فى الوقت الذى كان فيه العرب يجتمعون.. يتحاورون.. يحاولون رسم أفاق المستقبل.. ويحاولون تحديد ملامح طريق العمل المشترك لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية فى تجاوز كل الأعراف الدولية فى انتهاك سيادة الدول.. فإن طائرة وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو كانت تهبط فى إسرائيل فى رسالة تأكيد ودعم لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأن عليه المضى قدماً فى العملية البرية العسكرية لاحتلال قطاع غزة.. واضرب يا نتنياهو ولا تبالي.. نحن وراءك والحماية الأمريكية جاهزة ومضمونة..!
والزيارة التى تحمل نوعاً من الاستعلاء وعدم المبالاة جاءت فى توقيت يحمل الدلالات الواضحة بأن إسرائيل فى قلب أمريكا.. وأمريكا هى إسرائيل ولا شيء آخر غير ذلك.. ومن لا يريد أن يفهم ذلك فإن عليه تحمل العواقب والنتائج.
ولأن أمريكا هى إسرائيل وإسرائيل هى أمريكا فإن أى حديث بامكانية تصعيد المواجهة العربية ضد إسرائيل فى الوقت الحالى لا يعنى إلا التصعيد المباشر ضد الولايات المتحدة وهو أمر تراه بعض الدول العربية حالياً ضاراً بمصالحها، وضاراً بالقضية الفلسطينية ويمثل إبعاداً مباشراً للصديق الأمريكى الذى يعتبر وسيطاً فى كل المباحثات المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط ومن بينها الحرب الدائرة فى قطاع غزة.
والحقيقة والواقع.. ان الصديق الأمريكى لم يعد وسيطاً بل شريكاً فى خطط تغيير واقع المنطقة.. وشريكاً فى تهجير سكان قطاع غزة وشريكاً فى المأساة الإنسانية التى تتم أمام أعين الجميع.
والعلاقات العربية – الأمريكية فى حاجة إلى وقفة.. ووقفة جادة مؤثرة.. هل نحن فعلاً أصدقاء.. أم أنه يتم التلاعب بالموقف العربى وفقاً لسياسات فى الخداع والتسويف..!! القضية الأم مع واشنطن قبل أن تكون مع تل أبيب..!
>>>
واستمعت إلى مقدمة رائعة عن مصر لمذيع من المملكة العربية السعودية وتبث على «التيك توك» ولا أعلم متى قالها ولا ما هى المناسبة ولا حتى اسم المذيع.. ولكن لأنها كلمات نابعة من القلب من شقيق فى بلاد الحرمين الشريفين.. كلمات تعكس حباً وعشقاً فى مصر فإنى أكتبها كما هى دون تدخل أو حذف وفيها يقول: مصر البلد الذى دخله التاريخ فصنع حضارة قدر لها ألا تشيخ، وجرى فيها النيل فمازال منذ أول قطرة يسقى أرواح أهلها عذوبات اسمها القوة والكرامة والكبرياء.. ومرت على أكتاف جنوده الحروب فانتهت إلى انتصارات معلقة بشموخ على جبين الزمن. من الحسين إلى السيدة إلى أسوان يسير إلى جوارك التاريخ، ومن العقاد إلى طه حسين إلى أحمد شوقى ستصطحبك الثقافة، ومن عبدالحليم إلى أم كلثوم إلى سيد مكاوى سيجبرك مساء القاهرة الأنيق أن تقول له.. يا ليل طول شوية على الصحبة الحلوة دي.. مصر الوطن الذى كلما قيدته أزمة كسر أبناؤها الأغلال وأعادوا له الحياة.
ويا ابن وطني.. يا ابن أرض الحرمين.. فى القلب دائماً حب لكم وستبقى القاهرة مع الرياض درعاً وسيفاً لكل العالم العربي.. الأزهر والكعبة معاً دائماً لحماية تاريخ وأمجاد من الكرامة والفخار.
