ومازالت مصر على موقفها الرافض لكل ما يتم طرحه بشأن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء عبر معبر رفح البرى.. وذلك بعد تصريحات نتنياهو المستفزة بضرورة تفعيل التهجير سواء القسرى أو الطوعى.. وبالتالى يتحقق حلم التهجير ومخطط إسرائيل الكبرى ووأد القضية الفسطينية إلى الأبد لتعربد إسرائيل بعدها فى المنطقة.
وكعادة مصر كان ردها حاسمًا وقويًا وواضحا لايقبل التشكيك أو التأويل.. فجاء رد الخارجية المصرية قويًا ليؤكد أن ما تردد عن مشاورات إسرائيلية مع بعض الدول بشأن تهجير الفلسطينيين فى قطاع غزة يدخل فى إطار «سياسة إسرائيلية مرفوضة تستهدف إفراغ الأرض الفلسطينية»، وأن التصريحات المنسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بشأن رغبته فى تهجير الفلسـطينيين من معبر رفـح تأتى فى إطار محاولاته المستمرة لزيادة التصعيد فى المنطقة وتكريس عدم الاستقرار.. وأكد البيان على إدانة ورفض تهجير الشعب الفلسطينى تحت أى مسمى سواء قسريًا أو طوعيًا من أرضه من خلال استمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية ومناحى الحياة المختلفة لإجبار الفلسطينيين على المغادرة..
وجاء فى البيان أن «مصر لن تقبل بالتهجير ولن تشارك فيه باعتباره ظلما تاريخيا لا مبرر أخلاقيا أو قانونيا له وأن القاهرة لن تسمح به باعتباره سيؤدى حتما إلى تصفية القضية الفلسطينية». وذلك مع تجديد مصر لرفضها القاطع لأى مخططات إسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه داعية دول العالم إلى «عدم التورط فى هذه الجريمة غير الأخلاقية والتى تشكل جريمة حرب وتطهيراً عرقياً وتمثل خرقاً صريحاً لاتفاقيات جنيف الأربع».
الرد المصرى جاء حاسما وصادما لنتنياهو الذى تلقى بعدها ضربة أخرى أصابته بالصمت التام بعد فشل عملية اغتيال قيادات حماس فى قطر.
ثم يأتى الرد الأخير الأكثر حسما وقوة عندما أعلنت مصر عن خفض التنسيق الأمنى مع إسرائيل لأول مرة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد.. وهو ما يعنى عدم تبادل المعلومات والمتابعات الأمنية على الحدود بكل ما تشمله العبارة من معان وما تحمله من تبعات.. الخبر تحديدا يقول : «إن مصر تعيد ترتيب اتصالاتها الأمنية مع إسرائيل وتخفض مستوى التنسيق حتى إشعار آخر» .
باختصار كل ماسبق يؤكد أن مصر قوية وأنها اللاعب الرئيس الأكثر حنكة وقوة بالمنطقة كلها فكل ما حدث يؤكد أن مصر لديها القدرة على تحديد علاقاتها حسب مصالحها وحسب ما تراه هى وليس ما يملى عليها أو حتى بفرض أسلوب الأمر الواقع الذى يريد نتنياهو فرضه على مصر لقبولها بالتهجير القسرى أو حتى التهجير الاختيارى برغبة الفلسطينيين.
إذن فكل ما سبق يؤكد أن مصر هى اللاعب الأساسى بالمنطقة وأنها هى التى تتفوق سياسيا واستخباراتيا وأمنيا وأن كل تصريحات نتنياهو المستفزة ما هى إلا جعجعة فاضية لاتسمن ولا تغنى من جوع وأن الكلمة الأولى والأخيرة ستكون دوما لمصر.. وأن السيادة والسيطرة سياسيا وعسكريا ستبقى لمصر وليس لأى جهة أخرى..









