لأول مرة تحتضن مدينة بورسعيد مهرجانًا سينمائيًا دوليًا، لتكتب صفحة جديدة في تاريخها الثقافي والفني. فكرة ولدت من حلم راود عشاق السينما على ضفاف القناة، تحولت اليوم إلى حقيقة باسم مهرجان بورسعيد الدولي للسينما. حلم بدأ بمبادرة من الناقد السينمائي أحمد عسر، وتحقق بتكاتف الفنانين والمثقفين وأبناء بورسعيد، وبدعم وزارة الثقافة، ليضع المدينة على خريطة المهرجانات السينمائية، ويفتح أمامها أبوابًا جديدة للإبداع.
وفي هذا الحوار، يكشف الناقد السينمائي أحمد عسر، رئيس المهرجان بورسعيد السينمائىالدولى، عن تفاصيل الحلم الذي تحول إلى واقع، وعن التحديات والطموحات التي ترافق انطلاق الدورة الأولى لمهرجان بورسعيد الدولي للسينما.
بداية.. ما أصعب المواقف التي واجهتك حتى يخرج الحلم إلى النور؟
واجهتنا صعوبات متعددة، أبرزها إقناع الناس بإمكانية وجود مهرجان سينمائي في بورسعيد، خاصة أنها مدينة لم تعرف هذا النوع من الفعاليات من قبل. لكن بفضل تضافر جهود الجميع، من إدارة المهرجان وصناع السينما والمثقفين، ودعم وزارة الثقافة، أصبح الحلم حقيقة. واليوم نستعد لانطلاق الدورة الأولى التي تحمل اسم الفنان الراحل محمود ياسين بصورة تليق بالمدينة.
لماذا اخترتم اسم محمود ياسين ليكون عنوان الدورة الأولى؟
محمود ياسين قيمة كبيرة في تاريخ السينما المصرية، وهو ابن بورسعيد الذي لم يتوقف عن التعبير عن اعتزازه بمدينته. إطلاق اسمه على الدورة الأولى أقل ما يمكن أن نقدمه له وفاءً وتقديرًا.
وهل خُصصت فعاليات باسمه؟
نعم. سيصدر كتاب يوثق مشواره الفني، يتضمن صورًا ووثائق أرشيفية نادرة يكشف عنها لأول مرة المؤرخ البورسعيدي محمد شوقي. كما أعددنا برومو وندوة خاصة يحضرها أفراد أسرته بالكامل.
ماذا ينتظر الجمهور من مفاجآت المهرجان؟
المهرجان نفسه حدث جديد على بورسعيد. نقدم برنامجًا متنوعًا يضم ندوات، ورشًا في التمثيل والإخراج والسيناريو، ماستر كلاس، وعروض أفلام من 34 دولة. الأهم بالنسبة لنا أن يستفيد الجمهور، وخاصة الشباب، من هذه التجربة الثقافية والسينمائية.
و ما قصة البوستر والشعار؟
سينما تضيء ” هو شعار بوستر المهرجان وصممه الفنان محمد فطين، يتصدره فنار بورسعيد الشهير في إشارة رمزية إلى أن المهرجان يسعى ليكون منارة جديدة للثقافة والفن، تضيء سماء المدينة وتفتح آفاقًا للإبداع.
تونس ضيف شرف الدورة الأولى.. كيف ينعكس ذلك؟
سيتم تكريم الفنانة درة والمخرج مختار العجيمي، كما تشارك الممثلة سناء يوسف في لجنة التحكيم. كذلك تُعرض مجموعة من الأفلام التونسية ليتعرف الجمهور على التجارب السينمائية التونسية المتميزة. حضور تونس إضافة مهمة تعكس عمق الروابط الثقافية بين البلدين.
ما هي معايير اختيار الأفلام؟
ركزنا على عنصرين: قوة الطرح ومدى ملاءمته لقيم مجتمعنا، والجانب الإنساني والاحترافية البصرية. استقبلنا نحو 4000 فيلم من مختلف أنحاء العالم، وبعد مشاهدة دقيقة وقع الاختيار على 82 فيلمًا: 9 روائية طويلة، 45 قصيرة، و28 من أفلام الطلبة. بجانب المسابقات الرسمية، يقدم قسم البانوراما أفلامًا عالمية حازت جوائز كبرى، إضافة إلى 3 أفلام مصرية بحضور صناعها.
ما أبرز العقبات التي تخطيتموها؟
العقبة الأولى كانت إقناع الجميع أننا نصنع مهرجانًا بمعايير تضاهي المهرجانات الكبرى. هنا لعب محافظ بورسعيد دورًا مهمًا بدعمه للفكرة، بل وطلب تأجيل الموعد لإتاحة وقت كافٍ للتنظيم، وهو ما ساعدنا على الخروج بدورة تليق بالمدينة.
أين ستقام العروض؟
العروض الرئيسية ستكون بالمركز الثقافي، إلى جانب قاعتين حديثتين ملحقتين به، وكذلك مكتبة مصر العامة.
هل سيقام المهرجان سنويًا؟
بالتأكيد. نحن نضع اللبنة الأولى، ونسعى أن يصبح المهرجان من أبرز الفعاليات السينمائية في مصر والعالم العربي. هدفنا نشر الثقافة والتنوير، مواجهة الأفكار المتطرفة بالقوة الناعمة، اكتشاف المواهب، والارتقاء بالذوق العام. المهرجان ليس هدية لبورسعيد فقط، بل إضافة للسينما المصرية كلها.
وماذا عن تفاصيل المسابقات هذا العام؟
إلى جانب المسابقات الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة وأفلام الطلبة والرسوم المتحركة، هناك قسم البانوراما الذي يعرض مجموعة من الأعمال المميزة من مختلف أنحاء العالم.