عرفت الخطيب منذ كان لاعبا ملء السمع والبصر ،وكنت فى سن السادسة عشرة عندما بدأت العمل الإعلامى بجريدة الجمهورية صحفيًا تحت التمرين قبل أن ابدأ حتى دراستى الجامعية، ولن أنسى موقفه منى عندما كنت أغطى مباراة الاهلى ومستقبل المرسى التونسى فى كأس الكئوس الأفريقية عام 1984 ، حين خرج متأثرا بإصابة عضلية فى مباراة سجل فيها أحد أهدافه التاريخية بتسديدة مباشرة ما زالت فى اذهان وعقول المشجعين، ووقتها طلبت من الخطيب تصريحا بسيطا عن المباراة وهدفه التاريخى وهو يجرى تدليكا لعضلاته فطلب منى الانتظار لحين انتهاء الجلسة، فغادرت المكان وابتعدت وعندئذ شعر النجم الكبير انه احرج شابًا صغيرًا يبدأ مشواره الإعلامى فنادانى وسألنى عن اسمى ثم بدأ تصريحاته دون أن يعرفني، ومن بعدها توطدت علاقتى به طوال مشواره كلاعب حتى الاعتزال ثم طلبنى لإعداد برنامج قدمه وقتها عن كأس العالم عام 1998.
المهم اننى وجدت فى الخطيب إنسانًا بكل معنى الكلمة وشخصًا يتخذ القرارات بعد تمهل وتفكير عميقين ودائما تأتى قراراته موفقة مثل كل قراراته كمهاجم أمام المرمي، ومثلما كان قراره بمغادرة الملاعب فى توقيت نموذجي، ولكنى لم اتفق كليًا مع قراره الأخير باعتزال العمل الإدارى وترك الساحة والمركب فى عرض البحر.
اعلم تمامًا كم الضغوط الموقعة عليه من كل جانب وبعضها لن اذكره الآن، ولكن شخصية بحجم الخطيب لاعبًا واداريًا كان يجب أن يختار الوقت المناسب بعد أن يتم اعداد كادر جديد يحمل الراية ويسير على نفس المسار الذى تعلمه منذ كان عضوًا فى مجلس صالح سليم ثم امينًا للصندوق ونائبًا للمجلس فى عصر حسن حمدى ثم وهو يقود السفينة كرئيس.
والحقيقة أن تلك السلبية كانت الأكبر للخطيب طوال مشواره الإدارى بالاهلى لان فترة السنوات الثمانى التى قضاها بالمجلس كانت كافية جدا لإعداد الرئيس القادم ولكنه لم يفعل ذلك باهتمام .
السلبية الثانية انه اعتمد على أهل الثقة اكثر من اهل الخبرة فى الكثير من المناصب الإدارية وهى صفة للأسف سلبية فى الكثير من مراكز صنع القرار فى الرياضة ، وهو الأمر الذى جعله ينفرد باتخاذ بعض القرارات بشكل فردي.
المهم فى تلك القضية هى عودة الخطيب مرة أخرى لعجلة القيادة فى الانتخابات القادمة من خلال مجموعة تملك خبرات طويلة وتستطيع السير على مباديء الاهلى التى تربى عليها كل رؤساء الاهلى تاريخيا وآخرهم الخطيب.
وعلى الخطيب أن يقضى الدورة القادمة على رأس المجلس خصيصا لهذه المهمة وبخاصة أن الكل يعرف ان هناك بعض المتربصين الذين ينتظرون مغادرة الخطيب ، أطال الله فى عمره ، حتى يستفيدوا من النادى واسمه اكثر مما سيفيدون.