أكد القادة المشاركون فى القمة العربية الإسلامية الطارئة، إدانتهم الشديدة للعدوان الإسرائيلى على دولة قطر، واعتبروه تهديداً خطيراً للأمن الإقليمى والدولي، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولى وسيادة الدول، استرشادًا بمبادئ ميثاقى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، لا سيما المادة «4»2 التى تحظر التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة أراضى أى دولة أو استقلالها السياسي، جاء ذلك فى البيان الختامى للقمة التى دُعى إليها لبحث الرد على الضربة الإسرائيلية الأخيرة التى استهدفت مقار سكنية لعدد من قيادات حركة حماس داخل الأراضى القطرية.
ندد البيان بالهجوم الإسرائيلى الذى استهدف حيًا سكنيًا فى الدوحة فى 9 سبتمبر 2025، مما أدى إلى استشهاد مدنيين وإصابة آخرين، واعتبره عدوانًا على دولة عربية وإسلامية تمارس دور الوسيط فى المنطقة. وأكد أن مثل هذا الهجوم يشكل تصعيدًا خطيرًا يعرقل جهود الوساطة ويهدد الأمن الجماعي.
وشدد القادة على دعمهم المطلق لدولة قطر وحقها فى الدفاع عن أمنها وسيادتها بكافة الوسائل المشروعة، مؤكدين أن العدوان على قطر هو اعتداء على جميع الدول العربية والإسلامية، ويجب التصدى له جماعياً.
اعتبر البيان أن استمرار السياسات الإسرائيلية، بما فى ذلك جرائم الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والحصار، يقوض فرص السلام فى المنطقة، ويهدد أى جهود لإقامة علاقات طبيعية معها. كما أدان استخدام إسرائيل للحصار والتجويع ضد الفلسطينيين، واعتبرها جرائم حرب تستدعى المساءلة الدولية.
وحذر البيان من غياب المحاسبة الدولية، الذى شجّع إسرائيل على التمادى فى اعتداءاتها، ودعا إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولى لوقف الانتهاكات وضمان احترام القانون الدولي.
رحب القادة ايضا بإصدار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى قرار «الرؤية المشتركة للأمن والتعاون فى المنطقة»للهجوم الإسرائيلى على قطر، وبدعمه لسيادتها وجهودها فى الوساطة، خاصة فى وقف الحرب على غزة. كما أثنوا على مواقف الدول الوسيطة التى تقوم بالوساطة وفى مقدمتها مصر وقطر والولايات المتحدة.
أكد البيان أن السلام لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتطبيق حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما أدان محاولات تهجير الفلسطينيين، واعتبرها جريمة ضد الإنسانية.
وطالب القادة بضرورة إطلاق خطة إعادة إعمار قطاع غزة، ودعوا المانحين للمشاركة الفاعلة فى مؤتمر إعادة الإعمار المزمع استضافته فى القاهرة فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار. كما شددوا على أهمية تثبيت أهل القدس على أرضهم ودعم لجنة القدس برئاسة العاهل المغربى الملك محمد السادس.
رفض البيان اى محاولات إسرائيل لفرض أمر واقع جديد، أو تهديد دول أخرى فى المنطقة، محذراً من تبعات ذلك على الأمن الإقليمي. ودعا إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة السياسات الإسرائيلية التى تهدد المنطقة، بما فى ذلك الأنشطة الاستيطانية فى الضفة الغربية والقدس.
كما أدان البيان محاولات توظيف الإسلاموفوبيا لتبرير السياسات الإسرائيلية العدوانية، مؤكداً ضرورة احترام القوانين الدولية ورفض أى محاولات لتشويه صورة الدول العربية والإسلامية.
أشاد القادة بتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة «إعلان نيويورك» الذى يدعم حل الدولتين، مثمنين دور المملكة العربية السعودية وفرنسا فى إنجاح هذا الإعلان. كما جددوا دعمهم للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، ولإدارة الأوقاف الأردنية بصفتها الجهة الحصرية المسئولة عن المسجد الأقصي.
الأمن الجماعى والتعاون الإقليمى
أعاد البيان التأكيد على مفهوم الأمن الجماعى والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية، ودعا إلى تنفيذ قرار «الرؤية المشتركة للأمن والتعاون فى المنطقة» الصادر عن مجلس الجامعة العربية. كما شدد على أهمية وضع آليات تنفيذية للتعاون الإقليمى ترتكز على احترام سيادة الدول، وحسن الجوار، والمساواة، وحل النزاعات بالطرق السلمية.
كما طالب البيان الختامى منظمة العمل الاسلامى للعمل على تجميد عضوية اسرائيل فى الأمم المتحدة.
