في رسالة موجهة إلى المؤتمر الثامن لحوار زعماء الأديان العالمية والتقليدية في كازاخستان، أكد البابا ليو الرابع عشر على أهمية الحوار بين الأديان في عالم اليوم. وقد ألقى الرسالة نيابة عنه جاكوب كوفاد، رئيس دائرة الحوار في الكرسي الرسولي بالفاتيكان.
“التآزر من أجل المستقبل”: دعوة للعمل المشترك
تحت شعار “حوار الأديان: تآزر من أجل المستقبل”، دعا البابا إلى تجديد الصداقات وبناء صداقات جديدة، متحدين في الرغبة المشتركة في شفاء العالم من الصراعات والعنف.
وأوضح أن “التآزر” يعني العمل معًا لتعزيز الحوار والتعاون، انطلاقًا من إدراكنا المشترك بأننا جزء من أسرة بشرية واحدة.
وأشار إلى أن هذا التعاون لا يعني محو الاختلافات، بل احتضان التنوع كمصدر للإثراء المتبادل، حيث تُقدّر الكنيسة الكاثوليكية ما هو “حق ومقدس” في الديانات الأخرى.
نماذج تاريخية للتعايش السلمي
لفتت الرسالة إلى أن “التآزر من أجل المستقبل” ليس مجرد شعار، بل واقع حي تم تجسيده في عدة مناسبات تاريخية، منها:
- اجتماع الصلاة التاريخي عام 1986: الذي دعا إليه البابا يوحنا بولس الثاني، وأكد على أن “لا سلام بين الأمم دون سلام بين الأديان”.
- وثيقة الأخوة الإنسانية: التي وقّعها البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في أبوظبي عام 2019، والتي قدمت “مخططًا واضحًا” لكيفية مساهمة التآزر في تعزيز السلام.
كما أشارت الرسالة إلى الدور المشترك للمجتمعات الدينية في الاستجابة للكوارث الطبيعية ودعم اللاجئين، مؤكدة أن هذا التعاون يثبت أن الدين ليس مصدرًا للصراع، بل “نبع للشفاء والمصالحة”.
الالتزام من أجل مستقبل أفضل
في ختام رسالته، دعا البابا ليو الرابع عشر إلى التزام جماعي من كل الأيدي والقلوب من أجل تحقيق مستقبل يسوده السلام والأخوة. ودعا القادة الدينيين إلى الوقوف معًا دفاعًا عن الفئات الأكثر ضعفًا، والعمل المشترك من أجل كرامة الإنسان.