عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لقاءً مفتوحًا مع عدد من رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإلكترونية المصرية في مقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة. وناقش اللقاء مجموعة من القضايا المحلية والإقليمية، واستمع رئيس الوزراء إلى آراء وأفكار الإعلاميين حولها. حضر اللقاء كبار المسؤولين في الهيئات الإعلامية، من بينهم المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة.
الملف السياسي: استقرار مصر في عالم مضطرب
في بداية اللقاء، تناول مدبولي ملفين رئيسيين: السياسي والاقتصادي. ففي الجانب السياسي، تحدث عن التغيرات الجيوسياسية المتسارعة في العالم، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط، والموقف الثابت لمصر تجاه مختلف القضايا، لا سيما القضية الفلسطينية والوضع في قطاع غزة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن لقاءه مع الإعلاميين يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التي عقدتها الحكومة مع قادة الرأي والمفكرين، بهدف تعزيز الوعي بالقضايا التي تواجه الدولة. وشدد على أن الأحداث الأخيرة، مثل الهجوم على دولة قطر الشقيقة، تؤكد أهمية التمسك بالأمن القومي المصري والعربي.
وأوضح مدبولي أن مصر مستهدفة في إطار محاولات إعادة رسم خريطة المنطقة، وأن قوة الدولة تبدأ من تماسكها الداخلي ووعي مواطنيها. كما أكد أن الاستقرار الداخلي هو الحصن الذي يحمي الدولة من أي محاولات للنيل منها، مشيرًا إلى أن تسارع تدفق الاستثمارات الأجنبية يؤكد ثقة المستثمرين في استقرار مصر.
الملف الاقتصادي: مؤشرات إيجابية ورؤية للمستقبل
انتقل رئيس الوزراء للحديث عن الملف الاقتصادي، مؤكدًا أن الوضع الحالي هو الأفضل مقارنة بالسنوات الماضية، على الرغم من التحديات. واستعرض مدبولي المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، مثل:
- نمو الاقتصاد بنسبة تتراوح بين 4.2% و 4.3%.
- تراجع معدلات البطالة وتحسن ميزان المدفوعات.
- زيادة الصادرات وارتفاع الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية.
- تراجع معدلات التضخم إلى 12%، مع استهداف الوصول إلى أقل من 10% بحلول عام 2026.
وأشار مدبولي إلى أن هذه الأرقام معتمدة بشهادات من مؤسسات دولية، وهي ثمار للإصلاحات الاقتصادية التي تحملها المواطنون. كما استعرض الإنجازات في قطاعات رئيسية مثل:
- الإسكان والتنمية الحضرية: القضاء على المناطق غير الآمنة ونقل مئات الآلاف من الأسر.
- الصحة: نجاح مبادرات “100 مليون صحة” والقضاء على فيروس سي، والعمل على تسريع تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل.
- البنية التحتية: طفرة في شبكات الطرق ووسائل النقل، وتطوير شامل لقرى الريف المصري ضمن مبادرة “حياة كريمة”.
دور القطاع الخاص و”السردية الوطنية”
أكد رئيس الوزراء أن القطاع الخاص أصبح يقود التنمية الاقتصادية في مصر، حيث تجاوزت مساهمته 60% من إجمالي الاستثمارات. وشدد على أن الحكومة تعمل كمنسق وميسر لهذا القطاع، مع استمرار دور الدولة في القطاعات التي تتجاوز قدرات القطاع الخاص.
وتحدث مدبولي عن إطلاق “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية” للحوار المجتمعي، بهدف صياغة خطة اقتصادية متكاملة للسنوات الخمس القادمة. وستركز الخطة على القطاعات المنتجة والمستدامة مثل الصناعة، السياحة، الزراعة، وتكنولوجيا المعلومات.
وأشار إلى أن الخطة تضع مستهدفات كمية واضحة، منها:
- خفض الدين العام إلى أقل من 81% بنهاية العام المالي الحالي، واستكمال المسار التنازلي.
- تحقيق معدل نمو اقتصادي مستمر بنسبة 7%.
- رفع مساهمة الصناعة إلى ما بين 18% و 20% من الناتج المحلي الإجمالي.
- استقطاب 30 مليون سائح سنويًا.
- زيادة الصادرات السلعية والخدمية إلى 145 مليار دولار بحلول عام 2030.
وفي ختام حديثه، أكد مدبولي أن تحقيق هذه المستهدفات يعتمد على خطط تنفيذية واضحة، مشددًا على أن بناء الدول يتطلب تراكمًا في العمل والجهد المشترك.