ختامًا
أعرب القادة عن شكرهم وامتنانهم لدولة قطر، أميرًا وحكومةً وشعبًا، على استضافة القمة وتنظيمها بنجاح، وأشادوا بدورها الفاعل فى تعزيز التضامن العربى والإسلامي، ودعمها المستمر للعمل المشترك من أجل السلام والاستقرار فى المنطقة.
كفى صمتًا على جرائم الدولة المارقة
أبوالغيط : العدوان على السيادة القطرية وتجاوز كل مبدأ إنسانى

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الجريمة الإسرائيلية بالعدوان على السيادة القطرية فاقت كل الحدود وتجاوزت كل مبدأ إنسانى أو عرف حضارى توافق عليه البشر منذ عهود بعدم التعرض للوسطاء أو استهداف المفاوضين.
وقال أبو الغيط- فى كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بالدوحة بمشاركة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى- إن الأخطر أن يعتبر من أطلق هذا الهجوم البربرى أن فعله مبرر تحت أى ذريعة وأن يتصور أن بإمكانه الانزلاق الى مستويات غير مسبوقة من الهمجية والاجتراء على الأعراف المستقرة من دون حساب أو عقاب.
وأضاف أن الهجوم على المفاوضين والوسطاء ليس من الشجاعة أو الشرف فى شيء بل هو خسة وجبن، أما التباهى به والتفاخر بفعله يعكس مستوى من السقوط الاخلاق قل أن يكون له مثيل فى العلاقات بين الدول.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط،إن قمة الدوحة لم تلتئم فقط للتضامن مع قطر وهو واجب على كل عربى ومسلم انتفض ضميره لمرأى هذا الفعل الجبان والدنيء، وإنما تحمل القمة رسالة للمجتمع الدولى تقول كفى صمتا على سلوك هذه الدولة المارقة التى أشعلت النيران فى المنطقة وأحرقت وشردت وجوعت وقتلت بغير حساب، ويريد قادتها لأهدافهم الشخصية المكشوفة أو لمعتقداتهم المريضة أن يعودوا بنا لشريعة الغاب.
وأكد أبو الغيط أن السكوت عن الإجرام هو فى الحقيقة جريمة، والصمت على خرق القانون يقوض النظام الدولى بأكمله، مشيرا الى أن الصمت على الاجرام والبربرية فى غزة عامين كاملين أدى الى تعزيز تصور لدى قادة الاحتلال بأن كل فعل ممكن، وكل مجرم يمكن الافلات به فأخذوا ينشرون الدمار من بلد الى بلد ويشعلون النيران فى المنطقة كلها، وكأن العالم عاد إلى عصور البربرية والظلام بعد أن كنا نتصور أننا غادرناها من زمن بعيد.
وأضاف أن من يقود دولة الاحتلال هو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية وقد أضاف لسجله اليوم جريمة جديدة، مناشدا جميع أنصار القانون أصحاب المباديء حول العالم للتضامن من أجل العمل على ملاحقة كافة مجرمى الحرب المتهمين بالإبادة فى غزة، وبانتهاك سيادة عدد من دول المنطقة والاعتداء عليها تحت حجج ومبررات لا وجود لها فى أى قانون أو شريعة دولية .
ووجه رسالة للشعب الإسرائيلى قائلا:
«إن ما تقوم به حكومتكم باسمكم لن ينسي، والجرائم لن تنسي، وقتل 63 ألفا وتجويع الشعب الفلسطينى وتشريده فى غزة لن ينسي، وهذا الاعتداء الأخير على دولة لطالما سعت للتوصل الى اتفاقات لوقف الحرب وانقاذ البشر من الموت بما فى ذلك رهائن اسرائيل انفسهم لن ينسى أيضا».
وأضاف أبو الغيط «ما تقوم به حكومة إسرائيل باسمكم يدمر كل اساس للتعايش السلمى فى المنطقة فى المستقبل ويضع الاجيال القادمة أمام مستقبل مظلم يسوده العنف والصراع مع حكومة دولة مارقة فى المنطقة وفى العالم اجمع» .
أردوغان:
نواجه عقلية تعيش على الدم والفوضى
تجسدت فى «كيان» يتحدى وينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى

أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تستهدف الاستمرار فى ارتكاب المجازر والإبادة بحق الشعب الفلسطيني، فضلا عن استهداف جر المنطقة بأسرها إلى الفوضى وعدم الاستقرار.
وقال أردوغان – فى كلمته أمام القمة – «نواجه عقلية وذهنية تعيش على الدم والفوضي، وتجسدت فى كيان يتحدى وينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى والنظام الدولى القائم على القواعد»، مشيدا بحكمة وشجاعة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى فى إدارة الأزمة الراهنة.
