لم تقتصر علامات نبوغه.. وأمارات رسالته على ما قبل بعثته أو شبابه، ولكن أيضًا على حمله وولادته ونموه ورضاعته وما قاله الراهب خلال رحلته، هذا بالإضافة إلى ما ورد فى القرآن الكريم على لسان الرسل والنبيين.
طلب نفر من الصحابة الكرام – رضى الله عنهم – من النبى «صلى الله عليه وسلم» أن يحدثهم عن نفسه فقال: «أنا دعوة إبراهيم، وبشرى عيسى – عليهما السلام -رأت أمى حين حملت بى أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام».
يقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل على لسان إبراهيم الخليل وولده إسماعيل «عليهما السلام»: «ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.. ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم» (البقرة: 128 – 129) وورد فى الذكر الحكيم على لسان المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام «ومبشرًا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد» (الصف: 6).
وأجمعت الروايات على أن عبدالله بن عبدالمطلب والد النبى – صلى الله عليه وسلم – كان يحمل نورًا يضيء جبينه احتجب فى اليوم الثانى من زواجه..وروت أمه آمنة بنت وهب انها عندما حملت به رأت كأن شعاعاً من النور يخرج منها يضيء الدنيا بأسرها حتى إنها ترى بصرى من أرض الشام، وأنها سمعت هاتفًا يناديها بأنها حملت فى خير الأنام، وعندما أخذته وأرضعته حليمة السعدية سبقت أتانها – الأتان أنثى الحمار – الضعيفة سائر الركب بعد أن كانت فى آخره وعم الخير على قبيلتها وبارك الله فى غنمها ومراعيها وسائر أحوالها طوال إقامته معهم وبعد مغادرته لهم، كما فاق فى نموه وصحته جميع أقرانه وصحبته.
وعندما خرج – صلى الله عليه وسلم – للتجارة للمرة الأولى فى عمر 12 عامًا بصحبة عمه أبى طالب سأل الراهب «بحيري» عن غلام بصحبتهم ونبأهم بما سيكون عليه حال الفتى فى المستقبل وطلب منهم العودة به خوفًا عليه من غدر المتربصين.
هذا غير نصيحة راهب الشام لسلمان الفارسى – رضى الله عنه – الذى جد فى البحث عن حقيقة الدين فطلب منه الذهاب إلى أرض العرب وحدد له الزمان والمكان وعلامات نبى آخر الزمن عليه الصلاة والسلام.