة مستقرة لحد كبير والشعب بطبيعته رافض الفكرة اليهودية، وبالتالى جاءت المدخل البريطانى فى توظيف الإسلام السياسى بحيث لا يشكل أحد فى تحالف الإسلام مع بريطانيا، أو تحالف جماعة إسلامية مع اليهود.

تنظر المجتمعات الشرق أوسطية والدول الإسلامية لأى شيء يحمل اسم «الإسلام» على أنه مصدر النصر وبداية الاجماع، لكن الإبداع البريطانى وظف الإسلام السياسى كمدخل لإستراتيجية «فرق تسد» بحيث يتم خلق الإخوان لتفكيك المجتمع المصري، ويتم زرعهم فى الدول العربية بحيث تدخل فى صدام مع مصر التى تنادى بمبادئ القومية فيتفكك المجتمع العربي، لا يقتصر الأمر على هذا بل فى إيران يتم توظيف الإسلام السياسى بثوبه الشيعى من خلال حركة آية الله خامنئى فى مواجهة محمد مصدق، ليتفتت الداخل الإيرانى فترة كبيرة من الزمان ويدخل فى صدام هو الآخر مع سائر المشرق العربى من منطلق «السنة والشيعة».

أيضاً ظلت الاستخبارات البريطانية كما يصف كورتيس تبحث بدقة عن أساليب مختلفة فى توظيف الإخوان داخل كل مكان تريد تفكيكه بحيث لا يمكن توقع السيناريو مرة أخري، وهو أمر لابد على المصريين الانتباه له فكما تفاجأنا من كيفية تسرب الإخوان للمجتمع فى الأربعينيات تفاجأنا أيضاً من كيفية ذلك فى السبعينيات وفى الطريقة المستخدمة فى التسعينيات وأوائل الألفينيات، كل هذا يتم كما يكشف كورتيس بتوجيهات استخباراتية لذلك تكون دائماً الطرق محكمة وقادرة على النفاذ إلى الناس وخداعهم.

كان أخطر أساليب الخداع الغربى باسم الدين، هى أحداث ١١ سبتمبر فبحسب الكتاب هى التى وفرت لبريطانيا وأمريكا، تحقيقاً سحرياً  لكل أحلامهم لشأن تدمير دول العالم الإسلامي، فقد أوعزت للقاعدة أن تهاجم كى يكون الهجوم على الدول فى سياج البحث عنها واللافت ان الإخوان لم يمسهم سوء رغم علم كافة أجهزة الاستخباراتية أن القاعدة  من رحمهم.

الآن يتم استخدام الخداع البريطانى بأدوات الإخوان عن طريق لغة العصر واستخدام كل ما يمكن استخدامه، لذلك تنشط الصفحات على فيسبوك وتويترفى تزييف الحقائق، وتنتشر قنوات التلجرام التى تستقطب من هم دون 18 سنة إلى التنظيمات الإرهابية، وكذلك تتغير كيفية تجنيد الشباب كجواسيس عن طريق فرص عمل وهمية لمنصات إعلامية دولية وبمرتبات خيالية تحت مسمى مراسل صحفي، وهذا مايمكن ملاحظته ورصده لكن بالضرورة فى 2075 ستكون هناك تسريبات استخباراتية بريطانية جديدة تكشف ما يخفى اليوم.. وما خفى بالضرورة أخطر بكثير.

عولمة الإرهاب

لا يكتفى الكتاب بعرض الأحداث كما تكشفها الوثائق السرية والتسريبات بل يحاول أيضاًً أن يفسّر نتائج هذا التاريخ على بريطانيا نفسها.. يصف كورتيس أن هذه السياسات كانت قصيرة النظر، فالاعتماد على الإخوان وإعطائهم مساحة النفاذ إلى الداخل البريطانى بعد رفض مصر لهم ثم ما تبع ذلك من دعم متتال، أدى بعد سنوات قليلة فى صالح ظهور شبكات عنف وإرهاب ضيقة ومتوسعة فى أوروبا كلها، بل وأن بعض تلك الممارسات ساهمت فى إنتاج تهديدات للسلم الاجتماعى سواء عبر انتقال العنف أو عبر شبكات مهاجرين وأجيال لاحقة تربط جذور التطرف إلى وقائع الدعم الخارجى الماضية.

