أكد السفير محمد سفيان براح، سفير الجزائر بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن العاصمة الجزائرية احتضنت النسخة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية (IATF 2025) تحت شعار “بوابة نحو فرص جديدة”، في الفترة من 4 إلى 10 سبتمبر.
وأوضح السفير في تصريحات صحفية أن الحدث عكس التوجه القاري نحو تعزيز التكامل الاقتصادي، بحضور قادة وممثلين رفيعي المستوى من دول شقيقة وصديقة، إلى جانب أكثر من 40 وزيرًا وعدد من الشخصيات الإفريقية البارزة، ما منح المؤتمر زخمًا دبلوماسيًا واقتصاديًا استثنائيًا.
مبادرات استراتيجية وأرقام قياسية
- مبادرات رئاسية:
- أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في كلمته الافتتاحية التزام بلاده بدعم التنمية في إفريقيا، معلنًا عن إنشاء صندوق لدعم المؤسسات الناشئة والمبتكرين الشباب.
- كشف عن مبادرة استراتيجية لفتح الموانئ الجزائرية أمام الدول الإفريقية غير الساحلية (مالي، النيجر، تشاد)، لتمكينها من التصدير والاستيراد عبر الجزائر، وهو ما يمثل نقلة نوعية تفتح لهذه البلدان منافذ جديدة نحو أوروبا والعالم. سترافق هذه المبادرة مشاريع كبرى مثل مد خطوط سكك حديدية وشبكة نقل جوي.
- أرقام قياسية:
- شارك في المعرض 2148 عارضًا من 70 دولة، وهو رقم تجاوز التوقعات.
- استقطب 112,476 زائرًا (60,650 حضوريًا و51,826 عن بُعد)، متجاوزًا تقديرات المنظمين بأكثر من الضعف.
- حققت النسخة الرابعة عقودًا استثمارية بقيمة 48.3 مليار دولار، كانت حصة الجزائر منها 23 مليار دولار.
الفعاليات والمشاركة المصرية
- تنوع الفعاليات:
- تضمن المؤتمر منتدى التجارة والاستثمار في إفريقيا، وعدة جلسات حوارية حول دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومكانة المرأة في التجارة.
- استضاف المعرض فعاليات متنوعة، منها: الصالون الإفريقي للسيارات، والملتقى الإفريقي للإبداع (CANEX)، بالإضافة إلى لقاءات الأعمال الثنائية (B2B).
- عُقدت مائدتان مستديرتان حول منطقة التجارة الحرة القارية (ZLECAf) وصناعة السيارات، بالإضافة إلى لقاء رفيع المستوى حول العلاقات الإفريقية-الأمريكية.
- الدور المصري:
- برزت المشاركة المصرية في واجهة الحدث، مؤكدة موقع القاهرة كجسر استراتيجي يربط شمال القارة بعمقها الإفريقي.
- استقطب الجناح المصري آلاف الزوار، مما يعكس ثقة الأسواق الإفريقية بالمنتج المصري.
- كانت استثمارات شركة السويدي إليكتريك في الجزائر بقيمة 2.5 مليار دولار إحدى أبرز ثمار المعرض، لإنشاء مشاريع استراتيجية في مجالات الطاقة والبنية التحتية.
رؤى استراتيجية للمستقبل الإفريقي
أكد وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، أن نتائج المعرض تتجاوز الأرقام، إذ تؤكد أن إفريقيا استعادت زمام المبادرة وأصبحت قادرة على صياغة مساراتها التنموية. وشدد على أن القارة تشهد دينامية متنامية في التجارة والاستثمار، وأن مستقبلها مرهون بقدراتها الداخلية.
وفي هذا السياق، أوضح أن إفريقيا تقف أمام منعطف تاريخي لا يجوز تفويته، فبعد أن حُرمت من موقعها في الثورة الصناعية ولم تستفد بشكل كافٍ من الثورة المعلوماتية، يجب عليها الآن مواكبة التحولات التكنولوجية العميقة التي يشهدها العالم في مجالات الرقمنة والروبوتية والطاقات المتجددة، لكي لا تبقى على هامش الاقتصاد العالمي.