انطلقت اليوم الأربعاء فعاليات المنتدى السنوي الدولي لمبادرة الحزام والطريق في مدينة كونمينج، بمقاطعة يونان الصينية، تحت رعاية جريدة الشعب الصينية، من أجل مناقشة تعزيز التعاون الإعلامي بين الدول الموقعة على هذه المبادرة، لا سيما في ظل الوضع الراهن الذي يشهد فيه العالم العديد من التحديات الضخمة.
بحضور لفيف من وسائل الإعلام الأجنبية والعربية، وعدد كبير من المسؤولين الصينيين، سلط المشاركون الضوء على أهمية تنسيق الجهود والتعاون المشترك بين دول الحزام والطريق في ظل اتساع دائرة الصراعات الجيوسياسية، والحروب التجارية، وتغير المناخ، مما أدى إلى تراجع معدلات النمو الاقتصادي العالمي.
عملت مبادرة الحزام والطريق على تحقيق التنمية الاقتصادية للعديد من الشعوب، ففي اطار عمل هذا المشروع التنموي، تم انشاء خط سكك حديد على مسافة ٤١٤ كيلومتر، يربط مدينة كونمينج الصينية بدولة لاوس، ويعتبر جزء من خطة ربط الصين بدول جنوب ووسط آسيا.

كما أقامت بكين بالتعاون مع باكستان خط سكك حديد يربط مدينة كاشجار الصينية بميناء جوادر الباكستاني، وآخر تم انشائه بين إندونسيا والصين ، بالإضافة إلى خط سكك حديد كبير يصل عدد من المدن الصينية بنظيرتها من المدن الأوروبية، حيث يبلغ طوله أكثر من ١٠٠٠٠ كيلومتر، مما ساعد على زيادة التبادل التجاري بين بكين و دول الحزام والطريق.
لم يقتصر التعاون الصين و دول الحزام والطريق – التي كانت مصر من أوائل الدول الموقعة على هذه الاتفاقية – عند هذا الحد فقط، بل امتد ليشمل مجالات أخرى شملت مشروعات تنموية في مجال الطاقة النظيفة منها مشروع بنبان في مصر و محطة توليد كهرباء نظيفة في المملكة العربية السعودية لتقليل الانبعاثات الكربونية.
ومن بين مجالات التعاون أيضاً، مشروعات تستهدف التعليم ، حيث أقامت الصين بالتعاون مع غينيا الاستوائية، مجمع مدارس في احدى المدن الفقيرة هناك من أجل توفير مستويات جيدة للتعلم.
تعد مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني، شي جينبينج، مشروع تنموي عملاق يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي بين الدول، وكذلك الربط بين قارات العالم عبر انشاء شبكة من الطرق البرية والبحرية تربط بين آسيا وأفرقيا وأوروبا و أمريكا اللاتينية، حيث تلعب قناة السويس دوراً محورياً في هذا المشروع العملاق باعتبارها نقطة عبور بحرية رئيسية لأوروبا.
من آسيا لأفرقيا لأوروبا ترفع بكين شعار التعاون من أجل تعزيز التعاون المربح والتكامل الاقتصادي بين الدول لتحقيق التنمية والازدهار للشعوب، في وقت يمر فيه العالم بالعديد من المشاكل السياسية والاقتصادية، الأمر الذي يضعها في موقع مميز كلاعب رئيسي كبير في الاقتصاد العالمي الذي بدأ يدخل في طور التعددية بدلاً من الهيمنة الأحادية.