الأمر لم يقتصر على الداخل البريطاني، بل إن دعم بريطانيا للجماعة أدى إلى إنشاء ما عرف بـ»عولمة الإرهاب»، فالتسلسل الزمنى للدعم الهجمات المسلحة للإخوان وإتاحة لندن للمخازن الأسلحة «تحت الطلب» أمامهم، ثم تدريبهم سواء داخل الشرق الأوسط كما حدث أثناء حادث المنشية أو فى أعقاب أيلول الأسود فى الأردن ثم بعد ذلك فى أفغانستان جعل الإرهابيين الذين ارتكنوا إلى خبرتهم فى الحرب فى أفغانستان فى الثمانينيات وتدربوا فى المعسكرات الأفغانية والباكستانية، قد عادوا لبلادهم المحاربة حكوماتهم، محاولين تكرار نجاحهم فى مواجهة السوفيت.

بحسب الكتاب جاء مطلع التسعينيات بالإرهاب الإخوانى لكل من الولايات المتحدة وأوروبا للمرة الأولي، مع تفجير مركز التجارة العالمى فى نيويورك فى 1993 والهجمات الأولى فى أوروبا الغربية، وتفجيرات 1995 فى مترو باريس. وعانت السعودية هى أيضاً من أول هجمات إرهابية كبيرة تتعرض لها فى نوفمبر 1995 عندما فجرت عربة نقل بضائع مفخخة مكتبا يئوى بعثة عسكرية أمريكية كانت تدرب الحرس الوطنى وفى يونيو 1996 عندما أصاب تفجير شاحنة مفخخة ناطحات سحاب الخبر التى كانت تئوى عاملين بالقوات الجوية الأمريكية، وقتلت 20 شخصاً.. كما أثر الإرهاب فى بلدان كثيرة أخري. فقد ابتليت الجزائر بحرب أهلية وحشية بين الحكومة والقوى المتأسلمة أزهقت أرواح 100 ألف شخص بعد نشوبها فى 1992.. وصولاً إلى تفجيرات 2005 داخل لندن.

وبالقياس على ذلك فإن الدعم البريطانى المقدم الآن للإخوان وتوظيف عناصرهم لمهاجمة الدولة المصرية فى رفضها لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية، ستكون عواقبه الوخيمة عليهم أولاً ثم سائر أوروبا، والغرب.

متعلق مقالات

ارتياح بعد عودة الانتصارات
ملفات

الثوابت المصرية.. ورسائل الخطاب متعدد المستويات

21 سبتمبر، 2025
الرعاية المركزة والحضانات.. «لا أزمة بعد اليوم»
ملفات

الرعاية المركزة والحضانات.. «لا أزمة بعد اليوم»

19 سبتمبر، 2025
الجماعة الإرهابية محطات من  الإجرام فى حق الوطن
ملفات

الجماعة الإرهابية محطات من  الإجرام فى حق الوطن

18 سبتمبر، 2025
المقالة التالية
ارتياح بعد عودة الانتصارات

تعاون أمنى مصرى - عربى أورومتوسطى

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ملحق الجمهورية التعليمي

الأكثر قراءة

  • برج الثور الرجل

    كل ما عليك معرفته عن برج الثور الرجل

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • خبرة تمتد لسنوات.. تعيين المستشار شادي الملاح بالمكتب الفني للقضاء الإداري

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • سباق الإعلانات الجامعية.. بين الإبهار البصرى وضرورة حوكمة المحتوى

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • إطلاق عقار الفينوكسلاب في مصر.. تقدم جديد في علاج مرض الكلى المزمن المرتبط بمرض السكري

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
لوجو جريدة الجمهورية
صحيفة قومية أنشأتها ثورة 23 يوليو عام 1952, صدر العدد الأول منها في 7 ديسمبر 1953م, وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو أول مدير عام لها, ثم تعاقب على رئاسة تحريرها العديد من الصحفيين ويتولي هذا المنصب حالياً الكاتب الصحفي أحمد أيوب.

تصنيفات

  • أجراس الأحد
  • أخبار مصر
  • أهـلًا رمضـان
  • أهم الأخبار
  • إقتصاد و بنوك
  • الجمهورية أوتو
  • الجمهورية معاك
  • الدين للحياة
  • العـدد الورقـي
  • برلمان و أحزاب
  • تكنولوجيا
  • حلـوة يا بلـدى
  • حوادث و قضايا
  • رياضة
  • سـت الستـات
  • شهر الفرحة
  • عاجل
  • عالم واحد
  • عالمية
  • عرب و عالم
  • عقارات
  • فن و ثقافة
  • متابعات
  • مجتمـع «الجمهورية»
  • محافظات
  • محلية
  • مدارس و جامعات
  • مع الجماهير
  • مقال رئيس التحرير
  • مقالات
  • ملفات
  • منوعات
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©

لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
إتصل بنا

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©