الكلمات الحماسية وعبارات الإدانة الواضحة لجرائم الكيان الصهيونى الإرهابى فى غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن وإيران.. وأخيراً فى الدوحة.. والتى ترددت على ألسنة قادة وزعماء الأمتين العربية والإسلامية منذ أيام.. هل تغير هذه الإدانات من واقع الأمة عامة والعربية على وجه الخصوص بعد أن وظف العدو المجرم حالة الفرقة والانقسام بين أقطار الأمة وأخذ فى اصطيادها بلدا وراء الآخر؟
ينبغى أن يكون الموقف مختلفاً والمواجهة الشاملة للعدوان الصهيونى المتكرر والمتواصل على البلاد العربية والإسلامية مختلفة الآن.. فلم تعد عبارات الإدانة فقط تفيد، خاصة أن العدو المجرم تعود على الإجرام فى حق الأمة الإسلامية كلها.. نطالب بتنفيذ ما تضمنه البيان الختامى للقمة والذى عدد وسائل وأدوات المواجهة سياسياً واقتصادياً واتخاذ تدابير أمنية تكون قادرة على الردع فى المستقبل عندما يعود الكيان المجرم للعدوان على أى دولة عربية.. وسيعود حتما لأنه أدمن ذلك.
>>>
الإدانات اللفظية للعدو الصهيونى جيدة وجديدة على القمم العربية والإسلامية لأنها تحمل قدراً كبيراً من المصارحة والمكاشفة والتوصيف الصحيح لكيان تعود على الإجرام ضد أهل الأرض.. لكن ما نتمناه ألا تكون هذه الإدانات مجرد كلام للاستهلاك الإعلامى والسياسى، لأننا بالفعل لسنا عاجزين عن فعل ما يحمى أوطاننا وينقذ أرواحنا ويحفظ كرامتنا.
علينا نحن العرب والمسلمين أن نتخلص فوراً من هيبة التصدى لهذا العدو الغاشم فهو أضعف مما يتصور معظمنا.. فما بالنا لو واجه قوة عربية أو إسلاميه متضامنة كما طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته والتى تبناها البيان الختامى للقمة.
واجب المسلمين عامة والعرب منهم على وجه الخصوص أن يستجيبوا فوراً للأمر الإلهى الواضح والحاسم الذى يتردد على أسماعهم صباح مساء: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة» والأمة مجتمعة تملك كل أسباب القوة وأدوات الردع.. فقط ينقصها الإرادة والاعتصام بأمر الله واتخاذ القرار والتخلص من التبعية لدول توهم الكثيرون أنها توفر لها الحماية وإذا بها تلقى بهم فى أول الطريق.. بل وتحرض العدو المجرم على العدوان وتوفر له الحماية السياسية وتقدم له كل وسائل الدعم العسكرى والاقتصادى.
لقد بدأ الجميع يفيق على الحقيقة المرة التى تجاهلناها جميعاً وهى أن هذا العدو يستمد قوته من تفرقنا وتفتتنا وخوفنا وهزيمتنا النفسية عن مواجهته بسبب الدعاية الكاذبة التى يروج لنفسه بها، أو الخوف المتوارث من القوى الداعمة له والتى أصبحت شريكة له فى العدوان والتآمر على البلاد العربية والإسلامية.
>>>
لقد تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى بكل وضوح عن ضرورة وجود تعاون عسكرى سياسى اقتصادى عربى وإسلامى واضح.. وأكد ضرورة اتخاذ تدابير لتكوين قوة دفاع عربية.. فهل تتحرك الدول العربية الإسلامية لتكوين هذه القوة بعد أن أصبحت كافة الدول مهددة أو مستباحة من العدو الصهيونى الغاشم؟؟؟
>> جريمة فى حق الأمة كلها أن نتجاهل مفهوم الأمن الجماعى والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية وضرورة الاصطفاف ومواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، وأهمية بدء وضع الآليات التنفيذية اللازمة لذلك.
>> جريمة فى حق الأمة كلها أن تظل الدول الداعمة للعدو والمشجعة له على البلطجة والعدوان تستفيد وتنعم بخيرات العرب واستثماراتهم والسلاح الاقتصادى فى عصرنا أصبح سلاح رادع ومؤثر على الدول العربية والإسلامية أن تستخدمه فورا دون تردد أو خوف فلم تعد الدول الداعمة للعدو تخيفنا بعد أن اتضح للجميع أنها تتآمر علينا.
>> جريمة فى حق الأمة أن نترك العدو المجرم ينفذ مخططاته لفرض أمر واقع جديد فى المنطقة، والتى تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار والأمن الإقليمى والدولى، وضرورة التصدى لها.
>> جريمة فى حق الأمة أن نترك العدو المجرم مخططه لتهجير الشعب الفلسطينى، تحت أى ذريعة أو مسمّى، من أراضيه المحتلة عام 1967، واعتبار ذلك جريمة ضد الإنسانية، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، وسياسة تطهير عرقى مرفوضة جملة وتفصيلاً كما قال بيان قمة الدوحة.
>> جريمة فى حق الأمة كلها أن نترك العدو الصهيونى المجرم ينفذ سياساته الكارثية غير المسبوقة فى تاريخ الحروب، حيث يُستخدم الحصار والتجويع وحرمان المدنيين من الغذاء والدواء كسلاح حرب ضد الشعب الفلسطينى، فى انتهاك صارخ للقانون الدولى الإنسانى واتفاقيات جنيف، والتشديد على أن هذه الممارسات تشكل جريمة حرب مكتملة الأركان.