نبذل جهود وساطة مع مصر وأمريكا منذ عامين .. لوقف حرب الإبادة فى غزة
دعا أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى إلى ضرورة اتخاذ خطوات لوقف غطرسة إسرائيل وتعطشها للدماء وحرب الإبادة الجماعية وتوسيع الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية.
وقال الشيخ تميم- خلال كلمته فى مستهل القمة العربية الإسلامية الاستثنائية فى الدوحة، أمس- إن من يعمل على اغتيال الطرف الذى يفاوضه يتعمد إفشال مفاوضات التوصل لوقف لإطلاق النار بغزة»، لافتا إلى أن إسرائيل تعتبر المفاوضات تكتيكا من تكتيات الحرب، وحكومتها لا تريد إطلاق سراح المحتجزين.
وجدد إدانة بلاده للعدوان الإسرائيلى على مبنى سكنى فى الدوحة، والذى أسفر عن استشهاد ستة أشخاص، بينهم مواطن قطري، وإصابة آخرين، قائلا: إن العدوان الإسرائيلى على الدوحة يعد انتهاكا سافرا وخطيرا لسيادة الدولة، وقال: لقد تعرضت عاصمة بلدى الدوحة، التى تنعقد فيها هذه القمة، إلى اعتداء غادر استهدف خلاله أحد المساكن التى تقيم فيها عائلات القيادة السياسية لحركة «حماس» ووفدها المفاوض».
وأضاف: أن «العدوان الإسرائيلى استهدف حياً سكنياً يضم مدارس وبعثات دبلوماسية، وقد سقط جراء هذا العدوان ستة شهداء، ومن ضمنهم مواطن قطرى يخدم فى قوة الأمن الداخلي، فيما أصيب 18 شخصا بجراح».
وتابع: «مواطنو هذا البلد الآمن والمقيمون فيه تفاجأوا، وصُدم معهم العالم كله، ليس لأن هذا العدوان انتهاك سافر وخطير لسيادة الدولة ودوس على المواثيق والأعراف الدولية فحسب، بل بسبب الظروف الخاصة المحيطة بهذا العمل الإرهابى الجبان».
وقال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، «إن قطر التى تبعد آلاف الأميال عن المكان الذى انطلقت منه الطائرات المعتدية، هى دولة وساطة، تبذل منذ عامين جهود مضنية من أجل التوصل إلى تسوية توقف الحرب القاتلة المدمرة التى تشن على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، والتى تحولت منذ مدة إلى حرب إبادة».
وأضاف: «تستضيف الدوحة خلال هذه المفاوضات وفودا من حركة «حماس» وإسرائيل، وقد أنجزت الوساطة فعلا بالتعاون مع الشقيقة مصر، والولايات المتحدة الأمريكية لتحرير 135 من الرهائن مقابلة هدنتين فى عامى 2023 و2025، وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، لكن إسرائيل واصلت الحرب، وواصلنا الوساطة على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وانسحاب إسرائيل من القطاع ودخول المساعدات الإنسانية وتحرير أسرى فلسطينيين».
وتابع: «عندما وقع الاعتداء الغادر يوم 9 سبتمبر الجاري، كانت القيادة السياسية لحركة حماس تدرس اقتراحا أمريكيا تسلمته من قطر ومصر، ومن الواضح أن إسرائيل التى من المفترض أن تكون الطرف المفاوض الأخر على الأقل فى سياق هذه الوساطة، كانت على علم بهذا الاجتماع المنعقد فى مكان معروف يزوره دبلوماسيون وصحفيون، إلا أن إسرائيل قررت اغتيال مفاوضين عاكفين على دراسة ورقة أمريكية لإعداد ردهم عليها».
واستطرد: إن هذا العدوان هو عدوان سافر وغادر وجبان، يستحيل التعامل مع هذا القدر من الخبث والغدر.. هناك مبادئ أولية بسيطة فى التعامل بين البشر، يعجز حتى من توفرت لديه الحكمة والشجاعة عن توقع أن هناك من لا يعيرها أى اهتمام ولا تعنى له شيئًا».
وشدد أمير قطر على أن الحقيقة الثانية الواضحة لكل من لديه نظر، هى أن من يعمل بشكل منهجى ومثابر على اغتيال الطرف الذى يفاوضه يقصد إفشال المفاوضات، وحين يدعى أن هدفه منها هو تحرير محتجزيه، فهذا يعنى أن ادعاءه كاذب، ليس تحرير جنوده ومواطنيه من أولوياته، بل المفاوضات عنده هى جزء من الحرب، تكتيك سياسى يرافق الحرب ووسيلة لتعمية الرأى العام الإسرائيلي.
وقال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى «إن الحقيقة الثالثة التى بينها الاعتداء الغادر على السيادة القطرية، هى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الذى يتباهى بأنه غيَّر وجه الشرق الأوسط فى العامين الأخيرين، يقصد فعليا أن تدخل إسرائيل فى أى مكان شاءت ومتى شاءت ويحلم بأن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية.. وهو وهم خطير».
وتابع: «إسرائيل تدعى الديمقراطية ومحاطة بالأعداء لكنها فى الواقع تبنى نظام احتلال وفصلاً عنصرياً معادياً لمحيطها، وتشن حرب إبادة ارتكبت خلالها جرائم تتخطى كل الخطوط الحمراء، كما أعلن رئيس حكومتها منذ أيام أنه منع قيام دولة فلسطينية وأن دولة كهذه لن تقوم مستقبلا ويناصب العداء للسلطة الفلسطينية ويعارض الاتفاقيات التى نشأت السلطة بموجبها».
وأكد أمير قطر أنه لو قبلت إسرائيل مبادرة السلام العربية لوفرت على المنطقة وعلى نفسها ما لا يحصى من المآسى لكنها لا ترفض السلام مع محيطها فقط، بل تريد فرض إرادتها وكل من يعترض على ذلك يوصف فى دعايتها الكاذبة التى لم يعد أحد يصدقها، إما الإرهابى أو معاد للسامية بينما تمارس حكومتها المتطرفة سياسات إرهابية عنصرية.
وأوضح أن كل واحدة من هذه الحقائق الثلاث لا تستدعى فقط عقد قمة طارئة، بل تتطلب اتخاذ خطوات الملموسة لمواجهة حالة جنون القوة والغطرسة وهوس التعطش للدماء التى أصيبت بها حكومة إسرائيل وما نجم وينجم عنها.
وعقب انتهاء القمة كتب أمير قطر على صفحته بمنصة X «أن القمة كانت رسالة ضد الإرهاب الإسرائيلى بالمنطقة.