>>>
وفى بريطانيا مظاهرات عارمة من اليمين المتطرف ضد المهاجرين واللاجئين وخاصة من دول إسلامية يصفونها بالتطرف والتشدد.
والمظاهرات ترفع الشعارات الغاضبة التى تتحدث عن تحول البريطانيين إلى أقلية فى بلادهم..!
ويقول مواطن بريطانى أنه ينتظر عدة أشهر للحصول على الخدمة الصحية التى تأتى متأخرة بسبب طابور طويل من الأجانب يحصلون على نفس الخدمة باعتبارهم من المواطنين أيضاً..!
والواقع أن ما يقوله صحيحاً.. فأمامه طابور من راجو ومسعود.. ولطيف.. ولكن الواقع الأكثر واقعية هو أن الطبيب الذى يعالج هؤلاء جميعاً هو مهاجر آخر أصبح بريطانيا ويقدم الخدمة وفقاً لقوانين التاج البريطاني..! لا يوجد الآن ما يسمى بمواطن أصلى ومواطن مهاجر.. هناك المواطن دولي.. المواطن الذى لديه خبرات وامكانيات وينتقل بلا حدود أو جنسيات!! العالم تغير والعقول «اليمينية» المتطرفة عليها استيعاب ذلك..!
>>>
ويحزننى أن استمر فى التعليق على الفيديوهات الحمقاء لبعض الجهلاء على مواقع التواصل الاجتماعى التى تفتعل أزمات وثبت خطاباً يحرض على الفتنة والكراهية بين الشعوب.. وأتحدث فى ذلك عن فيديوهات ظهرت مؤخراً تضر بوحدة وتكامل شعبى وادى النيل وتحمل من الأكاذيب والإدعاءات الكثير والكثير فى ظاهرة تعكس سوءاً فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى وتأثيره السلبى الضار على العلاقات بين الدول والشعوب وأفيقوا يرحمكم الله.
>>>
وفى هذا الزمان الصعب الذى اختفت فيه الكثير من المعايير واختلطت فيه الأوراق فإنك لو أصبت فى تسع وتسعين وأخطأت فى واحدة، لترك الناس ما أصبت وأخفوها، وأعلنوا عما اخطأت وأظهروه.. فانفض عنك غبار الناس..!
>>>
وعندما تحدثوا عن «فريق الأحلام» فى النادى الأهلى كتبت أحذر من ذلك، وأتوقع أن تتوالى الاخفاقات..!!
ولا أدرى على أية أحلام افترضوا ذلك وفى الفريق لاعب يلقبونه «ببكيهام» ويلعب فى الدفاع.. ولا يفعل شيئاً إلا ايصال الكرة للخصم ليشن هجمة مضادة على الأهلي..!! الاختيارات كانت سيئة.. والصفقات لم تكن ناجحة.. والأهلى هذا العام «خارج الخدمة»..!
>>>
ونذهب لرائعة محمد عبدالوهاب.. «انسى الدنيا وريح بالك، واوعى تفكر فى اللى جرالك، يا اللى دموعك لحبايبك قولى ابتسامتك تبقا لمين، أوعى الغرام يشغل بالك قلبك دا لسه فيه فى العمر سنين.. مين الهنا يبقى قصاده وتشغله عنه دموعه.. عاشق الليل لسواد.. فايت لمين عشق نجومه.. كل اللى أحبه حواليا مين زيى فى الدنيا اتهمنا، حتى النجوم ملك إيديا أدى النعيم وأدى الجنة».
ويا عبدالوهاب.. يا قمة من قمم مصر.. وهرم من أهراماتها.. مين الهنا يبقى قصاده وتشغله عنه دموعه.
>>>
وأخيراً:
>> السفر يعنى أن تقوم برحلة داخل نفسك
>> ولا شيء يرهق القلب مثل الحزن
>> وكل الأحلام الصغيرة التى حلمنا بها
اختفت تركت قلباً تائهاً فى انتظار لا شيء
>> ونحن نغلب الدنيا بقلب رقيق.. ولا ندري
إذا كان هذا مجديا.. لكن الأكيد
أن لطف الله غالب