لا أزعم أننى فقيه فى الدين.. ولا باحث فى علوم التفسير.. ولاأحبذا على الإطلاق الجدل حول فرعيات وهوامش.. قد يكون ضررها.. أكثر من نفعها.. ولكن فى ذات الوقت أميل إلى اعمال العقل والاجتهاد فيما اجتهد فيه الأوائل.. دون الاقتراب من الاصول والثوابت.. والنصوص التى لا تعرف المواربة.. ولا تقبل القسمة على اثنين.. لكن هناك الكثير من الآراء الفقهيه التى يمكن الاجتهاد فيها بما يتوافق وتطورات العصر.. والامثله عديدة.. لكن توقفت كثيراً أمام ما ذهب إليه عالم أزهزى بأن المسلمين يصلون الفجر قبل وقته بساعة ونصف وأن صلاة الفجر التى يؤديها كل المسلمين قبل ضوء النهار هى صلاة باطلة.. وأن القرآن قالها صريحة وحددها بفجر اليوم الجديد مع ضوء النهار بآيات صريحة واضحة كما ورد فى سورة هود «وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفاً من الليل» (114) فالمقصود بطرفى النهار صلاة الصبح أو الفجر وصلاة المغرب أى الفجر أو الصبح أول النهار.. والمغرب آخر النهار.. وقوله زلفاً من الليل هى صلاة العشاء.. ثم تكلم عن صلاة الظهر والعصر بقوله تعالى فى سورة البقرة «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين» (238) فالظهر والعصر هى الصلاة الوسطى ثم أكد فى آية اخرى أن صلاة وأذان، الصبح أو الفجر تكون إمساكاً عن الطعام مع ضوء النهار لتكون بداية صوم يوم جديد بقول:» ولكوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل» (البقرة 187) والآية غاية فى الوضوح تقول أن ظهور الخيط الأبيض من ضوء النهار هو من الفجر.. ويضيف إن الفقهاء والمشايخ منذ حوالى 480 عاماً قرروا أن الفجر هو الثلث الأخير من الليل دون سند من القرآن أو الأحاديث الصحيحة.. واستندوا لروايات أو رأى لغوى بشرى مغاير للحقيقة.. فصار المسلمون خلفهم دون وعى أو تفكير واصبحت صلاة الفجر قبل ظهور ضوء النهار بساعة ونصف على الأقل أى فى غير وقتها..كما أن سيدنا بلال لم يكن يملك ساعة لكن كان يذهب ليؤذن الفجر عند رؤيته لضوء النهار كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قالها صريحة إن وقت صلاة الصبح من طلوع الفجر مالم تطلع الشمس رواه مسلم أى أن صلاة الصبح هى صلاة الفجر.
وقال إن صلاة الفجر التى يؤديها كل المسلمين قبل ضوء النهار هى صلاة باطلة.
>>>
قطعاً.. لا أحد ضد البحث وإعمال العقل.. وتسخير العالم لعلمه لصالح البلاد والعباد وخير الأمة.. لكن ما الداعى لإثارة هذه المسألة والحديث عنها والجزم بأن صلاة كل المسلمين للفجر باطلة منذ 480 عاماً.. وهل وصلت أمة الاسلام إلى المثالية فى كل شئون الدين والدنيا.. ولم يبق إلا مسألة صلاة الفجر فى آخر الليل ومع بزوغ نهار الفجر وأول شعاع ضوء.. وهل وصلنا إلى درجة التقوى فى أداء الأمانة والرسالة فى مساجدنا وشوارعنا ومدارسنا ومنازلنا ونحو بعضنا مع جيراننا.. وتقدمنا المذهل وصرنا فى مقدمة الأمم علماً وعملاً صناعة واقتصاداً.. ولم يبق لنا إلا الامتثال للتفسير العلمى والدينى الدقيق لصلاة الفجر.. وأليس من الأجدى والأجدر أن نحارب الرشوة والكذب والفسق.. وإهمال الموظف فى اداء وظيفته والمدرس فى اداء رسالته والطبيب فى اداء مهمته.. وتقويم سلوك ابنائنا وبناتنا.. والمحافظة على نظافة مرافقنا وشوارعنا واعمالنا.. أليس من الافضل أن نحث شبابنا على السلوك القويم والاخلاص فى العمل بدلاً من انحرافات الشباب وانتشار الجريمة والبلطجية وتعاطى المخدرات والادمان.. هل انتهينا من معالجة كل قضايا شبابنا.. ولم يبق إلا اداء صلاة الفجر آخر الليل أو مع بزوغ نهار الفجر.. أليس من الأجدى أن نبحث لماذا صارت أمة الإسلام فى ذيل الأمم.. ولماذا وصل الآخرون القمر بينما نتعثر نحن فى الحفر.
>>>
كنت أتمنى أن يكون اهتمامنا بقضايا مجتمعنا.. والسعى للوصول إلى أمانة الرسالة.. وصدق القول والعمل.. وغرس قيم العلم والعمل.. والمعاملة الحسنة.. والأخلاق الكريمة.. بدلاً من الانزلاق فى المسائل الجدلية والهوامش التى قد يكون ضرر تناولها اكثر من نفعها.
>>>
وفى النهاية.. يبقى السؤال لعلماء الأزهر.. ما قولهم فيما ذهب فضيلة العالم.