وأكد دعم تركيا الدائم لقطر فى جميع الظروف، مضيفا: أنه «منذ السابع من أكتوبر 2023، دأبنا على عقد قمم استثنائية مشتركة بين منظمة التعاون الإسلامى والجامعة العربية بسبب جرائم الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل فى غزة، وأكدنا فى هذه القمم أن العدوان الإسرائيلى المتصاعد بات يشكل تهديدا مباشرا لمنطقتنا يجب وقفه فورا، وبينا للعالم مرارا أن هذا الفكر المنحرف الذى يتغذى على الإرهاب إنما يشكل خطرا جسيما على الاستقرار والأمن الدوليين».
وتابع: «الأوهام التى لدى بعض السياسيين الإسرائيليين حول ما يسمى بـ«إسرائيل الكبرى»، يظهر عمليا مساعيهم لتوسيع الاحتلال فى دول الجوار»، لافتا إلى أن الأمة الإسلامية تملك من القدرة والإمكانات مايكفى لإحباط تلك الأطماع التوسعية.
وشدد أردوغان على ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مجالات حيوية، وعلى رأسها الصناعات الدفاعية الرادعة والتنمية، مؤكدا استعداد تركيا لمشاركة خبراتها وقدراتها مع الدول الإسلامية من أجل ضمان مستقبل الأجيال، قائلا: «سنواصل النضال حتى قيام دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، دولة كاملة السيادة وذات وحدة جعرافية متماسكة».
وجدد الرئيس التركى التأكيد على رفض بلاده لتهجير الفلسطينيين أو إبادتهم أو تقسيمهم.
عاهل الأردن :
إسرائيل تمادت .. وحكوماتها تزداد تطرفًا

شدد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى على أن إسرائيل تمادت فى إجراءاتها غير الشرعية التى تعوق حل الدولتين وتنسف فرص تحقيق السلام العادل.
وقال عاهل الأردن – فى كلمته خلال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المنعقدة أمس فى الدوحة لبحث الهجوم الإسرائيلى على دولة قطر- إن إسرائيل مستمرة فى تهديد أمن واستقرار لبنان وسوريا، وها هى الآن تعتدى على سيادة قطر وأمنها.
وأكد وقوف الأردن إلى جانب قطر بكل الإمكانيات، مشددا على دعم المملكة المطلق لأى خطوة تتخذها الدوحة لمواجهة هذا العدوان، ولحماية أمنها واستقرارها وسلامة شعبها.
وقال عاهل الأردن: «أمن قطر أمننا، واستقرارها استقرارنا، ودعمنا لكم مطلق»، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلى على الدوحة جاء بعد حوالى عامين من بدء الحرب الوحشية على قطاع غزة، والتى خرقت خلالها إسرائيل القانون الدولى وكل القيم الإنسانية.
ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تزداد هيمنة وتطرفاً لأن المجتمع الدولى سمح لها بأن تكون فوق القانون، داعياً إلى مراجعة شاملة لكل أدوات العمل العربى والإسلامى المشترك لمواجهة خطر هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.
وشدد الملك عبدالله الثانى على ضرورة أن تخرج القمة اليوم بقرارات عملية لمواجهة هذا الخطر، معتبراً أن العدوان على قطر دليل واضح على أن التهديد الإسرائيلى لا يعرف حدوداً.
ولى عهد الكويت:
العدوان دليل على نوايا «الاحتلال».. نسف أى مساعٍ للتهدئة

دعا ولى عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح المجتمع الدولى ومجلس الأمن للقيام بصلاحياته وعدم السكوت أو التغاضى عن العدوان الإسرائيلى المشين على قطر، واتخاذ إجراءات جادة وفاعلة من أجل وقف العدوان الممنهج على دول المنطقة ومحاسبة مرتكبيها.
وقال ولى عهد الكويت – فى كلمته – «إن أمن دولة قطر ركيزة أساسية من ركائز أمن الأمتين العربية والاسلامية، وجزء لا يتجزأ منهما».
وأضاف: أن «إمعان قوات الاحتلال فى استباحة سيادة الدول العربية والاسلامية يعد استكمالا لنهجها التصعيدى الذى طالما حذرنا من عواقبه وتهديدا صريحا للأمن الإقليمى والدولي، وتقويضا مباشرا للجهود الدولية المبذولة لإحلال السلام فى المنطقة، واستخفافا جليا بالمنظومة الدولية وبقواعد ومباديء القانون الدولى والمواثيق ذات الصلة».
أكد أن العدوان الإسرائيلى السافر على الدوحة دليل واضح على نوايا الاحتلال لنسف أى مساع لتهدئة الأوضاع وتحقيق سلام مستدام فى المنطقة، معربا عن دعم الكويت التام لما تتخذه قطر من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها.