الغدر والخيانة مركبات أساسية فى العدو الإسرائيلى منذ أن وطأت أقدام المستوطنين أرض فلسطين تحت حماية الانتداب البريطانى الذى منح رئيس وزرائه ما لا يملك لمن لا يستحق، ومنذ ذلك التاريخ كون هؤلاء عصابات عاثت فى أرض فلسطين قتلا وذبحا ضد الفلسطينيين العزل الذين لم يستطيعوا مواجهة طوفان القتل وجرائم الابادة البشرية التى كانت تستهدف مدينة بعد مدينة وقرية بعد قرية، لم يكن لدى هؤلاء المجرمون أى ذريعة لارتكاب جرائمهم للوصول لأهدافهم واجتثاث أصحاب الأرض بالقتل أو التهجير لإنشاء ما يزعمون أنها إسرائيل الكبرى مثلما يفعلون الآن تحت ذريعة تحرير الاسرى.
رئيس وزراء الكيان الاسرائيلى هو واحد من أبناء هؤلاء المجرمين الأوائل يريد أن يدخل التاريخ من خلال تحقيق النبوءة والحلم المزعوم حول إسرائيل الكبرى التى تمتد من النيل للفرات وضم كل فلسطين وأجزاء من العراق وسوريا والاردن ولبنان والسعودية ومصر، يبدو أنه يعيش من الخيال معتقداً أنه يستطيع ضرب كل عواصم الشرق الأوسط وتغيير الخريطة الجيوسياسية، وهو مازال غارقا فى رمال غزة منذ أكثر من 700 يوم، فما باله لو امتدت يده على التراب المصرى سيغرق للأبد فى رمال سيناء.
مصر منذ اليوم الاول للعدوان الإسرائيلى تحذر من مخاطر الجرائم التى يقوم بها جيش الكيان الاسرائيلى فى قطاع غزة، من سفك لدماء عشرات الالاف من الأبرياء وتدمير المدن والضغط العسكرى بهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة جنوبا وتحويله لمكان غير صالح للحياة ومن ثم طردهم إلى سيناء، وهم لا يبالون بالثوابت المصرية التى تؤكد على رفض تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة سواء إلى سيناء أو غيرها.
القمة العربية الإسلامية التى عقدت بالدوحة عقب العدوان الإسرائيلى الذى استهدف وفد التفاوض التابع لحركة حماس ربما لم تعط المأمول منها شعبيا ولكنها أعطت رسائل واضحة للكيان الاسرائيلى أن ساعة العقاب، وإن لم تحن بعد وشيكة، فيمكن لهؤلاء القادة أن يعطوا إشارة البدء للرد المناسب إن حاول العدو الإسرائيلى ممارسة غطرسته فى عواصم معينة يعلم تماما أن الكيل سيكون أضعاف ما يتوقعه، لأنها ستكون نقطة تحول هائلة فى مسار الشرق الأوسط، بل والأرجح فى العالم كله.
شهدت القمة تحذيراً واضحاً من السيد الرئيس السيسى من أن ما نشهده من سلوك إسرائيلى منفلت، ومزعزع للاستقرار الإقليمى، من شأنه توسيع رقعة الصراع، ودفع المنطقة نحو دوامة خطيرة من التصعيد، وهـو ما لا يمكن القبــول به.. أو السكوت عنه، وتلك النقطة لابد للعدو الاسرائيلى أن يقف عندها طويلا ويعلم أن ذراع مصر القوية تستطيع قطع الايدى التى ستحاول اللعب فى أمن مصـر القومى أو المساس بحدودها.