تجرد سائق بمحافظة الدقهلية من مشاعر الرحمة والإنسانية، وفي لحظة تهور شيطانية، أنهى حياة أطفاله الثلاثة خنقًا داخل مسكن الأسرة، دون أن يتأثر بتوسلاتهم ودموعهم. وبعدها، انهال على زوجته الثانية بعدة طعنات، نُقلت على إثرها إلى المستشفى في حالة حرجة تصارع الموت. وأسرع بعد ارتكاب جريمته بنشر نعي على “فيسبوك”، ثم ألقى بنفسه أسفل عجلات القطار، تحرر محضرًا بالواقعة وأخطر اللواء محمود أبو عمرة مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وتباشر النيابة التحقيق.
تفاصيل المأساة
دارت فصول الحادث البشع الذي هز أرجاء المحافظة في مدينة نبروه. فقد توفيت والدة الأطفال الثلاثة منذ حوالي خمس سنوات، مما دفع والدهم عصام (38 عامًا، سائق نقل ثقيل) للتفكير في الزواج من أخرى للحفاظ على أطفاله الذين كان يحبهم بجنون، ولا يبخل عليهم بشيء، سعيًا لتوفير حياة آمنة ومستقرة لهم.
الزواج الثاني
تزوج الأب من زوجته الثانية نجوى (35 عامًا) لحماية أبنائه الصغار “مريم” و”معاذ” و”محمد”، ولتكون سندًا لهم وأمًا بديلة في غيابه بسبب عمله وسفره المتكرر. إلا أن بعض الخلافات البسيطة نشبت بينه وبين زوجته الجديدة، وهي خلافات تحدث دائمًا في أي بيت. فجأة، ضاقت الدنيا في وجه الأب، وانتابته حالة فزع خوفًا على أبنائه من الضياع.

لحظة تهور
في لحظة غاب فيها العقل، قام الأب بالتخلص من أطفاله واحدًا تلو الآخر دون أن تهتز مشاعره، بينما كانوا ينتفضون رعبًا وفزعًا في مأساة “ومن الحب ما قتل”. بعدها، توجه إلى زوجته، صاحبة محل الأدوات المنزلية، ومزقها بعدة طعنات وهو في حالة غضب وانهيار، فنُقلت غارقة في الدماء إلى المستشفى في محاولة لإنقاذ حياتها، وسط صرخات الأهل بعد هروب الأب.
انتحار المتهم
بعد ارتكاب الجريمة، وبمجرد أن استرد المتهم وعيه، قام وهو في حالة انهيار وبكاء هستيري بكتابة منشور نشره على صفحته على “فيسبوك”، ينعى فيه أبناءه بكلمات تدمي القلوب حزنًا وألمًا، مرفقًا بصورة تجمعهم. بعدها، أبلغ أهله بالكارثة وأسرع يتنقل من مكان لآخر حتى وصل إلى مدينة طلخا في نفس المحافظة، وألقى بنفسه تحت عجلات القطار، لتنتهي حياته هو الآخر وتتمزق جثته لأشلاء في مشهد حزين.
تحقيقات مكثفة
فور انتشار خبر الجريمة بين الأهالي، تم إبلاغ الأجهزة الأمنية، وانتقل رجال مباحث مركز شرطة نبروه، بقيادة اللواء صلاح الدين هلال، مدير أمن المحافظة، واللواء محمد عز، مدير المباحث الجنائية، للفحص والمعاينة. نُقل الضحايا إلى ثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة قبل التصريح بالدفن. وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف ملابسات الجريمة ومتابعة حالة الزوجة المجني عليها بعد تحسن حالتها. ولا تزال التحقيقات مستمرة.









